المقالات

فكر ... قليلاً

1384 18:21:07 2014-03-15

الحاج هادي العكيلي

هل تستطيع حقاً أيها السياسي العراقي تطبيق ذلك ؟؟ أيهما أهم في حياتك كرامتك أم الكرسي ؟؟ وهل أنت مستعد أن تضحي بكرامتك من أجل الكرسي ؟؟ وهل أن الكرسي يقاس بمدى تخلي السياسي كل شيء حتى وأن كانت كرامته ؟؟ صحيح لآبد أن تكون كرامة النفس فوق كل اعتبار لان الانسان لا يملك أغلى من كرامته ، فعندما تخدش كرامة الانسان لا يبقى له أي شيء ، وبكل صراحة الكرامة فوق كل شيء ، فوق الكرسي والسلطة وغيرها في هذه الدنيا . وواقعيا ممكن للإنسان ان يتنازل عن جزء من كرامته بتلقائية وعفوية لان مشاعره تكون اقوى منه ، المهم ان كرامته لا تضيع وتبقى موجودة ، وممكن ان يكون هذا التنازل بسيط لا يمس الكرامة عندما يكون الاختيار اجبارياً بين السلطة والكرامة ، فعلى الانسان ان يستغني عن السلطة من اجل المحافظة على الكرامة ولا يصبح دبلوماسيا في ضياع كرامته . هناك من يقول أنه في السياسة لا توجد كرامة ، وان السياسي يجب أن يضحي بكل شيء من أجل السلطة .

بعد أن تعالت هستيريا الانتخابية لدولة القانون وإعلان مشروعها التسقيط السياسي بافتعال الملفات الكيدية ضد الشخصيات السياسية لخلق مواجهة بين جميع الاطراف السياسية المشتركة في العملية السياسية والتي لها تأثير في الشارع العراقي . فأن دولة القانون لا تفكر بعد الانتخابات وتعتبر التسقيط هي الوسيلة للوصول إلى البرلمان وتكوين حكومة جديدة فركزوا على هذه الوسيلة وتناسوا النتيجة .

لقد روج أعلام دولة القانون محاولات تسقيط الشخصيات السياسية بمواقف مفتعلة واستفزازية لا تنم على أخلاقية الفرد الذي يقوم بذلك أو يشرف على هكذا أعمال دنيئة . فأي نموذج من البشر هؤلاء الذين يقيمون هكذا اعمال ؟ وأي نموذج يقدمون للشعب وهم يسقطون الاخرين وبعد فترة من الزمن يقبلوهم ويتوسلون بهم لإنقاذهم من المواقف الصعب ، أو الاشتراك معهم في تشكيل حكومة ، أنهم بشر خارج عن الاعراف الاخلاقية والسياسية . فالتزام أمام الله والضمائر الحية قبل أن يكون أخلاقيا وقانونياً امام الدستور والشعب .

أن تلك الاساليب الانتخابية الرخيصة التي تتبعها دولة القانون ناتج عن الوضع الداخلي المتردي والخوف من الفشل في الانتخابات البرلمانية المقبلة ، فلجأت إلى التسقيط السياسي ، وهذا الباب اذا فتح على مصراعيه فانه لا يستطيع أحد أن يغلقه وتكون دولة القانون أول المتضررين منه .ولا تتصور دولة القانون ليس هناك أحد عاجز عن الدفاع عن نفسه ، وليس هناك من يفتقر إلى الوسائل للدفاع عن نفسه . لذا أخذت دولة القانون طريق المواجهة بالتسقيط السياسي مع كل الاطراف السياسية المشتركة في العملية السياسية عسى منها أن تحصل على بعض الاصوات في الشارع العراقي . بعد أن جربت الرفض الشعبي لها خلال انتخابات مجالس المحافظات 2013 .

أن استخدام تلك الوسائل الرخيصة غير الاخلاقية ولا الشرعية سيولد استفزاز في الشارع وأحداث جروح نفسية التي قد تحدثها تلك الوسائل الرخيصة . فأن الأمور قد تتصاعد وتصبح مواجهة التي لا يحبذها البعض ويبتعد عنها ويعتبر نفسه ليس طرفاً في تلك النازعات السياسية السائدة بين بعض الكتل السياسية ، وقد تتوسع تلك النازعات لتشمل جميع الاطراف السياسية والخاسر الأول والأخير هو الشعب ، ولكن دولة القانون همها الأول والأخير كيف تبقى في السلطة حتى ولو استخدمت التسقيط السياسي .

لقد شدد السيد عمار الحكيم خلال كلمته في الملتقى الثقافي الاخير يوم 12 / 3 / 2014 ، على عدم السماح لكائن من كان أن يلمس كرامة وسمعة أي شخصية من شخصيات المجلس الاعلى السياسية والمعنوية وتحت أي ظرف أو ذريعة . ومؤكداً على وحدة الصف للجميع ولكن من موقع القوة والاحترام المتبادل ، رافضاً التبريرات التي يتضرع بها الاخر مهما كان مصدرها وحجمها . ودعا إلى أن تبقى للحكمة متسعاً في عقول الجميع وأن لا يندفع البعض إلى وسائط التسقيط السياسي ويعول عليه ، فليفكر ... قليلاً .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك