بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال اتوجه به الى سكنة بغداد من شيعة امير المؤمنين , ما يبقيكم في بغداد ؟
بغداد ومنذ عشرة سنوات محرقة لشيعة امير المؤمنين ففيها زهقت ارواح وارتكبت جرائم يصعب احصائها ولا يكاد الوضع يهدأ حتى يعود لما كان عليه وسكانها يترقبون موتهم في كل لحظة وخاصة في المناطق الشيعة فبالله عليكم ماذا تنتظرون ؟
لن اقلب صفحات الماضي والوم من لم يقبل بتقسيم العراق وقبل ان تتشرب ارضه بالدماء على ان ترسم عليها خطوط تحقن الدماء التي لا ينتج عن اراقتها الا المزيد من العقاب والاسى والظلم والطغيان ولن اقول ان وقت الهجرة منها انتهى لان كل لحظة تصلح لبداية جديدة فلماذا انتم هناك ومتمسكون لماذا ؟
لدينا تاريخ ملىء باحداث مشابهة للتي نعيش وبقليل من التعقل نستطيع المقارنة واتخاذ الرأي الصائب فهذا رسول الله صلى الله عليه واله يترك مكة وفيها الكعبة المشرفة وماضيه وحياته ويأخذ المسلمين الى مكان امن بعد ان تعرضوا للتعذيب واستشهد ياسر وسمية فتأمل شهادة بعض الافراد وتضيق الخناق على المسلمين والتعدي عليهم واعلان حرب ضدهم أدى بالرسول صلى الله عليه واله ان يترك مكاناً هو الاقدس قبل ان يكون وطنا ً ليتجه الى يثرب ذاك المكان الامن الذي اتخذه ليهيأ مجتمعا ً مجمع على عقائد واحدة ولا حظ هنا ان امر تطور المجتمع سيكون اسهل لو كانوا على نهج واحد فما زالت البذرة صغيرة وبحاجة الى رعاية ومعها تكبر الثقة بالنفس للاستعداد لمعارك وبعد تسع سنوات يتم فتح مكة والدخول فيها كقوة ضاربة لا تقاوم .
اي ان عشرة سنين كافية لاقامة مجتمع وجيش وفتوحات !! فأين نحن من كل هذا ؟ أين ؟
عشرات الشباب تموت يوميا ً وكأنها اضاحي لماذا ؟ لماذا يبقى ذلك الشاب هناك حيث اللاامان لماذا ؟ ولا اجد اجابة ألا الخوف من البدايات الجديدة والتوكل على ما دون الله وعدم القدرة على الهجرة في سبيل الله فكيف يترك وظيفة وعمل ويتجه الى المجهول ! وكم ال ( شلون ) الذي يضعها نصب عينه تكتفه رغم ان الامر ليس بالمستحيل وربما لو حصل منذ البداية على نحو اكبر من حيث العدد لكان الجنوب بحال افضل ولكنه استسهل ان يتكل على حكومة لا تعترف اصلا بموظفيها الامنين وتعتمد على الدوق احمد فقط ! وهي تعترف بان وزائها يغشوها وانها غراقة في جو المؤامرات وهي ذاتها توزع الاسلحة على العشائر والخلاصة حكومة بالكاد تحمي نفسها فكيف تثقون بها كيف ؟ والغريب ان هناك من لا وظيفة له بل عمل يومي وبيته ايجار ومتسمك ببغداد على مااذا تخاطر ؟
اعلم ان الامور شائكة وان الجنوب قيده الروتين عن فتح مشاريع ربما كانت ستستقطب العراقيين ليس من بغداد فحسب بل من كل العالم واعلم هناك تفكيكا ً حتى لابناء المحافظات من خلال ظهور شخصيات تحاول زرع الفرقة واغلبها بأسم الدين فجماعة س وجماعة ص وجماعة ل وهكذا نعيش في دوامات ولكن كل هذا اهون من البقاء لاجل الفناء وكأنه انتحار بأيد اخريين وحاشا ان يتوفى مؤمن وهو ظالم لنفسه .
يا اخي ليس لاجلك بل لعقيدك انت جزء من كل فلا تستقل نفسك شوكة في عيون اعداء المذهب الذين وصلت بهم الجرأة لاعلان الحرب دوليا ً علينا كما هو حاصل في الجزائر وسواء كنت مهتما ُ بذلك ام لا واعني بها ممن يقدمون المذهب على الوطن او العكس بكلا الحالتين ستستقطب لان المجال الخارجي المسلط علينا يفرض هذا الامر فحتى لو كنت تنكر الطائفية وتميل الى الوطنية انسحب الان على امل الرجوع فخسارة جزء افضل من ضياع الكل والكلام هنا لاهالي طوزخرماتو ايضاً فهم ينحرون ولا اجد نفعا لبقائهم هناك حتى يُبادوا كليا ً .
الرسول ص هاجر والامام الحسين ع هاجر واغلب انبياء الله هاجروا في سبيل الله ,فلماذا لا تقدمون على هذه الخطوة لماذا ؟
سبقناكم بالخروج من بغداد ولسنا نادمين ولا ننام على الارض ولم نمت جوعا ً فلقد توكلنا على الله وهو نعم المعين ,وستجدون من يستقبلكم ويقوي ازركم ويجد في خدمتكم فاهل الجنوب كانوا ولا زالوا اهل الخير ولا تكلوا للعمل هما فالله الرزاق ويبعث زرقكم في كل ارض , حرام ان تذبح اطفال هم اكثر ما يحتاجه المذهب حرام ان تبدد الطاقات في اليأس لابد من التعب والحفر في الصخر وقبول البدايات الجديدة بكل صعوباتها فعيش هذه الايام تجعلك كما الجندي وهو عين الجهاد ومنتهى ارتقاء الروح .
ولابد من الاشارة ان لكل انسان اسبابه للبقاء في مكان معين وان تسائلي ليس للجميع ولكن لمن ليس له سبب حقيقي او دور يؤديه او ان طريقة عيشه ممكن ان تنتقل بيسر أو انه جالس وسط الذئاب اقول له لماذا ؟ يأس ام ذهول أم ( كلمن ويومة ) يومك هذا عندما ينتهي سيتم سؤالك فيما قضيته ؟ واسال الله ان لاتكون الاجابة في انتظار ان يقتلنا ارهابي فقدوتنا وحبيبنا وقرة اعيننا رسول الله واله لم يوجهونا لذلك بل ان الم الامام علي عليه السلام بعد صفين حتى الشهادة كانت بسبب الاجواء الاجتماعية التي نعيش نسختها الان ولنا في خطبته القاصعة دروس تنتظر معتبرين .
كلنا ننتظر مخلص الامة ولكننا ان لم نعتد ان نغير ساكنا ً فاننا لن ننصره ولو اعتقدنا ذلك فلكل شيء مقدمات والان نعيش ايام عشية الانتظار الذي لا بد ان يكون ايجابيا ً لو كنا مؤمنين ومخلصين .
لا تخش البدايات الجديدة فانها فرص يمكن بها تصحيح اخطاء الماضي وهي لا تقتصر بتغيير المكان فربما تغير سلوك او نهج او زاوية روى كلها تصب بذات المصب كلنا يعرف نفسه ويعرف ما يختار لها ولكن لا يقف مكتوف الايدي ويدعي انه جرم صغير وفيه انطوى العالم الاكبر ونسأل الله ان يحفظ دمائنا وينتقم ممن ظلمنا انه سميع مجيب .
ورحم الله شهداء اليوم وشهداء البارحة وشهداء الغد !
بغداد
https://telegram.me/buratha