المقالات

العَدلُ أساسُ المُلكِ

555 10:40:00 2013-10-05

سعد الفكيكي

كلمةُ من ثلاثةِ حروف، خفيفة باللسان وثقيلةُ في تطبيقُها، وردت كلمة (عَدل) في القرأن مراتٍ عديدة ومنها قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل/90] .بفتح العين وتعني الأنصاف، وهي لغةُ الأستقامة وميزان الله على الأرضِ، وأن الله سبحانه وتعالى يُقيم دولةٍ الأيمان على أساس العَدل . اِن الشعوب التي آستطاعت أن تُطبق جزءً من العدلِ آجتازت مراحل في التقدمِ واِن لم تكن مسلمة، فما بالكَ أن يكون تطبيقه بالكامل، ومن مواصفات دولةِ الأمام علي (ع) آنه قام على تطبيق القسط في جميع النواحي السياسيةِ والأجتماعية ويقول أبنَ خلدون العدلُ أساسُ المُلكِ. ونحنُ نتذكر ما مرت علينا من سنينٍ عجاف قاسيةُ في العراقِ خلال حكم النظام السابق، كُنا نحلم بالدولةِ العصريةِ العادلة التي تُحقق لنا الراحة والرفاه والحاكم المنصف، فهل سيجد العراق راحةً بعد معاناة ؟ في ظلِ الوضع الحالي وما يدور بالساحةِ السياسيةِ الداخلية والأقليمية لا اعتقد بأن بلدنا سيشهد الهدوءَ والأستقرار، لكون القائمين عليها هم آنفسهم غيرَ متفقين ولا متوحدين، ناهيك عن الفسادِ الذي طرق جميع أبواب مؤسسات الدولة، فوقع الظلم والتقصير والأهمال . بعد انتهاء الحرب عام 2003 كُنا نتأمل خيراً وأعتقدنا اِن الطبقة القادمة للحكم من المترفين والمنفتحين لديهم رؤيا ومنظور حديث لأدارة الدولة، واِننا لن ننحسر مرةً اخرى بسياسة الحزب الواحد، ولا سيما أن العراق غني بمواردهِ الطبيعية، ولم نكن نعلم بأن الافكار القادمة ستؤدي الى التفرقة والضعف وفوجئنا باستيراتيجياتِها الضيقة وآمتداداتها الخارجيةِ الساعيةِ للوصول الى سدةُ الحكم مهما كانت النتائج، مع أن الساحةِ السياسيةِ لا تخلو من التياراتِ الوطنيةِ المعتدلةَ التي تملك رؤيا وطنية واسعة لكنها فقدت زِمام الآمور، مع وجود بصيص للأمل في عودتها الى مركز القرار، وأستذكر من قصيدةٍ للشاعر المِصري ( محمود سامي البارودي ) يقول :ـ"فيا قلبُ صبراً إنْ جزعتَ ؛ فربما جرتْ سنحاً طيرُ الحوادثِ باليمنِ فقدْ تورقُ الأغصانُ بعدَ ذبولها وَيَبْدُو ضِيَاءُ الْبَدْرِ فِي ظُلْمَة ِ الْوَهْنِ" نعم هنالك نوراً أحيا بنا الآمل، ونحنُ قادرونَ على أن نمضي ونثبت للعالم أننا آصحابُ دينٍ وحضارة وتأريخ، وآن التغيير قادم لا محالةَ والقائمين عليه يؤمنون بالله وبحكمهِ، وينتهلون من شريعةِ الرسول مُحمدُ (صلى الله عليه واله) وبنهج علياً (عليه السلام) بالحكم والدولة التي تقوم على آساسيات العدالة الأجتماعية القادرةِ على تقليل التوتر، والفوارق بين الطبقات عبر مساعدةِ الفقراء وأحداث التوازن ونزع فتيل الأزمة. اِن الدول المتقدمة لم تُبنى بالقتال ولا بالتناحر، واِنما بالفكر وآلعمل وآلتسامح، وآتخذت من مصلحةِ البلد أولاً وقبل كلُ شيء، وبوجود النظرية الصحيحة والملائمة لأدارة البلد، معززة بالسرعةِ للتنفيذ وآقتصار الروتين والأبعد من ذلك وجود البحث والدراسة والتخطيط لتطوير مناطق الضعف وجعلها تستوعب التوسعات المستقبلية لعشرات السنين، مما ذكر لا نستطيع أن نُحقق شيء ما لم يتحقق العَدلُ اولاً .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك