المقالات

انقلاب على الشرعية

590 22:11:00 2013-10-07

سعد الفكيكي

أسس الاستعمار في الشرق الاوسط لمعادلات ظل واقعنا يعاني منها ليومنا هذا، وحدد ملامح الخارطة الجغرافية والسياسية لدول المنطقة وفق المصالح والأولويات للدول المستعمرة التي تبقي من هيمنتها الى ابعد ما يكون، ومنها العراق، وخير شاهد على ذلك معاهدة (سايكس- بيكو)، وما نشهده حالياً من تحولات في المحيط الاقليمي يعود بنا الى تلك الفترة والسعي لأعادة رسم هذه الخارطة وتغيير التفاصيل وسط حالة من الأرباك وخلط الاوراق . هذه التغيرات ستطال بلدنا بشكل او بأخر، اذا بقى الوضع الداخلي على ما هو عليه من الفوضى السياسية والأمنية، ووجود الانحرافات في العملية السياسية، التي قد تكون ناجمة عن السياسات الحكومية والتدخل في عمل الهيئات المستقلة واستعمال المناصب في الخلافات السياسية . أن جوهر العملية السياسية الصحيحة هو ألية نقل السلطة وفق نتائج الانتخابات المحددة في فترة زمنية معينة، اما أن تكون القوى المشاركة في هذه العملية لا تريد تشريع قانون الأنتخابات وتنادي بتأجيلها فأنه يمثل انقلاباً على العملية السياسية نفسها، فلماذا التأجيل ؟ ومن هي القوى التي تريد ذلك ؟ في ظل التطورات الأخيرة وخاصة أنتخابات أقليم كوردستان، نجد أن الحزبين الرئسيين ربما لن يشكلا الأغلبية في البرلمان القادم، وتقدم حركة كوران(التغيير) على حزب الاتحاد سيلزم التحالف الكوردستاني التحالف مع قوى اخرى، وهذه المتغيرات في الشمال لها انعكاسات على الحكومة المركزية، فكان الاكراد أول المعترضين على القائمة المفتوحة، وبالتالي تأجيل التصويت على القانون، بالاضافة الى الكتل والاحزاب الرئيسة في بغداد ((ايمانا منها بأن هذا القانون سيسلبها الكثير من مقاعدها وهي غير متأكده من نتائج الانتخابات القادمة في ظل الانشقاقات الداخلية لهذه الكتل وبالتالي فأنها ستفقد قوتها في اتخاذ القرار)) مقابل ذلك ان القوى الصاعدة هي المستفيده من اجراء الأنتخابات في وقتها المحدد متمثلة في تيار شهيد المحراب وحركة كوران . كاد الوضع أَن ينفجر لأنه وصل الى مرحلة الأحتقان في بعض المحافظات لولا اِجراء االانتخابات لمجالس المحافظات في وقتها، وبروز قوى معتدلة، لكن هذا الاحتقان قد يكون أَوجل الى الأَنتخابات النيابية القادمة، واِن لم تجري الانتخابات في وقتها المحدد، فأن الخلافات ستستمر وستتكرر الدعوات بتشكيل الكونفدراليات، وهي تمثل عمق التقسيم والتفكك، وسيحتاج العراق الى عشرات السنين لتصحيح هذا المسار، ، واذا كان العراق غير موحد ومتماسك فلن يكون له دور مهم في المعادلة التي يجري تركيبها اقليمياً في هذا الوقت وسيعاد الظلم والاستبداد وسيفقد توازنه الداخلي والخارجي، فالبلد غير المهيأ داخلياً لا يمكنه من التميٌز والقيادة اقليمياً، وسيكون أَمنه واَستقراره مرهون بسياسات الأخرين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك