المقالات

الاسلاميكافيلية السياسية في العراق


 

قال الامام محمد الجواد (ع) : من أصغى إلى ناطق فقد عبده ، فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله ، وإن كان الناطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس.

ذلك توجيه من الجهة المعصومة؛ الله عز وجل، النبي محمد صلى الله عليه وآله والائمة المعصومين عليهم السلام، بأن نتبع القدوة الصالحة والمنهج السوي في بناء مرتكزاتنا الفكرية وفي سائر ممارساتنا.

بالإضافة الى ذلك، هنالك ثمة أمر آخر؛ يتمثل بعنصر الممانعة, والتي هي روح العمل الديني والسياسي.

فعلى السياسي المتدين ان يتبع منهجا سياسيا قائما وفق مباديء وقيم سامية, مرتكزة على أساس معاييرٍ عقلانية صارمة, ومعززة بإتباع المُثل الإسلامية العليا، كمثال عهد أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام الى مالك الاشتر.

ومن التوجيهات السديدة للامام علي عليه السلام في عهده لمالك الاشتر :

((وأشعر قلبك الرحمة للرعية ، والمحبّة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ، فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق)).

(( وليكن أبعد رعيتك منك ، وأشنأهم عندك ، أطلبهم لمعائب الناس ، فإنّ في الناس عيوبا )).ً

((إنّ شر وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيراً ، ومن شركهم في الآثام ، فلا يكونن لك بطانة ، فإنّهم أعوان الأثمة ، وإخوان الظلمة)).

ولا نريد ان نخوض في مضامين تلك الكلمات النورانية وتعلقها بواقعنا السياسي فالمعنى واضح والاشارة بينة.

وفي ذلك العهد المقدس، الكثير من النصوص العالية المضامين والتي كمثل صاحبها ينحدر منها السيل ولا يرق اليها ميكافيلي!.

وكذلك من تلك المُثل الإسلامية العليا رسالة الحقوق للامام زين العابدين السجاد عليه السلام حيث جاء فيها :

 وحقوق رعيتك ثلاثة أوجبها عليك: حق رعيتك بالسلطان ، ثم حق رعيتك بالعلم فان الجاهل رعية العالم ، ثم حق رعيتك بالملك.

ومنها : حق الحاكم عليك :

   (فأما حق سائسك بالملك فأن تطيعه ولا تعصيه إلا فيما يسخط الله عز وجل فانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) .

 ((وحق السلطان أن تعلم أنك جعلت له فتنة ، وأنه مبتلى فيك بما جعل الله عز وجل له عليك من السلطان )).

وهنا لابد من الإشارة الى ضرورة كون الحاكم صاحب علم ودراية وعارف بسياسة المجتمع قبل حكمه والتسلط عليه.

وانه لا طاعة للحاكم عند سيره على غير سبل الهدى والإصلاح في المجتمع الذي يحكمه.

وان يعي الحاكم ان حكمه للبلاد تكليف وليس تشريف، وان الحكم فتنة وليس شرفا ومكانة اجتماعية على غرار ما يراه الطغاة والظلمة.

وبإتباع الحاكم لتلك المرتكزات والمُثل العليا يكون قد حفظ ذاته الإسلامية، الايمانية، والإنسانية وضَمن السير على السراط السوي في الحياة السياسية والاجتماعية.

اما السياسيون الميكافيليون، فقد وولغوا في غي ميكافيلي واتخذوا منهجه في السياسة دينا يدينون به ومرجعا لا يخرجون عن تعاليمه قيد انملة.

وكأن السياسةَ اختراعٌ اوجده ميكافيلي، او آلة صنعها ولا يمكن إدارة تلك الآلة الا بواسطة ( الكاتلوج المرفق بها)!.

وكأنه لم توجد سياسة إسلامية يمكن ان يرجع اليها ويقتدى بمسيرتها.

الغاية لدى سياسيينا تبرر الوسيلة!. والعمل السياسي يجب ان يكون براغماتي!.

ولا بأس ببعض الديماغوجية او الكثير منها!.

ومن منهج الإسلام يأخذون قوله تعالى : من اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه.

فهم يتبعون ميكافيلي حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة، الا في القضايا الاقتصادية، لان منهجهم الاقتصادي لا يقبل به احد على مستوى التنظير والحكيم بالإشارة يفهم!!.

كلا .. يا سياسيينا وسادتنا وقادتنا .. ما هكذا تورد الابل!.

يا أيها السياسيون ما كان اسلافكم قوم سوءٍ، وما كان دينكم ميكافيليا.

36/5/131027

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسين الساعدي 2
2013-10-27
لان بطونهم قد ملأت من الحرام فجميع ما كانوا به مؤمنين اصبح عالة عليهم فأصبحوا كما اشار الاخ الكاتب يعملون بشعار الغاية تبرر الوسيلة فلجأوا الى اقذر الطرق التي يخجل منها حتى العلمانيين في سبيل بقائهم على الكراسي المشؤومة وصدق وكيل المرجعية عندما وصف هؤلاء في الجمعة الاخيرة بأنهم ينادون بنهج علي ويسيرون بسيرة معاوية ..الا لعنة الله على الظالمين ومن سار بسيرتهم
حسين الساعدي 1
2013-10-27
هذه الاحاديث الصحيحة لائمة اهل البيت فيها منهاج عمل وخريطة طريق لمن يريد ارضاء الله والعدل بين الناس وهي نورا في طريق مظلم لاهل الامانة والنزاهة اما سياسيينا الحاكمون الان فقد كانوا ايام المعارضة يتشدقون بالشعارات الرنانة وانهم اذا حكموا فأنهم سيسيرون بنهج امير المؤمنين في العدالة وما ان طويت لهم الوسادة سارعوا اولا لتهميش المناضلين الحقيقيين والذين بفظلهم جلسوا على كراسيهم وقربوا عتاة ومجرمي البعث ومكنوهم من رقاب الناس وها نحن نرى يوميا عشرات الانفجارات دون ان يكون لهؤلاء اي ذرة غيرة ..يتبع
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك