المقالات

الدولة العصرية.. سبيلنا لإنهاء الطائفية

564 16:08:00 2013-10-07

بقلم : أثير الشرع

للأسف شهدنا خلال سنوات ما بعد التغيير حدوث فِتن طائفية أدت إلى إقتتالاً وقتلاً على الهوية, وكان يجب على من تسنم زمام الأمور مسك العصا من الوسط والابتعاد عن الخطاب المؤجج للفتن الطائفية, فلم أجد بين السياسيين الذين تسنموا المناصب القيادية في العراق الجديد, من لديه جدية في تشكيل (دولة عراقية) موحدة تجتمع فيها كل مكونات الشعب, من شيعة, سنة, مسيح, صابئة, أكراد, إيزيديين .....الخ.إن الدولة التي تعاني من أمراض الطائفيـة بكل أنواعها هي دولة ناقصة, والطائفيـة بكل أشكالها تعكس فشلا ذريعاً في بناء الدولة المدنيـة العصريـة التي ترتكزعلى مفهوم الشراكة الوطنية والتعددية.إن الدول التي تراجعت فيها الطائفيـة هي الدول التي تمكنت من نشر ثقافة وطنية، وأقامت نسق وطني متماسك رغم تعدد الأعراق والديانات والطوائف والمذاهب فيها, تبنى الدولة الحديثة على مؤسسات وليس على أفراد معينين أو أحزاب متعددة, وهذا ما يحدث للأسف في عراق ما قبل التغيير وما بعده, فلا وجود لمؤسسات أمنية, خدمية, أقتصادية تُدار من قِبَل متخصصين في هذه المجالات, وعندما ستتكون هذه المؤسسات فستكون هي الباقية مع زوال الأحزاب والأفراد ولأجيال كثيرة.إستناداً لما يحدث على الساحة العربية عموماً والعراقية بصورة خاصة استقرأت إن الذي حكم ويحكم العراق وسائر الدول العربية (ديكتاتوريات) تتفنن في إدارة البلد وحسب إستراتيجية وضعت لصالح الحزب الحاكم أو رئيس الجمهورية, وبمباركة دول داعمة وساندة, قانون الإنتخابات مثلاً: يقضي بأنتهاء الدورة التشريعية والتنفيذية كل 4 سنوات, مما يعني إنتهاء الحكم الفعلي لمن كان يحكم, فأن كان رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء قد أفلحا في إدارة البلد فسيعاد انتخابهما من لدن الشعب وما لمسته العكس,! إن الأمتناع عن الذهاب الى صناديق الإقتراع لتغيير الحكومة الفاشلة لمؤسف حقاً وينذر ببقاء العراق تحت رحمة الإرهاب والفساد الإداري .وهذا ما يحدث للأسف في العراق وما أسمعه من خلال التواجد في الأماكن العامة, إذ أصبح المواطن مقتنعاً بأن الذي يحدث في العراق مؤامرة يساهم فيها كل الأحزاب والأشخاص الذين جاءوا بعد دخول القوات الأمريكية للعراق وما أسموه (حرب تحرير العراق) أسماه الشعب (حرب تدمير العراق), والحل هنا هو محاولة الشخصيات المتنفذة والأحزاب التي تستطيع نيل رضا وقبول الشعب الى مدّ جسور التفاهم مع الشعب وأعاده الثقة وبناء مؤسسات دولة حقيقية تستطيع إنهاء معاناة المواطن بشرط التعددية والشراكة في الحكم وإدارة الملفات والتنازل عن جميع ما ترتب من مشكلات بعد الإحتلال الامريكي للعراق .بما إن الإنتخابات التشريعية تقترب بسرعة, فعلى جميع السياسيين لعب الدور الوطني ومحاولة كسب رضا الشعب تأتي من خلال التفاهم فيما بين السياسيين وإشراك الجميع في العملية السياسية وسيفضي هذا الأمر بالطبع إنهاء الفتن الطائفية والبدء بتأسيس دولة عصرية, دولة مؤسسات تستطيع الصمود بوجه جميع التحديات مهما كانت ومن أي مصدر جاءت.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ناصح امين
2013-10-09
التعددية الحزبية والشراكة الكتلية، هي التي دمرت العراق والعراقيين واقعا وباعتراف الكل عشر سنين، فالصحيح هو قلع جذور الفتنة والصراع والاقتتال من اصلها، وذلك بالغاء الاحزاب كافة ومنع القوائم الانتخابية والتكتلات داخل المجلس النيابي مطلقا، وانما تمارس الديمقراطية بصورة الترشيح الفردي والتصويت الفرد الالكتروني الحر، وبذلك نخلص من رؤساء الاحزاب والكتل، الذين هم السبب الوحيد للفساد والافساد والاقتتال بين الشعب بعد تمزيقه بالانتماء الحزبي والكتلي بدلا من انتمائه الوطني المستقل
مراقب
2013-10-07
نعم دولة تطبق القانون بشكل لاغبار علية وبنزاهة وشفافية والاعتماد على الكفاءات الوطنية وسن القوانين التي تخدم الوطن والمواطن وبعيدا عن المصالح الحزبية والانانية والطائفية وليكن النظام السابق عبرة لمن اعتبر سقط لانة كان د كتاوريا وطائفيا ومتخلفا سقط وقبل سقوط بغداد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك