المقالات

الحجاج يَنحرون الأضاحي وبغداد تنحر أبنائها

807 19:13:00 2013-10-18

حيدر عباس النداوي

لم يحدث ان نحرت مدينة في صبيحة أعيادها العشرات بل المئات من أبنائها كما تنحر الأضاحي في يوم الحج الأكبر وكما هو الحال في بغداد التي ودعت يومها الثاني من عيد الفطر المبارك بتفجير أكثر من (12) مفخخة خلفت ورائها المئات بين شهيد وجريح في احدث موجة عنف تضرب العاصمة بغداد وإحيائها ليتواصل بذلك مسلسل الانهيار الأمني اليومي وعجز الحكومة والأجهزة الأمنية في وقف هذه الهجمات او الحد منها.ورغم ان مسلسل الخروقات اليومية أصبح امرأ مألوفا من قبل العراقيين بصورة عامة والبغداديين بصورة خاصة الا انه ومع الأنباء التي تحدثت عن خطة أمنية خاصة بالعيد طفت عند البعض هواجس حسن الضن واعتقدوا ان ما تقوله قيادة عمليات بغداد والمتحدث باسم الداخلية كلام شرف وينطوي على المصداقية الا ان الخطة الأمنية التي أعلن عنها فشلت واخترقت واستبيحت بغداد في ثاني أيامها لينكشف كذب وزيف الإجراءات التي أعلنت عن الجهات العسكرية المعنية.وتصريحات القيادات الأمنية عن القدرة والسيطرة التي صدرت عن عمليات بغداد او عن وزارة الداخلية تعتبر غير مسؤولة وغير منضبطة وتدخل في باب عدم الشعور بالمسؤولية وهي سبب مباشر في استرخاص الدم العراقي بل ان هذه الجهات هي من تتحمل مسؤولية هذه الدماء لانها عندما صرحت بمثل هذه التصريحات فتحت نافذة من باب الأمل للعوائل والشباب والأطفال لان يعتقدوا بصحة ما جاء في هذه البيانات والتصريحات العنترية ويخرجوا الى الشوارع والمتنزهات لكن هذا الخروج كلفهم أرواحهم او أجزاء عزيزة من أبدانهم.ان وزارة الداخلية وقيادة عمليات بغداد تتحمل مسؤولية الأرواح البريئة والدماء المستباحة والأشلاء الممزقة التي تتناثر يوميا في بغداد بسبب المفخخات والأحزمة الناسفة بما تطلقه من تصاريح كاذبة تتمثل بقدرتها على مسك الأرض والتضييق على الإرهاب والإرهابيين الا ان الحقيقة خلاف هذه التصريحات وان من يمسك الأرض ويحرك الرأي العام هم المجاميع الإرهابية ولو ان قيادة عمليات بغداد ووزارة الداخلية صادقة في دعواها لما حدثت هذه الخروقات اليومية.كان على وزارة الداخلية والمتحدث باسمها وعلى قيادة بغداد ومن ورائهم القائد العام للقوات المسلحة ان يعترفوا بفشلهم وان يطلبوا من الأهالي عدم مغادرة منازلهم وان يُحملوا من يخرج من بيته مسؤولية دمائه حتى يكونوا معذورين في ما يحصل من انتهاك للحرمات وتفجير للسيارات وأنا اطمأن المالكي وحزبه ومن معه ان الاعتراف بالفشل إبراء للذمة وشجاعة متناهية كما ان هذا الاعتراف لن يؤثر على مقبوليته لان شعب يقبل ان يُضحك عليه وان ينحر يوميا كالأضاحي لا فرق عنده بين الحقيقة وبين السراب. اعتقد ان من تهون عليه دماء العراقيين سيسترخصها في كل الأوقات ولهذا فان دمائنا عندما استبيحت صبيحة ثاني يوم عيد الاضحى المبارك نتيجة طبيعية لمقدمات فشل وكذب الحكومة والمؤسسة العسكرية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك