المقالات

حذار أن نخطأ الاختيار

478 19:00:00 2013-10-06

عبدالله الجيزاني

الدول تمر بمراحل مختلفة، لكل مرحلة استحقاقاتها، وتختلف هذه المراحل بحسب الظرف الداخلي والإقليمي والدولي، حيث أن مرحلة التأسيس في العادة تختلف عن مراحل التثبت والانطلاق، وكذا يتحكم الوضع الإقليمي أو الدولي بالية التعامل مع استحقاقة. وعلى هذا كان العراق بعد 2003 يمر بمر بمرحلة التأسيس، وهذا تطلب تصاعد الدعوات لمشاركة المواطن في هذه المرحلة من خلال التفاعل مع العملية السياسية واستحقاقاتها، لذا طالبت المرجعية مثلا بمشاركة واسعة وفاعلة في الانتخابات وقبلها المطالبة بأجرائها، وبعد أن تمت العملية الانتخابية الأولى وتمت كتابة الدستور استمرت دعوة المرجعية تلك، لان النظام في الدولة يمر بمرحلة التثبيت، ولكن تعثر هذه المرحلة وتراجعها في بعض الأحيان جعل المشاركة الواسعة والواعية في الانتخابات أمر في غاية الأهمية، لان أي تكاسل أو مقاطعة في هذه المرحلة الأكيد سيعرض البناء للانهيار والعودة إلى نقطة مادون الصفر، والشعب أكثر معرفة ودراية بمعنى ذلك.ومع كل التبريرات التي يطلقها الشارع في تبرير المقاطعة لكنها لا تصمد أمام حقيقة أن المشاركة بالانتخابات لا علاقة لها بالأداء الحكومي، وان صندوق الانتخابات هو الوسيلة التي يعاقب الشعب من خلالها المقصر ويكرم المنتج، ومقاطعة الصندوق ستحقق العكس، وسيبقى المقصر والفاسد في موقعه لان أنصاره سيدلون بأصواتهم أليه وأمام مقاطعة الأغلبية سيحقق النصاب المطلوب لإبقائه في موقعه. وفي الاستحقاق الانتخابي القادم المقاطعة تعني التخلي عن رسم خارطة البلد لفترة تصل لربع قرن من الزمن، حيث تشهد المنطقة حالة من الاضطراب يقرأها المختصون بأنها ستغير خارطة المنطقة بالكامل، وربما ستلد الدولة فيها دول جديدة، وهذا يعني أن البلد الآن بحاجة لقيادة قادرة على مواجهة هذه الموجه، لديها المقبولية بين كل فرقاء الساحة، وتمتلك حنكة وحكمة تمنحها قدرة على استيعاب الجميع لغرض تجاوز العاصفة التي ستجتاح المنطقة وسيكون العراق في وسطها بلا شك، وان أي خطأ في الاختيار أو ترك المجال لأنصار الفساد بتقرير مصير هذه المرحلة، فمعناه أن العراق سوف يكون اسم ضمن تاريخ المنطقة، وسوف تستحدث دول على أرضه في المرحلة الأولى لتلحقها صدامات ومواجهات بينها، ولذا فأن مقاطعة الانتخابات المقبلة وعدم الاختيار بوعي معناه التضحية بالعراق الموحد، وفتح الأبواب واسعة أمام حالة عدم الاستقرار التي لا ثبات بعده لأكثر من ربع قرن كما أسلفنا، وعليه فان الاستحقاق الانتخابي سوف يكشف حقيقة كل أبناء الشعب، ويعبر عن مدى صحة الشعارات التي تطرح من قبل البعض، فلا يمكن لوطني أن يرضى لوطنه أن تُقطع أوصالة، وكذا لا يمكن لمؤمن أن يسمح لوطنه أن يتحول من بلد واحد إلى ساحة تستباح على أديمها دماء أبناء الوطن الواحد لتحقيق أغراض وأهداف الصهيونية والاستكبار العالمي، ومن هنا تبرز خصوصية المرحلة المقبلة، فكما تفاعل الشعب وشارك في مرحلتي التأسيس والتثبيت، مطلوب مشاركة واعية لمواجهة مخاطر انعكاس ما يحصل في الإقليم...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك