المقالات

الأشد مرارة من الموت

614 20:38:00 2013-10-08

/ حافظ آل بشارة

تكرار المذابح في بغداد رسالة واضحة المغزى ، العراقيون حكومة وشعبا واعلاما يخافون او يخجلون او يكرهون الاعتراف بأنها معركة اذلال وهوان وتقسيم العراق كما يصفها بعض المراقبين من قليلي الحياء ، العراقيون يفضلون الاكتفاء بالبكاء وتشييع الضحايا الذين هم ثمن التقسيم ، والتوجه بالدعاء غير المستجاب عادة لدفع البلاء الذي لا يزداد الا ضراوة ، هناك تكرار منتظم واستنساخ للمذبحة بتفاصيلها المؤلمة ، وتكرار لمواقف الضحية والجلاد وما بينهما من مستفيدين وصامتين ومتباكين ، الموت يحصد هذا الشعب كل يوم ، ولكن الأسوا من الموت هو ذلك العار الكبير الذي يجللنا جميعا ، عار هو أشد مرارة من الموت في قلوب الرجال ، عار ان يغزوك عدوك في عقر دارك ، والحديث الشريف يقول : ماغزي قوم في عقر دارهم الا ذلوا ، تصوروا ان شعب العراق الذي يعد نفسه رائد الحضارات ومهد التمدن البشري يقع أسيرا في مخالب حثالة البشرية ، ورموز الأمية والقبلية والبداوة والجاهلية والنفاق وخدم الصهيونية ، بصراحة اعترف ان اقوالا كهذه مؤذية جدا وقد تصنف ضمن عملية (جلد الذات) ، كلكم شاهدتم في اليوتوب مواطنا تعب من مراجعة احدى الدوائر ولم ينجز معاملته وبدل ان يغضب على الدائرة اخذ يضرب رأسه بنعليه بقوة وكأنه يريد الانتقام من نفسه متناسيا ان الموظفين الفاسدين هم احق بالضرب ، كثيرا ما نعاقب انفسنا وننسى العدو ، عندما يدخل الحثالة الى بيتك ولا يتركون حرمة الا وانتهكوها ، فهذا يعني غاية الذل والهوان ، لم نعد شيئا يذكر لذلك يتجرأ علينا كل من هب ودب ، فيعلق أحد الأنذال من مقدمي البرامج على شاشة تلفاز عربي على خبر انفجار عدة سيارات مفخخة في بغداد بأنه بشارة خير ويبتسم ابتسامة عريضة ! الأعداء يأتوننا ارتالا تعوي من أشد بلدان العالم تخلفا وذلا وتبعية وغباء وقذارة ، بدل ان نواجه ذلك العدو ونلقنه درسا نواصل جلد انفسنا ونتجاهل الكارثة بحجمها الحقيقي ، العراق مؤهل لأن يوجه ضربة للارهابيين تقصم ظهورهم وتحولهم الى ذكرى ، هو ليس بحاجة الى اي حلفاء اقليميين ، ولا حلفاء دوليين لانجاز هذه المهمة ، فالذي لديه مليون مقاتل ، وكل هذه الخبرات الجهادية والادارية والاعلامية ، وموازنة مالية بهذا الحجم ، لايعجز عن حماية نفسه وحفظ وحدة بلده ومعاقبة البلدان التي تحاربه بارسال الارهابيين عقوبة تعيدهم الى صوابهم ، ومعاقبة الخونة الداخليين من فاقدي الشرف والمروءة الذين تحولوا الى ادوات بأيدي الاعداء ، والخونة الاراذل الذين يستثمرون هذه الابادة من أجل الحصول على مكاسب سياسية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مراقب
2013-10-09
اين المواثيق اين الشرف والضمير على المسؤولين والقادة السياسين والبرلمانين كشف الحقيقة اين القوانين وهنالك 1200 ارهابي في السجون ماذا ينتظرون ليكن نظام صدام عبرة للاخرين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك