المقالات

ما حججت إلا أنا وناقتي وعلي ابن يقطين


حسين الركابي

علي ابن يقطين احد تلاميذ للإمام الصادق(عليه السلام) ويمتاز بالورع، والتقوى، وكان من أتباعه المخلصين حيث روى عنه. ذات يوما(أراد أن يذهب علي ابن يقطين إلى الحج، وقد علم إن الإمام جعفر الصادق(عليه السلام) ذهب قبلة إلى بيت الله، فجهز نفسه واعد متاع الحج، من زاد، ودراهم...الخ؛ وقد وصل إلى ظاهر بغداد فوجد امرأة فقيرة ذات أطفال أيتام فرق لهم قلبه، وأعطاهم كل ما معه ورجع إلى بغداد؛ ولما انتهى موسم الحج ورجع الناس إلى ديارهم جاء رفاقه من الحجاج يزورونه في داره فتعجب منهم، وقال لهم لكني لم أذهب إلى الحج. قالوا كيف تقول هذا يا ابن يقطين، وقد رأيناك في الحج تطوف حول الكعبة، وتسعى بين الصفا والمروة؛ أنسيت حين أقمنا في جبل عرفات. وفي الواقع أن علي بن يقطين لم يذهب إلى الحج، ولكن الله تعالى بعث ملكا في هيئته ينوب عنه في الحج فكتبت له فضيلة الحج؛ وذلك لان نيته كانت متعلقة بالحج، ولما ذهب الناس إلى دار الإمام الصادق(عليه السلام) يهنئونه بعودته من الحج فسألوه عن الحجاج وكثرتهم في ذلك العام فقال(عليه السلام) ما كثر الضجيج، واقل الحجيج، ما حججت إلا أنا، وناقتي، وعلي ابن يقطين). فذلك الوقت ينطبق تماما على حجيج العراق اليوم، الذي جعلوا الحج عادة وليس عبادة، حيث قال تعالى(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) لاشك ولا ريب إن سياسي العراق هم في صلب الآية المباركة كونهم يستطيعون الذهاب إلى الحج، والعمرة كل عام؛ ولا نشك بذلك، وفي السنين القادمة سوف يحجون كل عام مرتين.! كونهم من الطبقة العليا، وقادة البلاد، ويحق لهم يتصرفون بأموال الشعب، ومقدرات البلاد؛ ليس علينا إلا إن نقول لهم بعد عودتهم من مناسك الحج، حجا مبرورا، وسعيا مشكورا؛ ذلك السعي الذي جعل أشلائنا على قارعة الطريق، ورمل نسائنا، ويتم أطفالنا، وجعلنا غرباء في اوطاننا؛ فمنا من قضى مغدورا، ومنا من قضى مسموما، ومنا أمواتا مؤجلين إلى أجلا سياسيا أخر، أو خطة أمنية جديدة قادتها حجاج بيت الله الحرام، وضيوفه المقربين الذي بنيت بينهم وبين البيت الحرام علاقة وثيقة كونهم ضيفة كل عام!!!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
نبيله ابوالخير
2021-03-23
الصدق مع النفس و مع الله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك