فراس الجلالي
كل يوم يمر والفترة الفاصلة بيننا والانتخابات تتضاءل, انتخابات مصيرية انتظرنها طويلا يحذونا الأمل بالخلاص..عشنا وأهلينا طوال السنين الماضية المعاناة من نظام الهدام, الذي وأن زال فقد مكث فكره واستراتيجياته بعد أن تبناها للأسف واعيا او غير واعي من يحكمنا, فكما لم نتوقع نحيا لنرى الأبواب الخشبية الكبيرة تفتح ثانية لشخص مستبد جديد ..
كأن مسلسل (كي لا ننسى) يرافقنا, أيام الطاغية من جديد معنا, تركت فينا اثر لا ينمحي من الذاكرة العراقية, فكيف أن جاء بعده ممثلين فاشلين يرتدون بدلاته, وينامون على فراشه, ليحكمونا بالأزمة و تدويخ الناس!؟
كنا نترجى في قابل الأيام خيرا لا هموم ثقيلة على قلوب كل العراقيين, خلفتها: السياسات الارتجالية , أهواء السلطة, وفساد حاشيتها ؛ فما أكثر جروحك يا عراق؟ وما أتعس أبنائك في الأمس واليوم !
هم لا يهتمون إلا بمصالحهم ومستقبلهم, زيف وخداع؛ هذا ما أكده تصويتهم على فقرة الامتيازات بقانون التقاعد العام, هم كشفوا أوراقهم بلا حياء, فضحتهم الوثائق, بما تحدوا الناس والمراجع والقيادات الدينية..
أمر مزعج انتفض معه الوطنيين, وقالوها بقوة نحن ضد ما يجري وبعضهم اعتزل, أما المصوتين فقد فعلوا ما تقتضيه مصلحتهم, هم كعادتهم لا يأبهون بالمرجعية والناس..
والاعتزال يصب بمصلحة الفاسدين المتصيدين بالماء العكر, وهو لن يحل عقدة الأمور بل سيزيدها تأزما.
اليوم والانتخابات على الأبواب, في محاولة لشراء الأصوات هم يروجون الشائعات, ويتحدون عقول الناس, يرتدون الأقنعة للمشاركة بمسلسل الكذب, والوعود الوهمية, بعضهم يمنح البطانيات, والأخر يصدر الأوامر الإدارية المزورة الخاصة بالتعيين, او يمنح الفقراء سندات مؤجلة لهذه الفترة بعد أن احتكرها طول السنين الماضية له ولحاشيته ومقربيه,وكأنهم أبرياء لم يتسببوا بالفقر والفساد, وإضعاف هيبة الدولة, لم نجد منهم إلا الكذب والنفاق, قتل ومفخخات, محاباة, وتخريب ..
مجريات الأحداث تتطلب عمل جاد, أن تقف الرموز الوطنية والدينية متحدة لا متفرقة لمواجهة أطماع هؤلاء الفاسدين وخططهم للبقاء, فالرياح اليوم عاتية تعصف بالدولة ومؤسساتها, بالشعب ومستقبله...
المؤسف أن هناك أناس بسطاء, بطيبتهم لا يمتلكون إلا التصديق بهؤلاء المتاجرين بحاجات الناس وعوزهم, فلا يستطيعوا إلا أن يروا ما رُسم لهم كذبا, ليستغلهم من أراد بالعراق سوءا.
فهل نترك الفاسد في أرضنا يرتع, ليسقينا الويلات؟ هل نمهد للمتسلطين أن يلعبوا بمقدراتنا؟ أم نوجه أبنائنا للتغيير وبناء مستقبل العراق.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha