طارق الاعسم
مع اقتراب الانتخابات البرلمانية يستعر اوار المعارك الحزبية وحروب الملفات بشكل مثير للدهشة والغثيان معاً,لاسيما وان من مساويء القدر ان موازنة العراق بازدياد سنوي مضطرد ووصلت الى حدود ال150 مليار دولار وهو الامر الذي اعطى زخماً لمعارك بين الخصوم وضرب تحت الحزام وفضائح اخلاقية مخزية وفساد مالي يزكم الانوف .لقد كشفت مهاترات الصراعات هذه الايام مدى هزالة الطبقة السياسية التي افرزت بعد سقوط صدام (الا مارحم ربي),كما كشفت هشاشة الحكم العراقي الجديد الذي بات يعاني من انفصام تام عن الواقع الشعبي الذي يغلي مع كل فضيحة بدءاً من العمليات الجراحية المخزية (لانقول انتهاءاً )لان الحبل على الجرار بلا انقطاع.وآخر ماوردنا من مصادر تجعلها مصالحها التجارية وسط معمعة الاحداث السياسية ووسط الفساد ان محافظة مهمة جداً واستراتيجية جدا ,طُعن في التصويت على مجلس محافظتها ومحافظها وسار الطعن بسرعة محمومة ,في تلك المحافظة وتهيُّوءاً للتصويت الجديد تم للجهة الطاعنة ان تشتري اصوات اربعة من اعضاء مجلس تلك المحافظة احداهما إمرأة بواقع 3 مليار دينار لكل منهم اي بمجموع يصل الى 10 مليون دولار من اجل ان يميلوا في التصويت الى الجهة الطاعنة التي استمات محافظها السابق الخاسر والفاشل بامتياز من اجل الاحتفاظ بكرسي المحافظة حتى ان شهود عيان رووا انه اصر حين ادرك خسارته على ان لايسمح للمحافظ الجديد بالجلوس على ذات الكرسي ورفعه بمساعدة عناصر حمايته.ان شراء اربعة أصوات بهذا المبلغ الهائل بطريقة تعاف جيفتها الكلاب (اجلّكم الله)يعطي لمحة عن حجم الارباح التي يمكن ان يجنيها المسؤول حين يستقتل من اجل الكرسي,وعن حجم صفقات الفساد السياسي لمجموعة من النهّابين واللصوص والافّاقين الذين تخرجوا من دول اللجوء السياسي وجاؤوا سراعاً مع سقوط الصنم ليتباهوا تيهاً علينا بانهم عصارة الوطنية واننا لم نحظ بما حظوا من جرعات النقاء .ان الكثير من هؤلاء ممن لاتعرف حقيقة مسالكهم في الغربة لم يضربوا طلقة واحدة في وجه صدام ولم يمارسوا العمل الحزبي الجاد من اجل اسقاطه,اما من قاتل وشرِّد وكافح في المنافي فقد رُكِنَ وجُمِّدَ ليتلاقف بعض من شذّاذ الافاق الحكم والسلطة والنفوذ تلاقف الكرة.وصدق من قال ان التاريخ يعيد نفسه مرّتين ..مرة بشكل مأساة ومرة بشكل مهزلة.مسكين ياعراق
https://telegram.me/buratha