المقالات

ليس دفاعاً عن عبد المهدي

636 18:54:00 2013-10-06

رياض رحيم العوادي

قبل ايام، نشر السيد جابر الجبوري مقالة هاجم فيها نائب الرئيس المخلوع طارق الهاشمي اثر تصريحه لاحدى الفضائيات العربية, والذي ذكر فيه بأنه تآمر مرتين مع البعثيين للقيام بأنقلاب لأسقاط المالكي، وانه ايضاً تآمر مع السيد عادل عبد المهدي النائب السابق لرئيس الجمهورية للغرض ذاته. لا يهمنا هنا ما قال السيد الجبوري عن الهاشمي ، ولكن ما أثار اهتمامي هو انه هاجم السيد عادل عبد المهدي لانه تآمر مع الهاشمي ضد الحكومة المنتخبة (حوكة المالكي). والغريب هنا ان الكاتب قد كال القليل من الشتائم للهاشمي المتآمر مع البعثيين في حين استرسل في توجيه شتائم مقذعة لعادل عبد المهدي . حيث قال عنه انه تقلب بين الاحزاب من بعثي الى شيوعي الى ماوي الى اسلامي . ويبدو انه رأى في تلك التقلبات نوعاً من الانتهازية ! وفاته ان عبد المهدي انسان مثقف يحق له الاختيار, وهذا الاختيار لابد ان تتبعه التجربة فأن وجد ضالته الفكرية متوائمة مع التطبيق للمبائ ظل على مقربة من هذا الحزب او ذاك . اما حين لا تتطابق الافكار مع الممارسات فأن من حقه ان ينتقل الى حركة أو حزب اخر. وتلك حال المثقفين ، وخصوصاً المثاليين منهم. فالمثقف لن يظل ملتزماً بمبادئ معينة في حال اكتشف زيف حامليها ، ولو فعل ذلك لعد من المكابرين! ثم ان عادل عبد المهدي وطوال تأريخه السياسي لم ينتمي الى حركات سياسية تمارس الحكم بل ان الاحزاب والحركات التي ارتبط بها كانت مناضلة و معارضة للنظام الاستبدادي. فعلام يلام عبد المهدي اذا كان يحق له الاختيار اولاً ، ولم يستسلم للحاكم المستبد وظل على عدائه الشديد له.كذلك تحامل الجابري على احفاد رسول الله. وعدهم وباءً على المذهب واتهمهم بالخيانة، جميعهم ومن دون تخصيص أو تحديد. وهذا لا يجوز فمن بين احفاد الرسول العظيم من ضحوا بحياتهم من اجل الشيعة واقرب مثال على ذلك الشهيدين الصدرين وشهداء آل الحكيم . فكيف يجوز التعميم امام مثل هذه الحقائق!يبدو ان جابر الجبوري قد بالغ في هجومه على (السادة) واختار منهم عادل عبد المهدي ليعطي منه مثلاً على ما وصفهم به من اباطيل. مع ان السيد عبد المهدي لم يكن ذلك المدان او الكافر . فالرجل مثقف والمثقف شديد القلق وكثيراً ما يراجع افكاره ومعتقداته. وهو ـ عادل عبد المهدي ـ لم ينفصل عن شعبه في صراعه ضد الحكم الاستبدادي. ولو كان فعل ذلك لصحت ادانته.اعتقد ان الكاتب الجبوري كان متحاملاً على عادل عبد المهدي، وهذا التحامل اضله عن هدفه الحقيقي وهو ادانه الهاشمي بالخيانة والعمالة للاجنبي ، ليشغل نفسه بموضوع اخر، وهو اتهام عادل عبد المهدي بالكثير مما ليس فيه وكذلك لصب جام حقده على احفاد الرسول!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك