حسن الرشد
امريكا احتلت افغانستان وسحبت معها كل الاطلسي وهي مازالت تحتلها وهي ليست جارة لها وتبعد عنها الاف الاميال وفعلت ذات الشيئ بالنسبة للعراق دون الرجوع الى القرارات الاممية وتم تدمير كلا البلدين بكل الاساليب العسكرية والسياسية او عبر ادخال الارهابيين ودعمهم بمختلف التكتيكات والخطط وحتى الاسلحة لجعل البلد غير امن ولم تتأخر كذلك في دعم عصابات القتل واكلي القلوب والاكباد وتنظيمات ارهابية حتى النخاع في سورية وتزويدهم بمختلف الاسلحة تحت عنوان كاذب "الاسلحة غير الفتاكة" !
واليوم هذا الامريكي يعتبران ما تفعله روسيا في حديقته الخلفية في اوكرانيا عمل غير قاني وغير شرعي!
وهو يعلم انما جرى في كييف من اسقاط للسلطة التي انتخبها الاوكرانيون ايضا عمل غير شرعي قامت بها جماعات متطرفة ويمينية تحمل نزعات عنصرية بغيضة مدعومة من الغرب وهذا يعني ان الاوروبيين بعد تمددهم الواسع باتجاه شرق وجنوب شرق اوروبا بدأوا بالتحرش بموسكو وطرق ابواق كرملين في محاولة لمحاصرة روسيا من البوابة الاوكرانية وبالتالي اقتحامها وتحويلها الى محمية كغيرها من المحميات التي خرجت من شرنقة الاتحاد السوفيتي لتدخل تحت عباءة الاتحاد الاوروبي .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : ما ذا يملك الغرب والامريكيون من اوراق بعد ان دخلت روسيا بقوة على الخط الاوكراني وحركت قواتها باتجاه جنوب اوكرانيا وتحديدا في شبه جزيرة قرم وشرقا حيث الجزء الاكبر من سكانها الروس والاغنى بل الاقوى اقتصاديا في مقابل غربها الذي يعيش الفقر ومستوى اقتصادي متدن لا يتحمل حتى الغرب اعباء نهوضه ؟
الغربيون ومعهم الامريكان لا يملكون اية ورقة للضغط على مسكوا سوى تصعيد كلامي وضعف في التحدي لان اوروبا لا تتحمل تداعيات اي نوع من الحروب في خاصرتها وعلى حدودها الاقرب الى عمقها اما الروس في عهد بوتين يملكون الكثير من الاوراق ولا يهمهم ما يصدر من الغرب من تهديد ووعيد لانهم في وضع يحسد عليه اقتصاديا وعسكريا وسياسيا وحتى قطبيا حيث انهم غدوا القطب الثاني بعد كسرهم الاحتكار الامريكي واحاديته المشؤومة .
تاريخيا روسيا كانت ضحية الاعتداء والغزوات على اراضيها من قبل الكثير من الدول المجاورة منها المانيا وبولندا ودول البلطيق وحتى السويد وفرنسا وبريطانيا فيما الروس كانت لهم نقطة غير مضيئة في غزوهم لافغانستان وقد تم طى صفحتها بالانسحاب ليحل الاحتلال الاشرس والاكثر همجية وهو الاحتلال الغربي الامريكي ضمن منظومة الحلف الاطلسي .
الروس لم يتحركوا ابعد من اطراف حدودهم وهو ما يعني انهم لا يسعون الا للحفاظ على مصالحهم وامنهم فيما الغرب لهم تاريخ اسود في الاحتلال حيث انيابه تصل لما وراء المحيطات وعلى بعد الاف الاميال من عواصمهم كاحتلال بريطانيا وفرنسا للشرق الاوسط وللصين والاحتلال الامريكي لفيتنام وافغانستان والعراق ونشر قواعد عسكرية له في كل العالم اي احتلال غير مباشر تحت عناوين الاحلاف والاتفاقيات الثنائية .
اليوم تحركت روسيا في اوكرانيا بعدما لمست الوقاحة الاوربية والامريكية في التحرش بها ومحاولة اذلالها ومحاصرتها عبر الثورات المخملية والبرتقالية والربيعية الكاذبة والتي لم تكن الا غطاءا لمد نفوذها وبسط هيمنتها ولعل انتشار القواعد العسكرية للحلف الاطلسي على امتدادا بلدان الطوق لروسيا من دول البلطيق ونزولا ببولندا وشيك ورومانيا وبلغاريا ولن ينتهي بتركيا كلها ازعجت موسكو التي تجد نفسها اليوم في وضع افضل بكثير اقتصاديا وعسكريا وبتماسك مجتمعها الذي يعتز بانتمائها ولكنها تجد نفسها باستمرار في مواجهة التمدد الغربي الذي عينه على كرملين ويأمل في الوصول اليها ومصادرة قرارها !
ولعل بيان وزارة الخارجية الروسية في خصوص التدخل الغربي في اوكرانيا كان ابلغ من اي كلام اوروبي في هذا الخصوص حيث قال :
ان «موقف موسكو يبقى ثابتاً وشفافاً»، مشيراً إلى أن «أوكرانيا، وإن كانت مجرد منطقة للعبة جيوسياسية لبعض السياسيين الغربيين، فإنها بلد شقيق بالنسبة إلى روسيا يرتبط بها على مدى قرون».
ومن هنا ايضا فان موسكو واعية جدا للعبة الغرب في اوكرانيا ولا يمكن لها ان تتنازل عنها حتى وان دخلت حربا كونية من اجلها لانها تعتبرها ليست فقط خاصرتها الرخوة كما يقال بل انها العمق التاريخي لها على مدى قرون وكما قلنا فان للروس اوراق قوية جدا لا تستطيع امريكا والغرب تجاهلها وتضاف اليها ورقة ايران كموقع جيوسياسي وايران كملف نووي ..
وهنا يطرح السؤال التالي ماذا لو توجه الروس نحو ايران وطالبوها ضمن التعاون المشترك بعقد معاهدة عسكرية وامنية موسعة مشتركة بين البلدين تقوم طهران بموجبها فتح موانيئها وبعض المناطق الاستراتيجية لموسكو لاقامة قواعد عسكرية لها تحت اشراف ايراني وروسي ؟
ماذا لو علقت روسيا عضويتها في مجموعة 5+1 وفكت الحصار
https://telegram.me/buratha