هادي ندا المالكي
الولاية الثانية للمالكي شارفت على نهايتها وطبيعي ان نكون على أعتاب مرحلة جديدة يفكر فيها الكبار بطريقة متشابهة مع اختلاف الوسائل.. المتشابه فيها الحصول على رئاسة الوزراء والمختلف فيها الوسائل والغايات التي توصل الكبار الى رئاسة الوزراء والإمساك بمقود الصدارة.
ومنطقي ان يكون المالكي أكثر تشبثا من الآخرين في الإمساك بمقود القيادة للمرة الثالثة على التوالي ليس لانه الأجدر والأفضل كما يسوق نفسه هو وأتباعه بل لان الملك عقيم ولانه يشعر بخطر الخروج من صومعة الحكومة وقد تربص به المنافسين والأعداء مع ما لديه من سلطة ومال بسبب سياسة الإقصاء والتسقيط التي انتهجها طريقا وحيدا له للوصول الى الولاية الثالثة.
الأمر الأغرب الذي لم يفهمه المالكي بعد في جدلية السعي للوصول الى الولاية الثالثة هو ليس الأكثرية التي تحصل عليها القائمة او المرشح بل التوافق وهذا المعنى يعرفه رئيس الحكومة اكثر من غيره بدليل ان علاوي في الانتخابات السابقة حصل على الأغلبية لكن المالكي شكل حكومة المشاركة الوطنية كما تسمى مجازا وليس حقيقة وترك لعلاوي حق التصريحات النارية وسلب ما تم الاتفاق عليه في اربيل وهو مجلس السياسات الإستراتيجية.
من هنا اذا كانت الحكومة لا تأتي الا بالتوافق فمع من يتوافق المالكي وقد احرق جميع مراكبه التي توصله الى شواطئ الإطراف الاكثر شراسة وقوة لغرض ترؤسه الحكومة الجديدة وغير هذا فان معطيات حكم المالكي خلال السنوات الاربع الماضية لم تسعفه من اجل زيادة رصيده الشعبي الذي حققه في الانتخابات السابقة من اجل تحقيق الاغلبية بل دلت المعطيات جميعها على تراجع شعبيته لأسباب تتعلق بفشله في ادارة ملفات الأمن والخدمات والأعمار والمصالحة الوطنية والعلاقات الخارجية والاستقرار الوطني وما تبع هذا الفشل من عدم رضا المرجعية الدينية عليه وغلق بابها بوجهه فشكل هذا الغلق حالة نادرة لا تحدث الا في فترات متباعدة.
ربما سيعول المالكي على العامل الإقليمي والدولي لمنحه الولاية الثالثة لكن هذا العامل لن يكون كافيا بمفرده خاصة وان الأطراف الأخرى ستكون في أفضل حالاتها وقد شدت العزم على تلقين المالكي درسا لن ينساه وربما لن يكون لديه متسع لدراسته بعد ان ظهرت بوادر الشماتة من اقرب المقربين... وللمالكي في تصريحات الجعفري وتشبيهه بمرسي عظة وعبرة.
ماذا سيفعل المالكي اذا تحالف المجلس الأعلى والكرد"مسعود بارزاني"والصدريين والنجيفي وعلاوي ومعهم الجعفري وأطراف أخرى لان كل هؤلاء على خلاف مع المالكي وحتى مع القول بان السياسة كثبان رملية متحركة وانها لا تعتمد القياسات اي لا يوجد صديق دائم او عدو دائم فبماذا سيقنع المالكي هؤلاء وقد عاشوا معه أسوء تجربة في التفرد والاستهداف والتنصل عن الوعود باستثناء المجلس الأعلى الذي ترك المالكي خلف ظهره واشر مواطن الخلل قبل أربع سنوات وأعطى النصح من نفسه وتخلص من تبعاته،
ولو فرضنا ان المالكي سعى الى تشكيل الحكومة دون من ذكرتهم واعتبر المجلس والصدريين دواعش بينما سيكون وطني اذا تحالف هو مع نفس المكونات.وهل ستكون القائمة البيضاء وعالية نصيف والزرفي والعامري الغير مضمون رهانه للعبور الى ضفة الأغلبية التي لن يحققها هؤلاء ولو جاءوا بضعفهم.
لا اعتقد ان المالكي يفكر بطريقة واقعية لانه تجاوز كل محطات العودة الى الوراء وبالتالي لم يبق امامه الا الانتحار او الصمود وعندها ستكون النهاية واحدة.
https://telegram.me/buratha