المقالات

الأشد مرارة من الموت


/ حافظ آل بشارة

تكرار المذابح في بغداد رسالة واضحة المغزى ، العراقيون حكومة وشعبا واعلاما يخافون او يخجلون او يكرهون الاعتراف بأنها معركة اذلال وهوان وتقسيم العراق كما يصفها بعض المراقبين من قليلي الحياء ، العراقيون يفضلون الاكتفاء بالبكاء وتشييع الضحايا الذين هم ثمن التقسيم ، والتوجه بالدعاء غير المستجاب عادة لدفع البلاء الذي لا يزداد الا ضراوة ، هناك تكرار منتظم واستنساخ للمذبحة بتفاصيلها المؤلمة ، وتكرار لمواقف الضحية والجلاد وما بينهما من مستفيدين وصامتين ومتباكين ، الموت يحصد هذا الشعب كل يوم ، ولكن الأسوا من الموت هو ذلك العار الكبير الذي يجللنا جميعا ، عار هو أشد مرارة من الموت في قلوب الرجال ، عار ان يغزوك عدوك في عقر دارك ، والحديث الشريف يقول : ماغزي قوم في عقر دارهم الا ذلوا ، تصوروا ان شعب العراق الذي يعد نفسه رائد الحضارات ومهد التمدن البشري يقع أسيرا في مخالب حثالة البشرية ، ورموز الأمية والقبلية والبداوة والجاهلية والنفاق وخدم الصهيونية ، بصراحة اعترف ان اقوالا كهذه مؤذية جدا وقد تصنف ضمن عملية (جلد الذات) ، كلكم شاهدتم في اليوتوب مواطنا تعب من مراجعة احدى الدوائر ولم ينجز معاملته وبدل ان يغضب على الدائرة اخذ يضرب رأسه بنعليه بقوة وكأنه يريد الانتقام من نفسه متناسيا ان الموظفين الفاسدين هم احق بالضرب ، كثيرا ما نعاقب انفسنا وننسى العدو ، عندما يدخل الحثالة الى بيتك ولا يتركون حرمة الا وانتهكوها ، فهذا يعني غاية الذل والهوان ، لم نعد شيئا يذكر لذلك يتجرأ علينا كل من هب ودب ، فيعلق أحد الأنذال من مقدمي البرامج على شاشة تلفاز عربي على خبر انفجار عدة سيارات مفخخة في بغداد بأنه بشارة خير ويبتسم ابتسامة عريضة ! الأعداء يأتوننا ارتالا تعوي من أشد بلدان العالم تخلفا وذلا وتبعية وغباء وقذارة ، بدل ان نواجه ذلك العدو ونلقنه درسا نواصل جلد انفسنا ونتجاهل الكارثة بحجمها الحقيقي ، العراق مؤهل لأن يوجه ضربة للارهابيين تقصم ظهورهم وتحولهم الى ذكرى ، هو ليس بحاجة الى اي حلفاء اقليميين ، ولا حلفاء دوليين لانجاز هذه المهمة ، فالذي لديه مليون مقاتل ، وكل هذه الخبرات الجهادية والادارية والاعلامية ، وموازنة مالية بهذا الحجم ، لايعجز عن حماية نفسه وحفظ وحدة بلده ومعاقبة البلدان التي تحاربه بارسال الارهابيين عقوبة تعيدهم الى صوابهم ، ومعاقبة الخونة الداخليين من فاقدي الشرف والمروءة الذين تحولوا الى ادوات بأيدي الاعداء ، والخونة الاراذل الذين يستثمرون هذه الابادة من أجل الحصول على مكاسب سياسية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مراقب
2013-10-09
اين المواثيق اين الشرف والضمير على المسؤولين والقادة السياسين والبرلمانين كشف الحقيقة اين القوانين وهنالك 1200 ارهابي في السجون ماذا ينتظرون ليكن نظام صدام عبرة للاخرين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك