الفيس بوك خدمة اجتماعية للتواصل ومهما اطلقنا عليها من وصف فهو قليل بحق هذه الخدمة الكبيرة التي اصبحت بمتناول يدنا وبها يمكننا ان نجد ما نبحث عنه وننقل للاخرين ما نريد ايصاله وهذا يتطلب منا نشر ما يستحق ان ننشره بمعنى يجب ان يكون النشر مثمرا وذو فائدة لسيتفاد منه الاخرين ويستحق ان يتنقل من شخص الى اخر لانه عندما ينتشر في صفحة اخر فيشار الى اصدقاء الشخص وكل شخص له اصدقاء ومجموعات مما يجعل النشر ينتشر بسرعة وابعد مما يتصور الناشر .للاسف الفيس بوك جمع بين المثقف والجاهل وبين من يبحث عن الشهرة بدون تعب او ابداع فتجد اصحاب الاقلام او اصحاب الاطروحات او الاراء القيمة يتساون مع من لايعرف الصيف من الشتاء مع من لا يعرف معنى اسمه وهذه كارثة ، نحن لا نقصد ان نضع فوارق بين الاثنين بل نقصد الحفاظ على الثقافة التي اشتهر بها بلدنا واظهار مجتمعنا بصورة جميلة امام الاخرين ، فعلى من يعنيهم الامر ان يغيروا اسلوب النشاط الذي يمارسونه والكل يعلم الفرق في النشاط او المشاركات التي يشترك فيها الاثنين اقصد المثقف والاخر فتجد المثقف عندما يكتب موضوع يحتاج الى وقت وايضا عزلة والغاية من مشاركاته اونشاطه توضيح او تعديل مسار او طرح أي موضوع مما يتطلب منه وقت وانعزال حتى لو كانت نكتة فهي تحتاج الى تفكير لطرحها وتسطير لكلماتها يعني تحتاج الى جهد لتنشر كي يفهمها القارئ . وهنا ملاحظة اود ان انوه اليها وهي ان الجاهل لا نعني الذي لا يعرف القراءة والكتابة فهناك الكثير من خريجي الجامعات ومنهم من برع في مجاله لكنه جاهل في اكثر الامور ويقول المرحوم د . علي الوردي الذي وصف هذه الحاله ( تجده بارع في مجاله وارعن في باقي المجالات ) وهذا يعني ان حامل الشهادة لايحسب على المثقفين لان الثقافة المام معلومات في المجالات كافة .لذا تجد هناك من يجد الفيس متنفسا وهذا صحيح فهو وسيلة للتعبير يشهد لها الجميع لكن للاسف نجد من يرى في هذا المتنفس وسيلة لافراغ السموم ، ونرى الكثير ممن يكتبون بدون ادلة وبدون تفكر فمنهم من يجد في الفيس بوك وسيلة لشن حرب لاسقاط الاخرين ومنهم يفبركون صور شخصيات محترمة لها وزنها ومكانتها بين الجمهور لاسقاطها والغاية من ذلك تفريغ سموم الحقد الاعمى ، نحن مع فضح أي مسؤول او أي شخص له مكانته الاجتماعية والسياسية لكن بدليل كي يكون النشر يستحق القراءة والاعجاب والتعليق والمشاركة ولانسمح بنشر خبر او موضوع كاذب او نشر صور مفبركة من اجل ان يكون المنشور تفاعلي بكثرة التعليقات او الاعجابات لانها اصلا كذبة كما هي تعدي على الاخرين وهذه جريمة قبل ان تكون سخافة فالذي يريد الشهرة عليه ان يكون صادقا مع نفسه اولا وعليه ان يبذل جهد وهذا يحتاج الى الكثير واهم ما فيه هو العزلة والقراءة والتفكير ولو نجح في هذه المتطلبات سوف لايبحث عن الشهرة لان من تتوافر هذه المتطلبات لايزهد في الشهرة اصلا .وهناك من يجعل متنفسه بتاجيج الطائفية وهذا مجرم من العيار الثقيل لانه يشعل نار الطائفية التي تحرق الاخضر واليابس ولا يعلم او هناك من يعلم ان كلمة واحدة تؤجج الطائفية وبسببها يـُقتل الكثير .بينما تجد في الجانب الاخر من يريد الشهرة عن طريق هذه الخدمة فيستغلها بنشر صوره فتجده ينشر بلا انقطاع معتقدا ان نشر صوره نشاطا ما بعده نشاط وهذا عين الغباء لان العاقل يعرف ان الانسان ليس بصورته انما بفكره وآراءه فما فائدة تكرار الصورة ؟ فان كان ما يستوجب نشر الصور الشخصية فيمكن ان تنشر بين فترة واخرى واثناء التنقل من دولة لاخرى وحتى من محافظة الى محافظة كي لا تكون الحجة بان يصبح تغيير في الشكل بين فترة واخرى وبين منطقة واخرى . هؤلاء الذين ينشرون صورهم كل ساعة يعتقدون انهم يمارسون نشاطا ووسيلة سريعة للشهرة فتجدهم مهوسون بنشر صورهم ولا ينشرون ما يفيد الاخرين بجديد مثل موضوع ما او خبر ما والانكى من كل ذلك يريد ان يحسب نفسه على الوسط الثقافي ولا اعرف أي ثقافة هذه التي تكون بنشر الصور الشخصية بدون طرح موضوع ينبثق من داخله وكيف لهم ان يساوون بين كتابة او طرح مع صورة فامكان أي شخص ان ينشر اكثر من الف صورة في اليوم بينما كتابة موضوع ما ومهما كانت بساطته اتحدى هؤلاء ان يكتبوا كل اسبوع مرة بشرط ان يكون موضوع بالفعل .وهناك من يسرق جهد الاخرين فيسرق المنشور وينشره باسمه دون الاشارة الى المصدر وهذه سرقة ثقافية وبرأيي جريمة كبيرة ، والاجدر أن يشارة لصاحب الموضوع وليعلم هؤلاء ان النقل ايضا جهد رغم سهولته ويستحق عليه الشكر افضل من ان يكون سارقا .وهناك سخافة ما بعدها سخافه فهناك من يترك المنشور الذي يستحق التفاعل والمشاركة والاعجاب والتعليق وتراه مسرعا باعجابه وتعليقه ومشاركته لسبب واحد ان الموضوع قد نشر بواسطة فتاة وبدون معرفة المنشور واذا كانت جميلة مهما كان المنشور هابطا وخاطئا ترى الاعجابات والتعليقات ما شاءالله بينما تجد منشورا يطرح موضوع يهم الجميع ويهمهم شخصيا فلا يجد من هؤلاء مشاهدة فضلا عن الاعجاب مما يعني ان هؤلاء حثالات لانهم يتركون مايهمهم ويبحثون عن الاوهام ، والقصد واضح ان الكثير من السخفاء يستعير اسم فتاة من اجل الضحك على الاخرين وهم الحثالات وفي رأي ان الاثنان سخفاء المنتحل شخصية الفتاة والاكثر سخافة من يلهث وراء الشخصية الوهمية .وهنك من يطرح نفسه كشخصية محترمة ويدعي ما ليس اهله من اجل التحايل على الاخرين لكسب المال فمنهم من يطرح نفسه بامكانه تسهيل امور الاخرين في مؤسسات الدولة فينشر صورة برفقة احد المسؤلين فيطرح نفسه بانه في مركز في احدى المؤسسات الحكومية من اجل كسب المال بالنصب والاحتيال وهؤلاء قفاصة الفيس ، ومنهم من يطرح نفسه كمثقف وله مكانته في الوسط الثقافي خصوصا في المجال الاعلامي ، فترى الكثير من الذين يبحثون عن الشهرة السريعة يقدسونه ويصرفون عليه الاموال من اجل الشهرة وهؤلاء مساكين لانهم لايعرفون طريق الشهرة بمعناه الذي يحتاج الى جهد كبير وتراهم يشعرون بالفرح عندما تتم صداقة مع احدهم عن طريق هذا المثقف ، ويكونون اكثر سعادة عندما يصاحبونه في ملتقى من اجل التعرف على الاخرين في هذا المجال وكلما التقى باحدهم احس ان شهرته تكبر ولا يعلم ان الاخرين لايتذكرونه بتاتا وهذا مرض عند هؤلاء الباحثين عن الشهرة بدون استحقاق ، وترى احدهم يصدم عندما يلتقي احد الشخصيات التي تعرف بها عن طريق الفيس لا يعرفه ولا يتذكره وهذا درس جلي لم يريد الشهرة السريعة بدون استحقاق كي يعرف حدوده معتمدما على الصداقة الفيسبوكية .الفيس بوك اصبح وسيلة للكذب والتحايل وتفريغ سموم الحقد على الاخرين وادعاء وتزوير الشخصية ايضا .
https://telegram.me/buratha