المقالات

الاسلاميكافيلية السياسية في العراق

626 08:40:00 2013-10-27

 

قال الامام محمد الجواد (ع) : من أصغى إلى ناطق فقد عبده ، فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله ، وإن كان الناطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس.

ذلك توجيه من الجهة المعصومة؛ الله عز وجل، النبي محمد صلى الله عليه وآله والائمة المعصومين عليهم السلام، بأن نتبع القدوة الصالحة والمنهج السوي في بناء مرتكزاتنا الفكرية وفي سائر ممارساتنا.

بالإضافة الى ذلك، هنالك ثمة أمر آخر؛ يتمثل بعنصر الممانعة, والتي هي روح العمل الديني والسياسي.

فعلى السياسي المتدين ان يتبع منهجا سياسيا قائما وفق مباديء وقيم سامية, مرتكزة على أساس معاييرٍ عقلانية صارمة, ومعززة بإتباع المُثل الإسلامية العليا، كمثال عهد أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام الى مالك الاشتر.

ومن التوجيهات السديدة للامام علي عليه السلام في عهده لمالك الاشتر :

((وأشعر قلبك الرحمة للرعية ، والمحبّة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ، فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق)).

(( وليكن أبعد رعيتك منك ، وأشنأهم عندك ، أطلبهم لمعائب الناس ، فإنّ في الناس عيوبا )).ً

((إنّ شر وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيراً ، ومن شركهم في الآثام ، فلا يكونن لك بطانة ، فإنّهم أعوان الأثمة ، وإخوان الظلمة)).

ولا نريد ان نخوض في مضامين تلك الكلمات النورانية وتعلقها بواقعنا السياسي فالمعنى واضح والاشارة بينة.

وفي ذلك العهد المقدس، الكثير من النصوص العالية المضامين والتي كمثل صاحبها ينحدر منها السيل ولا يرق اليها ميكافيلي!.

وكذلك من تلك المُثل الإسلامية العليا رسالة الحقوق للامام زين العابدين السجاد عليه السلام حيث جاء فيها :

 وحقوق رعيتك ثلاثة أوجبها عليك: حق رعيتك بالسلطان ، ثم حق رعيتك بالعلم فان الجاهل رعية العالم ، ثم حق رعيتك بالملك.

ومنها : حق الحاكم عليك :

   (فأما حق سائسك بالملك فأن تطيعه ولا تعصيه إلا فيما يسخط الله عز وجل فانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) .

 ((وحق السلطان أن تعلم أنك جعلت له فتنة ، وأنه مبتلى فيك بما جعل الله عز وجل له عليك من السلطان )).

وهنا لابد من الإشارة الى ضرورة كون الحاكم صاحب علم ودراية وعارف بسياسة المجتمع قبل حكمه والتسلط عليه.

وانه لا طاعة للحاكم عند سيره على غير سبل الهدى والإصلاح في المجتمع الذي يحكمه.

وان يعي الحاكم ان حكمه للبلاد تكليف وليس تشريف، وان الحكم فتنة وليس شرفا ومكانة اجتماعية على غرار ما يراه الطغاة والظلمة.

وبإتباع الحاكم لتلك المرتكزات والمُثل العليا يكون قد حفظ ذاته الإسلامية، الايمانية، والإنسانية وضَمن السير على السراط السوي في الحياة السياسية والاجتماعية.

اما السياسيون الميكافيليون، فقد وولغوا في غي ميكافيلي واتخذوا منهجه في السياسة دينا يدينون به ومرجعا لا يخرجون عن تعاليمه قيد انملة.

وكأن السياسةَ اختراعٌ اوجده ميكافيلي، او آلة صنعها ولا يمكن إدارة تلك الآلة الا بواسطة ( الكاتلوج المرفق بها)!.

وكأنه لم توجد سياسة إسلامية يمكن ان يرجع اليها ويقتدى بمسيرتها.

الغاية لدى سياسيينا تبرر الوسيلة!. والعمل السياسي يجب ان يكون براغماتي!.

ولا بأس ببعض الديماغوجية او الكثير منها!.

ومن منهج الإسلام يأخذون قوله تعالى : من اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه.

فهم يتبعون ميكافيلي حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة، الا في القضايا الاقتصادية، لان منهجهم الاقتصادي لا يقبل به احد على مستوى التنظير والحكيم بالإشارة يفهم!!.

كلا .. يا سياسيينا وسادتنا وقادتنا .. ما هكذا تورد الابل!.

يا أيها السياسيون ما كان اسلافكم قوم سوءٍ، وما كان دينكم ميكافيليا.

36/5/131027

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسين الساعدي 2
2013-10-27
لان بطونهم قد ملأت من الحرام فجميع ما كانوا به مؤمنين اصبح عالة عليهم فأصبحوا كما اشار الاخ الكاتب يعملون بشعار الغاية تبرر الوسيلة فلجأوا الى اقذر الطرق التي يخجل منها حتى العلمانيين في سبيل بقائهم على الكراسي المشؤومة وصدق وكيل المرجعية عندما وصف هؤلاء في الجمعة الاخيرة بأنهم ينادون بنهج علي ويسيرون بسيرة معاوية ..الا لعنة الله على الظالمين ومن سار بسيرتهم
حسين الساعدي 1
2013-10-27
هذه الاحاديث الصحيحة لائمة اهل البيت فيها منهاج عمل وخريطة طريق لمن يريد ارضاء الله والعدل بين الناس وهي نورا في طريق مظلم لاهل الامانة والنزاهة اما سياسيينا الحاكمون الان فقد كانوا ايام المعارضة يتشدقون بالشعارات الرنانة وانهم اذا حكموا فأنهم سيسيرون بنهج امير المؤمنين في العدالة وما ان طويت لهم الوسادة سارعوا اولا لتهميش المناضلين الحقيقيين والذين بفظلهم جلسوا على كراسيهم وقربوا عتاة ومجرمي البعث ومكنوهم من رقاب الناس وها نحن نرى يوميا عشرات الانفجارات دون ان يكون لهؤلاء اي ذرة غيرة ..يتبع
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك