المقالات

بئسا لكم ياحكومة العراق وبرلمانه .. فقد سرقتم العراق

783 23:29:00 2013-10-09

بقلم الصحفي / كاظم جابر الموسوي

بينما كنت في طريقي إلى بغداد لفت انتباهي الى عبارة مكتوبة على لوحة لأحد المرشحين لأنتخابات مجالس المحافظات تقول ( العراق في قلوبنا) تبسمت وتعجبت من تلك العبارة التي ربما لم يعرف المرشح نفسه معنى وحجم تلك الكلمات التي يتشدق بها أحيانا البعض دون دراية أو علم بمضامينها وبما تحمل بين جنباتها من دلالات ومعان بحجم ذلك الشيء الذي ينبض به قلب المحب.. وتسآلت في قرارة نفسي أحقيقة أن العراق في قلوبهم كما خطت تلك الأنامل؟ وهل أمانه وأمنه واستقراره يهمهم؟ وهل يعي جيدا من كتب تلك العبارات وعمق المعنى الحقيقي لها؟ أم إنها كانت مجرد كلمات يخطها من يساير لحظات "الكيف" التي تصيب المرء لحظات استلامه لتلك "الدنانير" الهزيلة التي باتت اليوم تتحكم حتى في مشاعر وحياة البعض. ثم كيف يقولون تلك العبارات والواقع والأحداث تقول عكس كل ذلك الزيف والظلال والنفاق الذي تفرضه القوى على ضعاف النفوس حينما تتطلب مصالحها أن تكتب بدمها عن العراق "وغلاوته وحبه العاصف في قلوبهم, إذن كان الأجدر بمن كتبها أن يقول ( العراق من أجل جيوبهم) وليس في قلوبهم لان تلك حقيقة يعرفها القاصي والداني مهما حاول المتنفذون إخفائها خلف "روتوشات" التجميل والتزييف لان لسان حال الوطن يقول هكذا وهكذا ينطق ولكن المعنيين لا يفقهون "حديثه" ولا يسمعون كلماته.. فثروات العراق تنهب وتذهب إلى جيوب الفاسدين ومن بيدهم زمام الأمور يأكلون منها حد الشبع والتخمة بينما البسطاء لا يجدون "كسرة" خبز يابسة لسد رمق " جوعهم, ويبنون من تلك الثروات القصور السامقة ويشترون السيارات الفارهة التي "يدهسون" بها العباد ويتعالون بها على الخلائق. تدمرون وتدكون منازل البسطاء وتعيثون فسادا في مدنهم وقراهم,تنكلونهم , تشردونهم, تشتتونهم, تخلقون بينهم البغضاء والحقد والحسد, وتزرعون الغل والكره فيما بينهم البين بسبب سياساتكم التمييزية والعنصرية التي ترمي لأن تستميل فئة على أخرى من خلال شراء ذمم بعضهم وإغرائهم بالأموال والثروات, فيتناحرون فيما بينهم ويقتتلون فيما بينهم فيصبح كل حزب بما لديهم فرحون وأنت تتفرجون وتترقبون ذلك المشهد تحت حجة ان العراق في قلوبكم, أهكذا يكون حب الوطن بإشعال فتيل الاحتراب والاقتتال بين أبناءه. في الشوارع والساحات والمدن تسيل الدماء وتزهق الأرواح وتدهس الأجساد بالمصفحات وعربات الجيش والأمن أمام مراءى ومسمع من أولئك الذين يقولون أن العراق في قلوبهم ومع هذا لم يحركوا ساكن تجاه تلك الجرائم البشعة التي ترتكب في حق الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل في حب وطنكم المزيف.. فبالله أي حب لهذا الوطن وأي عشق ذلك الذي تقولون والعراق ذاته يئن لوجع أبناءه ويتحسر لضياعهم وينوح لقلتهم وتنكيلهم وتشريدهم وتمزيقهم, أي حب وانتم تبيعون وتشترون في هذا الوطن وفي شعبه المغلوب على أمره وتحت مسميات باطلة ومصطلحات باطلة وكاذبة الوطن منها براء, أي حب تحملون للوطن في قلوبكم وانتم لم تفكروا يوما برقيه وازدهاره وأمنه وأمانه واستقراره ومصلحة أبناءه وصون دمائهم وحفظ كرامتهم والذود عنهم والتضحية من أجلهم وأجل وطنهم.. العراق للآسف ليس في قلوبكم كما تتشدقون, بل في جيوبكم ومن اجل جيوبكم التي تسعى جاهدة لأن تمتلئ من خيرات وثروات الوطن الذي تقولون أنه في قلوبكم..فبئسا لكم ياحكومة العراق .. فقد سرقتم العراق .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد الأعرجي
2013-10-10
دعوة صادقة اوجهها لكل المظلومين بالذهاب للأنتخابات القادمة وعدم التصويت لأي قائمة من القوائم الموجودة حاليا بل عدم ترشيح اي من الاسماء الموجودة حاليا فقد اشبعونا كذبا وظلما ونهبا للثروات . وحوش بجلود احمال لا يشبعون من اموال وسيارات ونساء . لا يعود العراق لعافيته الا بعد استئصال هؤلاء والقصاص ممن سرق المال العام او اثرى على حساب الناس وهم واضحين للعيان من خلال قصورهم وعجلاتهم وكروشهم .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك