عادل العتابي
امر القائد العام للقوات المسلحة بتمديد مدة العفو عن الجنود وافراد الجيش والشرطة من مختلف الرتب والهاربين من وحداتهم، الى ما بعد عطلة عيد الاضحى المبارك، وقبل ذلك قرار صرف مخصصات خطورة لابناء القوات المسلحة العاملين في المحافظات الاكثر سخونة وبمقدار 50%، كل ذلك يأتي في اطار الرعاية لهذه الشريحة التي تحصل يوميا على المزيد من القتل، باساليب مختلفة في محافظات معروفة، ومع ان تلك الخطوتين تعتبران في الاتجاه الصحيح، الا انهما لاتحلان مشكلة كبيرة ومعروفة للجميع داخل وخارج القوات المسلحة، وتلك المشكلة تتمثل باداء الخدمة العسكرية لابناء الجنوب والفرات الاوسط في محافظات هي من غير محافظاتهم، مما جعلهم اهداف سهلة للارهابين وغيرهم اثناء واجباتهم او عند التمتع باجازة اعتيادية.يوميا نسمع باستشهاد جنود مع ضابط من خلال استهداف الارهاب لهم في عدد من المحافظات، او تعرض سيارات تقل المجازين من ابناء القوات المسلحة الى القتل في سيطرات وهمية يتم نصبها لهم في طريق العودة الى بيوتهم، وتلك السيطرات لديها معلومات كاملة عن اسماء الجنود، وعناوينهم، والطرق التي سيسلكونها اثناء التمتع بالاجازة، فيما تحصد العبوات والمفخخات اخوتهم واقربائهم في اماكن السكن، اذن هو استهداف مزدوج لابناء القوات المسلحة وعوائلهم.واذا ما كان هناك من حل لهذه المشكلة فانه يتمثل في ان تكون خدمة ابناء محافظات الجنوب والفرات الاوسط، في محافظاتهم، وابناء الوسط والشمال في محافظاتهم ايضا، لان الكل سيكون اعرف بمناطق اداء الخدمة، واهلها، وطرقها، وكل شيء فيها، اما ان نترك كل اؤلئك الابرياء ليكونوا حطبا، فان هناك يوم سوف يأتي علينا جميعا لنشاهد عدم وجود جندي واحد يمكن ارساله الى محرقة الموت في محافظات ساخنة، تعرف كيفية استهداف جندي والعفو عن جندي اخر لانه من محافظة اخرى او من محافظاتهم.في اشد المعارك العسكرية سخونة لابد من التفكير بتقديم اقل الخسائر من المقاتلين مع توفير كل سبل العيش لهم من ماء وطعام، وادامة الامداد بالعتاد وغير ذلك، فكيف سيكون حال المقاتلين في ظروف السلم، مع استمرار مسلسل النحر لكل ابناء القوات المسلحة؟ انها مشكلة لاتملك الا الحل الواحد الذي لايقبل النقاش وهو عودة ابناء الجيش والشرطة الى محافظاتهم الام، وفتح باب التطوع امام كل المحافظات لتطوع الشباب للدفاع عن محافظاتهم، وعد انتظار الغير للقيام بمهمة هي من صميم واجبات شباب كل محافظة.انها ليست هزيمة للقوات المسلحة ورجالاتها، بل هي الحقيقة التي يجب ان يؤمن بها الجميع ويعمل لتطويرها من خلال ادخال اساليب تدريب حديثة للجنود والضباط على حد سواء وفي كل محافظة، وتهيئة ابناء القوات المسلحة للبناء والعمل، ولا ضرر من العمل في مزارع خاصة بالجيش لتوفير كل الخضر واللحوم والفواكه التي يحتاجها ابناء الجيش البطل، وعدم الاعتماد كليا على شراء كل تلك المواد، من الاسواق وباسعار عالية، ومن المفرح ان يعاد العمل بمعامل الخياطة الخاصة بالجيش، وكل الامور التي تقدم الخدمة للجندي والمقاتل.ان ترك ابناءنا ليذبحوا بدم بارد هي عملية عسكرية فاشلة جدا، وان الحفاظ عليهم اهم بكثير من توفير حماية لاناس لايعترفون بتلك الحماية اساسا، بل لايريدون جنديا واحدا غريبا حسب قولهم في محافظاتهم.
https://telegram.me/buratha