محمد حسن الساعدي
كلنا بقلوبنا ودعاءنا مع قواتنا المسلحة أينما كانت في ارض عراقنا الحبيب ، هذا الجيش الذي فيه إخواننا وآباءنا ، وأبناءنا ، وأصدقاءنا ، وهم يسعون بكافة تشكيلاتهم من جيش أو شرطة أو المفاصل الأمنية الأخرى ، إلى فرض الأمن وحماية المواطنين من خفافيش الإرهاب الأعمى التي عاثت فساداً وتقتيلا في شعبنا ووطننا .ولكننا في الوقت الذي نشد على أيديكم في ضرب الإرهاب في كل مكان ،
نتساءل من وضع نظرية السيطرات المشتركة في الشارع ؟! وما هي الفائدة من تلك السيطرات؟! ، خصوصاً ونحن نرى ونسمع عشرات السيارات المفخخة وهي تضرب الأبرياء في كل مكان ، وهي تملك سلطة اختيار الأهداف التي تضربها في بغداد وعموم محافظات العراق .
سيطرات بلا سيطرة تذكر ، فإيقاف السيارات يبدو انه يتم وفق الأمزجة والأهواء ، بدون أي رؤية أمنية لإيقاف وتفتيش السيارات لينبري رجل امن ويسألك هل أنت صاحب السيارة ؟ بالتأكيد سأجيب نعم أنا صاحب السيارة ، ويسألني سؤال آخر ، هل تحمل سلام ؟! بدون أي تلكوء سأجيبه أني لا احمل سلاح .
سوف أتساءل تساءل آخر وهو من يحمل السلاح الغير مرخص أو من يحمل هوية مزورة أو يقود سيارة مفخخة هل يأتي من خلال سيطرة ؟!! ، وهذه السيطرات خلال عملها منذ تشكلّت إلى يومنا هل ألقت القبض يوماً على إرهابي يقود سيارة مفخخة ؟!
إذا كانت هذه السيطرات التي أصبحت مثار جدلاً وتساؤل لدى المواطن العراقي ، فهي لم تشكل للحد من الإرهاب والقتل اليومي ، بقدر ما هي أداة لتحطيم ما تبقى من معنويات المواطن العراقي ، فطابور يومي يمتد لساعة أو أكثر ، وأعصاب متشنجة ، وصراع بين أصحاب السيارات من اجل الدخول في ممر واحد للسيطرة وغلق باقي الممرات ، وسط استهزاء واللامبالاة التي يتمتع بها رجل الأمن في السيطرة ، وعندما نصل إليه نجده أما مشغول بالحديث على الموبايل ، أو انه منشغل بالحديث مع زميله دون النظر والتدقيق في السيارات المارة منه ، ناهيك عن الأسلوب الهابط الذي يوحي بالاهانة والاستخفاف بالمواطن العراقي .
وأمام كل هذه المعاناة اليومية ، والتي تعودنا عليها وأصبحت جزء من يوميات شعب أنهكته الحروب والتسلط ، ليأتي الإرهاب ويأخذ منه ما تبقى من إنسانية ، ويكمل على ما تبقى منه هذه الأساليب والتي أضرت أكثر ما نفعت .
وهنا نطرح تساؤلنا على مؤسساتنا الأمنية ، أمام كل هذا الزخم الأمني الكبير ، والأموال الضخمة التي تصرف على رجل الأمن ، لماذا لايصار إلى تأسيس دائرة أمنية تكون معنية بالشأن الأمن الوطني ، ويكون باللباس المدني ( الاستخباري ) والاستغناء من جميع المظاهر المسلحة في الشارع ، وإلغاء السيطرات ، والاهتمام أكثر بحدود المدن عموماً ، والبلد خصوصاً ، والعمل بعمليات استباقية كبيرة على جميع معاقل الإرهاب أينما كانت ، لنعيد مسك الأرض من جديد في جميع أرضنا الحبيبة .
أننا وفي الوقت الذي نشد فيه على أيدي قواتنا الأمنية ،وندعم جهودهم الجبارة في مواجهة الإرهاب الأعمى وأعداء العراق ،ونقف معهم في معركة التحدي من اجل دحر الإرهاب الأسود ،ونبارك ونمتن لتضحياتهم الجليلة ، نطالبهم بالاعتناء بكرامة شعبهم وراحة مواطنيهم ، وأن لا يكون امتلاك القانون وسيلة لهتك الحريات وتجاوز الحقوق.
https://telegram.me/buratha