روي عن النبي الأكرم محمد (ص) : (( إذا رأيت العلماء على أبواب الملوك فبئس العلماء وبئس الملوك وإذا رأيت الملوك على أبواب العلماء فنعم الملوك ونعم العلماء )) ...
كان صدام يستخدم أوسخ الأساليب مع الحوزة العلمية والعلماء في النجف الاشرف ، وكان يزرع ضباط المخابرات ، والأمن والاستخبارات بين صفوف طلبة الحوزة العلمية ، ولكن اللطيف في الأمر أن الحوزة العلمية ومدارسها حلقة صغيرة ، وكلا يعرف صاحبه ، ويعرف مرتبته العلمية ، والغريب بينهم بائن وواضح ، وكانت المرجعية الدينية منذ عهد الأمام الخوئي (رض) تسعى إلى حفظ كيان الحوزة العلمية ، وكيان الأمة الإسلامية جمعاء ، وسار على هذه الخطى السيد السيستاني في حفظ الحوزة العلمية من أي تفكك أو تدخل من هنا أو هناك .
بعد سقوط البعث المقبور ظهرت شخصيات ادعت لنفسها المرجعية ، وأخذت تستلم الحقوق الشرعية ، فكثرت الألقاب والمسميات وفتحت المكاتب والبرانيات تحت عناوين مختلفة " ولاة الأمر والمرجع وغيرها من مسميات لا تمت إلى الواقع العلمي بأي صلة تذكر .
لا أريد الدخول في نقاش معرفة الأعلم ، لان المكان والوقت لايسع للحديث عن هذه المسألة المهمة ، ولكني سأختصرها بالقول ، أن المرجع الديني الأعلى ، لايتم اختياره إلا بعد الإشارة إليه من قبل كوكبة من أهل الفضل والعلم ، من مراجع كبار ، وعلماء وفقهاء ، ليس فقط في النجف الاشرف ،بل في عموم البلاد الإسلامية من أتباع المذهب الأثنى عشري .
بعد سقوط النظام البائد ، برزت مواقف المرجعية الدينية الكبيرة ، خصوصاً المواقف العظيمة للسيد علي الحسيني السيستاني في بناء العملية السياسية ، وبناء وإقرار الدستور ، وإخراج المحتل ، والذي يتشدق به البعض ، وإنهم أصحاب هذا الانجاز ، هذا الانجاز الوطني للمرجعية لم يعجب البعض في دولة القانون ، خصوصاً "حزب الدعوة " الذي يملك فكراً لايتسق وفكر المرجعية ، بل هم كفكر قومي لا يؤمنون بشي اسمه المرجعية الدينية ، لهذا حاولوا في مرات عدة تشويه دور المرجعية وتخوينها ، وإظهارها بمظهر المقصر ، بل وصل الأمر إلى استيراد شخصيات لتكون نداً للمرجعية ولم ينجح الأمر .
الغريب والخطير في الأمر ، أن السيد المالكي أخذ في الآونة الأخيرة ، أخذ بدعم شخوص محسوبين على العمامة الحوزوية ، وأخذ بتقديم الأموال والدعم الحكومي لهم ، من اجل ضرب المرجعية الدينية ، وإيجاد شرخ بينها وبين مواليها ومحبيها ، وهذا الأمر يعد هجوماً واضحاً على الحوزة العلمية وعلى المراجع العظام وعلى الدين والمذهب ، فأخذ بتقديم الأموال ، وإبراز هذه الشخوص من خلال توفير الفضائيات وتسخير الإعلام الحكومي له من اجل توجيه الرأي العام نجو هذه الشخوص .
يبدو أن السيد المالكي ، ومراجعه الكارتونيين ، لايعلم أن المرجعية الدينية هي مرتبة علمية اختصها الله برحمته لتكون في خدمة المؤمنين ، وان من يجلس على دفة هذه المرتبة يحتاج إلى توفيق الله ورعايته ، ولايمكن لأي شخص مهما كان علمه أو نسبه ، أن يكون في هذا المنصب ما لم يحصل على هذا التوفيق الإلهي ، كما أن المرجع الديني لا يمكن أن يكون مرجعاً ما لم يتصف بصفات معروفة ومتوفرة في كتب الفقه ، لهذا لايمكن لأي مدعي بالمرجعية أن يستدل على مرجعيته ما لم يمر ويستند على هذه الضوابط الشرعية .
كما إني انصح من ادعى لنفسه بهذا المنصب المقدس ، أن يعود إلى ضميره ، وان يتوب إلى ربه ، لان الحاكم الفاسد ، أو أمواله لن تغنيه عن السؤال يوم السؤال ، لهذا كل ما يحاك ضد هذا المنصب الإلهي سوف لن يجد إلا الخذلان والذل ،لان هذا المنصب والمرتبة ليس دكان بقال،بل هو منصب الهي يختص به عباده المخلصون ،وعلى الجميع الاستفادة من التجارب السابقة ، وكيف صدام وبعثه عندما وقف المرجعية الدينية سقط وذهب إلى مزبلة التاريخ ، لهذا نقولها بملء فمنا " كلهم يتساقطون وتبقى مرجعيتنا الدينية سنداً لديننا ووطننا "
https://telegram.me/buratha