المقالات

خطأك أفضل من صوابنا!


حيدر حسين الاسدي

أتذكر في زمن الطاغية المقبور، وزبانيته المتملقين، كيف كانوا يصورون خطأه صواب، ويصفون زلاته دروس وعبر، تحتاج ألف مقال وكتاب لتوضيح أبعادها ومعانيها، ولا زالت في مخيلتي مقولة المتملق الأكبر"عزة الدوري" لقائده : "ان خطأك سيدي أفضل من صوابي رغم ان لا خطأ لك".فتكرر مشهد المتملقين، بعد أن اقتنعنا خطأً، إننا تخلصنا من زمن النفاق، وصناعة الطواغيت، ليظهروا من جديد وكعادتهم، حينما "شطح" رئيس الوزراء، وتحدث عن عمل بطولي خارق، قام به نجله، بعد عجز قواتنا العسكرية، بقادتها ومراتبها وعدتها وعددها كافة، من تنفيذه داخل أكثر مناطق العراق أمناً وتحصيناً، في خرق قانوني ودستوري واضح، وإهانة للمؤسسة العسكرية، التي يحاولون جرها للمحسوبية الحزبية وتسخير إمكاناتها في خدمة الجهات المتنفذة.المؤسسة العسكرية في أي بلد، هي المسؤولة عن حفظ البلاد وحماية العباد وصيانة الدستور، والوقوف على الحياد في ظل أي صراع سياسي، لتتحرك حين تجد ان سيادة البلاد وشرعية الدستور تتعرض للخطر، ويكون لها الدور الأساس في إعادة الأمور الى نصابها الصحيح، والأمثلة كثيرة لجيوش حافظة على بلدها وسيادتها ودستورها من أطماع السياسيين وصراعاتهم.لقد ابتعدنا وتوسعنا، لنعود إلى "ابن الزعيم" وبطولاته العظيمة، فمشكلتي ليست في "شطحت" الأب عندما اظهر بطولات الابن، ومدى قانونيتها وحقيقتها! بل المشكلة في تلك الأصوات والأقلام المتسابقة لتبرير الموقف وتعظيم الانجاز، وكتابة السطور وإجراء حوارات تتغنى وتتمجد بذلك الموقف، وإبراز خطأ "القائد" صواب رغم قناعتهم الراسخة انه خطأ لا يمكن القبول به تحت أي مسمى.العهد البائد ليس ببعيد، ولا زالت ذاكرتنا تحمل مشاهد التعظيم والتبجيل، لـ"شبل قائد الضرورة"، وهو يتقلد الأوسمة، ويرتدي الرتب ويتولى قيادة مؤسسات أمنية وسياسية كبيرة، وأجزم قاطعاً ان الأصوات التي تتبارى اليوم، من على شاشات يعرف توجهها، وأقلام سأمت أسماء حامليها، كانت تنتقد قائد الأمس وشبله، لكنها قبلت اليوم على نفسها، ان تمتدح بلا حق قائد اليوم..كيف يمكن أحداث البناء والتقدم؟ وفي الرؤوس عقول تمتهن التملق، وتتقن مسح الأكتاف، وهي تجمل القبيح، وترسم صور لنجاح خيالي، أمام عيون مسؤولين مقصرين، همهم البقاء في مناصبهم، حتى لو مات كل أبناء بلدهم، فلكل متملق أجير، دور ونصيب وعقاب، حتى يُدركوا إن الكلمة أمانة ولا يمكنكم الخيانة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد الأعرجي
2013-10-19
بالأمس كان زمن صدام واليوم يوم المالكي ولاحسي القصع نفسهم واذا ماتو فأولادهم .. منافقون ووعاظ سلاطين واقلام مأجورة تلهث وراء الدولار مع الاسف ليس هذا جديدا على العراقيين فمنذ امارة ابو السبطين عليه وعلى ابن عمه افضل الصلاة والسلام ونحن ننظر بعين واحدة وحالنا من سيء الى اسوء حتى سلط الله علينا من يذبحنا في عقر دارنا لأننا حدنا عن طريق اهل البيت ورفعنا شعارات زائفة .. عذرا لكلامي فجرحنا غائر بسبب فداحة الفساد المالي والاداري والمحاباة والواسطة التي انهكت البلد وزادت الجراح والخطر .. الله الله اكبر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك