مديحة الربيعي
باتت الفوارق الطبقية بين المواطن والسياسي, أهم المؤشرات عن الفجوة العميقة بين المواطن والمسؤول, وكل يوم تزداد الفوارق حتى أن بعض المشاهد تعيدنا لزمن العبودية!
يستيقظ البسطاء كل صباح بحثاً عن لقمة العيش, ومن يعلم أن كان سيعود الى بيته سالماً أم لا؟ بينما المسؤول يتجول في أفضل البلدان ألأوربية, وهو في حيرة من أمره أين سيقضي أجازته المقبلة؟
يدعي الساسة خدمة الشعب, وخدمة الفقراء, في حين أن الواقع مختلفُ عن ذلك تماماً فهم على أتم الأستعداد لبيع البلد, بمن فيه من أجل تحقيق مصالحهم, فهل أصبحت النخاسة مهنة جديدة يمارسها الساسة؟
لكي نصل إلى فهمٍ أكثرنتساءل, ما الذي قدمه الساسة بمختلف انتماءاتهم السياسية والحزبية للمواطن البسيط؟ وأذا كان هدفهم فعلا خدمة الشعب, فلماذا حال البلاد يسير من سيء إلى أسوأ في ظل حكومتهم الرشيدة؟
وتستمر ألاسئلة, لماذا بعض الناس لايجدون, أبسط مقومات الحياة, في حين أن بعض أرباب السلطة قد ضاقت البنوك بأموالهم؟ كيف يمكن لبلدٍ مثل العراق أن يتسول فقرائه بحثاً عن لقمة العيش؟ وأين ذهبت تلك الميزانيات, ألانفجارية الضخمة التي نسمع عنها في الفضائيات ولا نلمس آثارها؟ ولماذا حال البلاد في تدهور مستمر؟ وكيف تعجز تلك المخصصات المالية, عن تأمين مفردات البطاقة التموينية التي كانت موجودة أصلاً قبل وصولهم للسلطة؟ فهل صار تسلمهم للسلطة وبالاً على الشعب؟ وأين تبخرت تلك الوعود بالرفاهية والتقدم؟
ضمن هذه ألاسئلة, يواجهنا سؤال كبير, أين ذهبت شعارات ألاعمار وألانجاز؟ وأين ذهبت شعارات الدفاع عن حقوق المظلومين؟ وكيف تحولت السياسة الى سوق بضاعته الشعب؟
نستمر بالتساءل, هل نحن على أعتاب دكتاتورية جديدة؟ ومتى ستنتهي المزايدات على الشعب؟ وهل أصبح البسطاء من ضمن ممتلكات الساسة؟ ومتى سيدرك صناع القرار أن الشعب قد ضاق ذرعاً بهم وبشعاراتهم الزائفة؟
أطفال التقاطعات, والفقراء ممن يفترشون ألارض, والبسطاء الذين أثقل كاهلهم تأمين لقمة العيش, وطوابير العاطلين عن العمل, كلهم شواهد على الفقر, والعوز الذي يعصف بالشعب العراقي, ومن جانب آخر القصور الفارهة, والسيارات والشركات والفنادق, التي يملكها الساسة, شواهد هي ألاخرى على مدى أستهتارهم بمقدرات الشعب, وعلى سرقتهم للمال العام, وأستلاب حقوق الناس.
هل أصبح البلد بمن فيه تركة لسراق المال العام؟ وهل أن ثروات البلد لوحدها لم تعد تكفي شهيتهم المفتوحة على السرقة, فأتجهوا للتجارة بدماء ألابرياء؟
ختام القول, لو أدرك كل مسؤول, معنى القول المأثور" لودامت لغيرك ماوصلت أليك" لما أتبعوا نهج من سبقهم من الطغاة, ويوماً ما ستُعلق المشانق لكل من خان وطنه وشعبه.
https://telegram.me/buratha