هادي ندا المالكي
بين فترة واخرى تطلعنا فضائية العراقية المملوكة للدولة والممولة باموال الشعب العراقي بلقاء حصري مع القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس الوزراء نوري المالكي تكون مقاسات اللقاء مفصلة بدقة كما يريدها المالكي لا كما تريدها الفضائية العراقية.ومثل هذا اللقاء الفضائي ليس الاول ولن يكون الاخير مع المقدم كريم حمادي المتخصص بشؤون السيد نوري المالكي وبالاسئلة التي تتناغم وطبيعة المالكي طالما بقيت العراقية حكرا للحكومة وطالما احتاج المالكي للترويج عن بضاعته وعن متبنياته التي يجيد تسويقها في كل الاوقات والظروف.
المالكي في كل لقاء مع العراقية لا يلتزم بقيود ولا يتوقف عند حد معين فيطلق العنان لخياله ولانجازاته التي لا يراها احد غيره فيتحدث عن انتصارات من ورق على الارهاب في بغداد والمحافظات الاخرى بينما لا تزال معركة الملعب وشارع ستين ترواح مكانها بعد اكثر من شهرين على بدايتها وتحصد ارواح ابناء الوسط والجنوب في وقت تشهد بغداد موجة من التفجيرات في الكرادة وفي مدينة الصدر يسقط على اثرها عشرات الشهداء ومئات الجرحى وليس بعيد عن بغداد تشهد المحافظات القريبة ما تشده بغداد من انهيار امني فقد استبيحت مدينة المسيب وسقطت منطقة سليمان بيك و جرف الصخر والعديد من مناطق ديالى وصلاح الدين بينما لا احد يعرف ماذا يجري في الموصل والرمادي وقد سجل شهر شباط ارقاما ليست قليلة في عدد الشهداء والجرحى تجاوز الثلاثة الاف.
انجازات المالكي التي اعلنها من على قناة العراقية لم تقتصر على الفتوحات الامنية والعسكرية بل تعداها الى انجازات في الجوانب الخدمية والصحية والاقتصادية والعمرانية رغم ان جميع العراقيين لا يعلمون شيئا عن هذه الانجازات الوهمية التي لا يعرفها الا المالكي ومقدم البرنامج المطيع الودود.
المالكي نسي انه جزء من مشكلة وعقبة في طريق الحل فهاجم بطريقة غريبة اصحاب المبادرات التي طالبت ووضعت حلول جذرية لمشكلة الانبار واتهمهم باتهامات مؤلمة ومخجلة في نفس الوقت لانه يرى ان هؤلاء اما اغبياء على حد وصفه او انهم ينتمون الى داعش رغم انه احد الذين اطلقوا المبادرات ونفذها قبل ان يعلن عنها في وقت يفترض بمثله ان يشكر هؤلاء الاشخاص لانهم يقضون جزءا من وقتهم في التفكير والاتصال بالاخرين من اجل تجنيب البلاد الخراب وتخليص ابناء الشعب العراقي من الموت خاصة وان المعركة ليست معركتهم وان وقتها يثير الف علامة استفهام.
المضحك في لقاء المالكي انه يتحدث عن قصص وروايات لا يقتنع بها حتى الاطفال انتهت مع حكايات "الطنطل والسعلوة "لان الحديث عن تاجيل الانتخابات او عروض قدمت له للاستمرار في الحكم لخوف هؤلاء من الخسائر كلها امنيات واحلام يقظة لا تصمد امام الواقع لان تاجيل الانتخابات او توزيع صكوك الاستمرار ليس من حق المالكي او اي طرف اخر انما هو حق الشعب العراقي الذي سيقول كلمته بعد اقل من شهرين بعدها يمكن للمالكي ان يتحدث مع كريم حمادي بما يحب ويريد.
https://telegram.me/buratha