هادي ندا المالكي
أعلنت الأمم المتحدة ومنظمات دولية متخصصة ان عدد الشهداء الذين سقطوا في العراق خلال شهر أيلول وصل الى الف شهيد وضعف هذا العدد جرحى وهذه الاحصائيات ليست دقيقة لان هناك حوادث كثيرة لا يتم تسجيلها او اخبار المنظمات الدولية المعنية بها من اجل التغطية على الارقام الكبيرة التي تذهب ضحية المفخخات والاحزمة الناسفة والعبوات والكاتم والاستهداف الطائفي وحوادث السطو.والشيء الأخطر في متوالية قراءة الأرقام لإعداد القتلى والجرحى في العراق وتحديدا في محافظات الوسط والجنوب والمناطق الغربية باستثناء كردستان وان أصابها ما أصاب أخواتها في الأيام الماضية سيجد ارتفاع حصيلة هذه الأرقام من شهر لاخر وان كل شهر يحطم ما قبله بإعداد الضحايا الذين يتساقطون بالاستهداف المباشر وغير المباشر دون ان تكون هناك إجراءات حقيقية تبعث المصداقية والاطمئنان لدى المواطن حيال الإجراءات الحكومية والعسكرية المتخذة والتي جعلت من المدن ثكنات عسكرية ومناطق مغلقة يحتار المرء في الوصول اليها ويتمنى لو ان الحياة توقفت حتى لا يتحرك من مكان الى اخر.ومع التصاعد الخطير في أرقام اعداد الضحايا ومع عدم وجود نوايا حقيقية لوقف هذا النزف اليومي ومع تخلف الإجراءات المتبعة ودونيتها لازال السيد القائد العام للقوات المسلحة بصفته كرئيس لمجلس الوزراء ووزيرا للدفاع يعلن على الملا أحقيته بدورة انتخابية ثالثة مع تطبيل وتزمير من جوقة الفرقة الذهبية التي يترأسها والتي يقف في قمة هرمها الشابندر والشلاه والسنيد والفتلاوي ونماذج لا تعرف غير التمجيد والتقديس.وحصول المالكي على ولاية ثالثة كما هو يمني النفس وان كان امرا انتحاريا للشعب العراقي فانه يعني في الوقت ذاته ان علينا ان نشتري عدة الموت لانه لا احد يعلم ماذا يخبا له القدر بعد ان وصل الموت الى البيوت والحدائق والساحات ولم تبق بقعة امنة او بعيدة عن متناول العصابات الارهابية المتنامية مع فشل الدولة واختراق اجهزتها الامنية.وبحسبة بسيطة عن الاعداد التي ستذهب ضحية التمديد لفشل المالكي بين شهيد وجريح لفترة ثالثة ستكون حوالي (150) الف شهيد وجريح وبمعدل (1000) شهيد و(2000) جريح شهريا وهذه الاعداد والارقام ليست خيالية بل هي متوافقة تماما مع الاحصائات التي تم تسجيلها في الاشهر الاخيرة رغم ان الاعداد في تزايد مستمر ومن شهر لاخر .الشيء الاسوء هو في القراءات المتانية لمراجعة فترات حكومة السيد المالكي ونحن قدرنا الاوضاع على فترة رئاسته الثانية وهذه القراءات تقول ان الفترة الثانية كانت اسوء بكثير من الفترة الاولى وجريا عل هذا المنوال ومن خلال قراءة امكانيات وقدرات الرجل وطريقة تفكيرة نتوصل الى ان الفترة الثالثة ستكون اسوء بكثير من الفترة الثانية لان الرجل يتفنن في صنع الازمات للابقاء على تواجده وهذه الازمات ستتصاعد وستزداد حدتها لان الكثير من المشاكل بقيت عالقة من الدورة الثانية وستضاف لها مشاكل المرحلة المقبلة وعلى هذا فان العنوان الابرز للفترة الثالثة هو فترة الموت والدمار. ان ما يقرح القلب هو ان المالكي وخلال فترتي ترؤسه لمجلس الوزراء لم يقدم ما يثبت انه رجل قيادة ودولة بقدر ما اثبت انه رجل ازمات وفشل وتمسكه في مرحلة ثالثة يمثل عنوانا بارزا لاستهانته بدماء وارواح الابرياء الموكل بحفظ ارواحهم ودمائهم وحقوقهم الا ما قدر الله وما هذا التمسك يمثل خيانة واستهانة بهذه الارواح والدماء واستهانة بكل المنظومة الانسانية والاخلاقية .لم يقدم المالكي طوال السنوات الثمان التي مرت على وجوده رئيسا للوزراء وقائدا عاما للقوات المسلحة ما يجعله يفكر بالحصول على فرصة ثالثة وقد قالها هو من قبل ان من لا يستطيع ان ينجح في ثمان سنوات لن يكون بامكانه النجاح ولو بعد الف عام ترى مالذي تغير في تفكير الرجل حتى يتمسك بخيوط الموت ليسلب بها ارواح الابرياء والمستضعفين الذين منحوه حق حمايتهم.ان المالكي لم ينجح في اي ملف لان يكون ممرا له لمنصة التتويج من جديد فملف الخدمات والاعمار والتشغيل والاستثمار والتوظيف والقضاء على البطالة وتوفير الطاقة وتحسين الواقع الصحي كلها ملفات معطلة ازدهرت بدلا عنها ملفات الارهاب والبطالة والفساد المالي والاداري والمحسوبية والرشوة واسوء الملفات التي فشل فيها المالكي هي ملف الامن الذي اسقط كل رهانات المالكي وحزبه للتفكير بدور ثالث.المالكي فشل في جميع الملفات لهذا فان امر منحه فرصة ثالثة امر شبه مستحيل الا اذا اقتنع الشعب بان وجود المالكي يستحق كل هذه التضحيات وعندها فان جريرة ومظلومية كل انسان يذهب ضحية وجود المالكي ستكون برقبة من اختار وجاء بالمالكي.
https://telegram.me/buratha