المقالات

الذبح نيابة عن اسرائيل

526 18:23:00 2013-10-07

بقلم : رياض ابو رغيف باحث وكاتب في الشان الاسلامي والعراقي

يروى انه في ثلاثينات القرن الماضي وفي اثناء الاحتلال البريطاني ابتعثت سلطة الاحتلال انذاك حملة تبشيرية الى جنوب العراق وتحديدا الى منطقة الاهوار وكان الغرض من هذه البعثة التبشيرية هو الدعوة الى النصرانية بين اهل تلك الارجاء القصية من البلاد ولم يكن اختيار سكان الاهوار عشوائيا فتلك المناطق النائية كانت تمتاز بالفقر حد الفاقة وفي الجهل حد الاطباق . وكالعادة ابتدات تلك الحملة ببذل المساعدات المالية والغذائية والعينية والصحية والتي كان السكان المحليون محرومين من ابسطها وامر كبير المبشرين ببناء الاكواخ وصيانة الصرائف البسيطة التي يسكنها اهل الهور وذلك تهيئة للنفوس والشخوص للامر الاخطر الذي يدعو اليه مبشريها .وبالفعل ابتدأ المبشرون صفحتهم الثانية من التبشير بعد ان ظنوا انهم كسبوا القلوب والجنان ببذلهم المال والرعاية والطعام وابتدأ القساوسة والرهبان المكلفون بالدعوة النصرانية بدفع جرعات فكرية وانجيلية قليلة ويسيرة الى عقول وافكار الاهالي الملتئمين جماعات وافرادا حول موائد البريطانيين العامرة .واستمر الامر على هذا المنوال اسابيع عديدة كانت اعداد الاهالي تتزايد حول ما يبذله المبشرون بسخاء حتى ظن قادتهم ان الاوان قد ان ان يعلن الناس ايمانهم بالنصرانية وتركهم للاسلام وحددوا لذلك موعدا يجتمع فيه الجميع وتلقى فيه الخطب والوصايا والاناشيد الانجيلية ويبشر الاهالي بقبولهم للديانة الجديدة وكما اراد المخططون لذلك اجتمع الناس بالعشرات وهيأت المنابر للخطابات واستعد المبشرون ليقطفوا حصيلة اسابيع جهودهم المضنية وعملهم الدؤوب .قام كبير المبشرين يلقي اول خطبته ويعد النفوس لتقبل ما رمت اليه الحملة التبشيرية وابتدا الرجل خطابه فذكر الرب ومجده وتناول سيرة نبي الله عيسى ع وحين وصل القس في خطبته الى ذكر ولادة سيدنا المسيح العجيبة ردد الحاضرون جميعهم وبصوت واحد ((اللهم صل على محمد وال محمد )) حينها نزل المسكين من على منصته وامر القائمين على الحملة بحرق الاكواخ التي بناها وهدم الصرائف التي عمرها واتلف اكياس وعلب الغذاء المكدسة ورزم الامتعة وتهيأ لمغادرة الاهوار من دون رجعة اليها ابدا .التساؤل الذي ذكرني بهذه الرواية سواءا صحت حقيقتها ام لم تصح هو لماذا نستهدف بهذا الشكل ؟ ولماذا نذبح ونقتل وتستباح دماءنا بهذه الهمجية وبهذا الاصرار المستمر على الذبح الاهوج ؟.لايمكن لي ان اتصور ابدا ان عراقيا سويا عاقلا لا تكتنف نفسه امراض السلطة والتسلط ونفاق الحكام وحب الظلم واستمراء الذل لم يفرح بسقوط نظام البعث وصدامه النافق وان كان ذلك السقوط كان على ايدي الاحتلال الامريكي وبيد جيشه العرمرم .تلك الفرحة العظيمة بسقوط الطاغية وزوال نظامه بكل ما يحمل معه من ذكريات مؤلمة وحزينة رافقت دخول المحتل الامريكي الى ارضنا ظن المراقبون ومنهم الامريكان والغرب واسرائيل ان تلك الفرحة مزدوجة ومتلازمة بين فرحة سقوط الصنم ودخول الامريكان الى بلدنا .تلك الظنون والتوقعات صورت للبعض ان العراق سيرضخ لارادات امريكا ويسير في ركبها وهذا يعني تركيع شعبه الذي كان لايزال متفردا بالوقوف الصلب امام مؤمرات اليهود واسرائيل في المنطقة بعد ان ركعت لهم ولاراداتهم اغلب الحكومات العربية وتعاملت معهم معظم الشعوب المجاورة .وحين بدأت عمليات المقاومة الشريفة في الوسط والجنوب والتي استهدفت في عملياتها جيش المحتل وكان الهدف منها التعجيل في رحيله عن ارضنا ومقدساتنا تفاجأت القوى الغربية واليهودية واعوانها في المنطقة والتي كانت تخطط لبقاء الارادة الامريكية واليد الاسرائيلية وذيولها هي اللاعبة في قدره ومقدراته وثرواته وكرامة شعبه واعتبرت ماحصل من مقاومة وقتال ضد جيشها نكرانا للجميل وتنكرا لفعلها الذي ظنته انه سيخدع العراقيين ويلين عريكتهم ويرصف امامها الطريق نحو غاياتها الكبرى في حماية اسرائيل والقضاء على اكبر معقل من معاقل العداء لارادة اليهود وذيوله الملتفة من حولنا .حينها ومنذ تلك اللحظات بدأت باطلاق مجرميها وعصاباتها ومافياتها من جيوش المرتزقة والعملاء لتعمل ايديها قتلا وذبحا وتفجيرا وتشريدا في ابناء الشعب العراقي الذي اعتبرته ناكرا لفضلها ومتنكرا لجميلها .لقد كانت التساؤلات تثار والاسئلة تتكرر حين بدات عصابات القاعدة وحليفها الخاسر البعث والمجرمون من كل بلاد الله الواسعة تتحالف من اجل تنفيذ مخططانها الاجرامية ضدنا هل ان امريكا عاجزة عن مجابهة هولاء وهي التي كانت مسؤولة عن الامن والامان في البلد الذي احتلته وهل ان الدول الداعمة للارهاب والمحيطة كاحاطة القيد بالمعصم من ارض العراق بعيدة عن تاثيرات هذه الدولة العظمى وامكانياتها ولم سكوتها عن كل الذي حصل وجرى في العراق ؟ولم يك جواب تلك الاسئلة بالصعب ولا الرد عليه بالمعضل فامريكا ومن خلفها اسرائيل لايمكن لها ان تقبل بمقاومة ابناء العراق ولا يمكن لها ان ترضى ان يبقى العراقيون حجر عثرة امام مخططات اليهود بتركيع الامة وتخضيعها وتمرير المخططات المشبوهة التي خططوا لها وينفذها مدعوا الاسلام من دول المنطقة .وكانت تلك العصابات الارهابية والمافيات الاجرامية اليد التي تضرب بها اسرائيل ابنائنا وتذبح شبابنا وتفجر في كل مكان من ارضنا وهي وان رحلت بجيوشها المحتلة مرغمة صاغرة لارادة العراق وجهاد شعبه الابي الا ان شريانها المغذي للارهاب لازال ينبض ليمد القتلة والمجرمين والارهابيين من بعثيين وقاعدة ويهود بالحقد الاسود والموت الاحمر وهولاء القتلة انما يقاتلون نيابة عن اسرائيل واليهود ويذبحون ويقتلون ابنائنا بدم بارد بخناجر اسرائيلية مسمومة صنعت قبضاتها في دول غير غائبة عن وعي شعبنا .ارادت امريكا واسرائيل كما اراد التبشيريون في الاهوار ان يغيروا قناعة وارادة وموقف شعب العراق من خلال تصورهم ان اسقاط نظام صدام وحزبه البائد على ايدي قواتهم الغازية سيرفع منزلتهم ومكانتهم في نفوسنا وظنوا متوهمين اننا سنستبدل ولائنا من ولاء لله وللوطن الى ولاء لامريكا واسرائيل فخاب رجائهم فسلطوا علينا الاراذل ليذبحونا نيابة عنهم .

رياض ابو رغيف

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مراقب
2013-10-08
الارهاب والاستعمار وجهان لعملة واحدة ومكان نشاطة الدول المتخلفة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك