المقالات

الحجاج يَنحرون الأضاحي وبغداد تنحر أبنائها


حيدر عباس النداوي

لم يحدث ان نحرت مدينة في صبيحة أعيادها العشرات بل المئات من أبنائها كما تنحر الأضاحي في يوم الحج الأكبر وكما هو الحال في بغداد التي ودعت يومها الثاني من عيد الفطر المبارك بتفجير أكثر من (12) مفخخة خلفت ورائها المئات بين شهيد وجريح في احدث موجة عنف تضرب العاصمة بغداد وإحيائها ليتواصل بذلك مسلسل الانهيار الأمني اليومي وعجز الحكومة والأجهزة الأمنية في وقف هذه الهجمات او الحد منها.ورغم ان مسلسل الخروقات اليومية أصبح امرأ مألوفا من قبل العراقيين بصورة عامة والبغداديين بصورة خاصة الا انه ومع الأنباء التي تحدثت عن خطة أمنية خاصة بالعيد طفت عند البعض هواجس حسن الضن واعتقدوا ان ما تقوله قيادة عمليات بغداد والمتحدث باسم الداخلية كلام شرف وينطوي على المصداقية الا ان الخطة الأمنية التي أعلن عنها فشلت واخترقت واستبيحت بغداد في ثاني أيامها لينكشف كذب وزيف الإجراءات التي أعلنت عن الجهات العسكرية المعنية.وتصريحات القيادات الأمنية عن القدرة والسيطرة التي صدرت عن عمليات بغداد او عن وزارة الداخلية تعتبر غير مسؤولة وغير منضبطة وتدخل في باب عدم الشعور بالمسؤولية وهي سبب مباشر في استرخاص الدم العراقي بل ان هذه الجهات هي من تتحمل مسؤولية هذه الدماء لانها عندما صرحت بمثل هذه التصريحات فتحت نافذة من باب الأمل للعوائل والشباب والأطفال لان يعتقدوا بصحة ما جاء في هذه البيانات والتصريحات العنترية ويخرجوا الى الشوارع والمتنزهات لكن هذا الخروج كلفهم أرواحهم او أجزاء عزيزة من أبدانهم.ان وزارة الداخلية وقيادة عمليات بغداد تتحمل مسؤولية الأرواح البريئة والدماء المستباحة والأشلاء الممزقة التي تتناثر يوميا في بغداد بسبب المفخخات والأحزمة الناسفة بما تطلقه من تصاريح كاذبة تتمثل بقدرتها على مسك الأرض والتضييق على الإرهاب والإرهابيين الا ان الحقيقة خلاف هذه التصريحات وان من يمسك الأرض ويحرك الرأي العام هم المجاميع الإرهابية ولو ان قيادة عمليات بغداد ووزارة الداخلية صادقة في دعواها لما حدثت هذه الخروقات اليومية.كان على وزارة الداخلية والمتحدث باسمها وعلى قيادة بغداد ومن ورائهم القائد العام للقوات المسلحة ان يعترفوا بفشلهم وان يطلبوا من الأهالي عدم مغادرة منازلهم وان يُحملوا من يخرج من بيته مسؤولية دمائه حتى يكونوا معذورين في ما يحصل من انتهاك للحرمات وتفجير للسيارات وأنا اطمأن المالكي وحزبه ومن معه ان الاعتراف بالفشل إبراء للذمة وشجاعة متناهية كما ان هذا الاعتراف لن يؤثر على مقبوليته لان شعب يقبل ان يُضحك عليه وان ينحر يوميا كالأضاحي لا فرق عنده بين الحقيقة وبين السراب. اعتقد ان من تهون عليه دماء العراقيين سيسترخصها في كل الأوقات ولهذا فان دمائنا عندما استبيحت صبيحة ثاني يوم عيد الاضحى المبارك نتيجة طبيعية لمقدمات فشل وكذب الحكومة والمؤسسة العسكرية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك