عبد الخالق الفلاح كاتب واعلامي
ان ما تشهده المنطقة من ارهاب يطال العشرات من ابنائها يومياً هو جزء من مخطط عالمي لتغيير معالم المنطقة ورسم خارطة سياسية جديدة وشعوب المنطقة العربیة منقسمة وحكامها غيرمبالين لما يجري وتعاني من حروب غیرعادلة وممارسة الارهاب السیاسي والاقتصادي والعسكري والثقافي والایدیولوجي والنفسي من جانب النظام العالمي بقيادة الولایات المتحدة الامریكیة لاعبها الاصلي وبعض الدول الامبريالية المتعاونة بها و الذيول من مشايخ الخليج والعثمنة التركية الجديدة في تصعید الارهاب الدولي بكل اشكاله من حیث استخدامها لادواتها المالیة والاقتصادیة والمخابراتية والعسكریة، وما التدخلات العسكریة المباشرة والغیر المباشرة والانقلابات الحكومیة والتصفیات الجسدیة لخصومها السیاسیین الا نهج ثابت لامریكا حیث تستخدم هي وحلفاءها الیوم وسیلة جدیدة ولیس لها إلا التشبث بأدعائها بمكافحة الارهاب الدولي من اجل امرار مخططاتها الرهيبة والشرسة وما ((تدخلها السافر في سورية وما يجري فيها من دماء لشعب مظلوم لاناقة له فيها ولاجمل)) الا نموذج واحد من ذلك كله من اجل تحقیق اطماعها التوسعیة بهدف السیطرة على العالم ونهب خيراته وقیادته والدلیل الاخرعلى ذلك زج العراق في صراعات دموية عنیفة ضد الارهاب لإیقاعها ودول منطقة الشرق الاوسط في حروب طائفية وایدیولوجية واثنية بحیث تنشغل جمیعها في محاربة ومكافحة الارهاب وبذلك یكون تواجد الولایات المتحدة الامریكیة في هذه الرقعة الجغرافية امر ضروري وبحجة مكافحة هذه الظاهرة التي هي خلقتها والمشوه للاسلام (والاسلام منه براء ) وليكون مبرراً بعساكرها الجرارة وقواعدها المنتشرة في بعض بلدان المنطقة مثل السعودية وقطر وتركيا لتواجدها وما مشاهد العنف والدمار الذي عاد يخيم على العاصمة بغداد والمحافظات الاخرى منذ فترة عبر سلسلة من الهجمات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة والكواتم كما ان ثقافة الجهاد باتت تنشر عن طريق بعض المنابر وحلقات الارشاد الديني ووعاظ السلاطين الذين باعوا دينهم بدنياهم عبر المؤسسات التكفيرية المنتشرة لغسل الادمغة والفتاوى التحريضية المدعومة من دوائر مخابراتة خليجية وكذلك التمويل الذي تحصل عليه الجماعات الارهابية مادياً واعلامياً وراء استمرار الارهابيين في عمليات القتل اليومية العشوائية وهي ليست إلاجزءاً من تلك الخارطة التي اعدتها لاشغال شعوب المنطقة بها لتحقيق اطماعها ومأربها و الهجمات الارهابية التي تتصاعد حدتها في مدن العراق حتى وصلت الى اربيل التي كانت بعيدة عنها و تعتبر من المحافظات المستقرة امنيا مقارنة بمحافظات وسط وجنوب البلاد التي تشهد بين حي وآخر عمليات تستهدف معظمها مدنيين عزل يدل على تأثرالعراق بالوضع الاقليمي وبالاخص السوري وكما اسلفنا وحذرنا منه هو تراجع الاوضاع في سورية وانكسار القاعدة والمجموعات الارهابية فيها كان له الاثر الاكبر في نزوح اعداد كبيرة من افرادها وهروب البعض الاخر من المحرقة الكبيرة التي اشتدت نيرانها في الاونة الاخيرة في الاراضي السورية وتفوق القوات الحكومية في جبهات عديدة وكذلك الصراعات بين المنظمات الارهابية التي تتقاتل فيما بينها مثل الجيش الحر والنصرة ودولة الشام والعراق اللاسلامية (المعروفة بقوات داعش) ووقوف المناطق الكوردية ضدهم وطردهم من المناطق التي يسكنونها والذي حدى بها التفكيرلايجاد اراضي جديدة لها خوفاً من طردهم مستقبلاً وبما ان الوضع الامني الهش في العراق يساعد ووجود حواضن لها فيها والوضع السياسي المتفكك وما يحمله من تداعيات شجع افرادها للنزوح بأتجاه الاراضي العراقية لنشر خبثها ورعبها ونجاة نفسها من اتونها و فی ذات الوقت فإن المفصل الاخر للعنف متمثل ببقایا حزب البعث المنحل و یعتبر فی واقع الامر جزءاً من منظومة اوجدها النظام السابق و اخذت بعد سقوط نظام حزب البعث تعمل فی الظلام وتحت الارض بنفس الادوات والاسالیب والوسائل السابقة، بعدما كانت تعمل فی ظل أطر رسمیة وقوانین وسیاقات وضعتها بما یتناسب وینسجم مع الضرورات ولاعتبارات سیاسیة وامنیة لبقاء السلطة في ذلك الوقت كما وان نظام صدام عمل سنوات طويلة من اجل توفير الارض الخصبة لزرع الارهاب في العراق من خلال جلب المرتزقة من كافة بقاع العالم واعطائهم الاموال الكبيرة وفتح الجوامع لهم ومهد الى تحويل بلدنا الى اكبر ساحة للارهاب الدولي ويستفاد فلول البعث منهم اليوم ولقد ثبت تورط هؤلاء القتلة ومشاركتهم بافعال واعمال الطاغية الذليل صدام حسين، كما ثبت للعراقيين تعاونهم مع السلطة والعب بدماء الابرياء وتلطخت اياديهم بها عن طريق تلفيق التهم الكيدية بهم..ولاشك ان الارهاب الذي بات يهدد شعبنا وبلدنا ، لا يتم القضاء عليه بالمجاملة والخوف والتردد او بالشعارات انما العمل على ابعادالملف الامني عن الصراعات الحزبية والطائفية والعنصرية والمناطقية، والا فان دم العراقيين مقدس لايمكن السكوت عن هدرها لمصالح حزبية اوفئوية او طائفية . على كل حال فأن المنطقة تواجه تحديات كبيرة وخطيرة يستوجب من الجميع التكاتف للعمل للوقوف امامها . ولعل هناك من تحقيق إنجازات أمنية يتطلب بذل جهود مضنية للحفاظ عليها من خلال العمل على توحيد الصفوف ومشاركة جميع فئات الشعب العراقي وكل من يعتقد أن خطر الإرهاب الذي يطال الدولة في هذه مرحلة سوف لا تطاله إنما هوفي وهم خاصةً أن هذه المجاميع كشرت عن نواياها الخبيثة باتجاه إشعال الفتن الطائفية في العراق و المنطقة وبرغم مما تحدثه من خسائر في الأرواح يوميا إلا أنها باتت مدانة من عموم الشعب العراقي الذي بات موحدا ضدها. و ثمة ملاحظة يجب ادراكها ان هناك علاقة جدلية بين الإرهاب المسكوت عنه إعلاميا و الإرهاب المضاد المحمول عليه بشدة من طرف و سائل الإعلام المعلومة الحال، مع العلم أن هذين النوعين من الإرهاب هما وجهان لعملة واحدة ويغذي كل منهما الآخر و يذكي ناره. فعلى الدولة ان يكون لها هناك تحرك حقيقي على مستوى المعلومة والخطط الامنية واستخدام التقنية الحديثة ودعم افراد الجيش والشرطة الاتحادية ورجال الامن مادياً ومعنوياً وابعادهم عن الصراعات السياسية والعمل على اساس المواطنة كما عودونا والمحافظة على وحدة الامة وتماسك نسيجها الاجتماعي والاسري والارتقاء بكل عوامل العائلة نحو الافضل وتوفير مستقبل لحمايتهم . المجد والخلود لشهادئنا الابرار وتحية اجلال واكبار لشعبنا الصامد...
https://telegram.me/buratha