المقالات

التغيير: بدايات ونهايات عراقية

1218 20:45:25 2014-03-18

احمد شرار

قرأت لكم للكاتب الأمريكي الشهير ديل كارنجي، لست هنا في صدد استعراض سيرة هذا الشخص، قرأت كتبه وتأثرت فيها كثيرا، كما أثرت فيمن قرأها، تعلقت في ذهني وبقوة، قصة تتحدث عن التغيير، أحببت أن أشارككم اياها.
تبدأ القصة في قرية صغيرة من قرى الغرب الأمريكي ,وفي بداية القرن المنصرم عن شاب كان يعاني من شعوره بالوحدة ,والقلق شديد حول مستقبله بعد تخرجه، ماذا يفعل في تلك القرية الصغيرة، التي سيطر عليها بضعة رجال أعمال قساة ويعمل لديهم معظم أفرادها، بأجور بسيطة هزيلة، كان أبوه أحد العمال البسطاء، عزم رأيه في أحد الأيام أن يهاجر القرية , بعد أن ودع عائلته، دس والده خطابا مغلقا في جيبه، وقال له عندما تشتد عليك الأمور أفتح خطابي هذا ,أستقل القطار ويمم نحو أحد المدن الكبيرة التي يجتاحها فوران العمل والنشاط، وبالرغم من الاختلاف الكبير بين المدينة المبهرة والقرية البسيطة التي أتى منها, لم يستطع أن يتغلب على قلقه الذي رافقه من القرية, بل شعر بالوحدة أكثر من ذي قبل.
تذكر ذلك الخطاب الذي دسه ابوه في جيبه، فتح الخطاب وكانت كلماته (بني الى أين أنت ذاهب، فها أنت قد غادرتنا وابتعدت عنا مئات الاميال، لكنك حملت قلقك معك، ابدأ بتغير نفسك وستنجح في أي مكان حتى في قريتنا الصغيرة)، أطرق برأسه لبعض الوقت، وقد رجع بعدها على متن أول قطر متجه نحو قريته.
رجع الي بيته، وجمع العمال من أصدقاء أبيه وبدأ معهم مشروع بنكي صغير، أستطاع من تطوير المستوى الاقتصادي للعمال البسطاء وأن يحررهم من سطوة رجال الأعمال الجشعين وطوروا قريتهم كثيرا، وأخيرا ترك رجال الجشعين تلك القرية بعد أن تقوضت سلطتهم هناك، وازدهرت تلك القرية بفضل أصرار ذلك الشخص وترابط أبناء تلك القرية، كما تخلص صاحبنا هذا من القلق حول مستقبله، أذ أنه أصبح عمدة تلك القرية.
تشرذم بعدها رجال الأعمال الجشعين الذين وضعوا مصالحهم الشخصية في المقام الأول، وكان لخلافاتهم حول الأرباح والنفوذ هي شاغلهم الأساس، لم يكترثوا للعمال الذين حققوا لهم تلك الأموال والسطوة، بل ضغطوا عليهم وسحقوهم.
لم تعلق تلك القصة في ذهني هباءً، لقد جسدت واقع العراق اليوم وما ينطبق على تلك القرية، ينطبق علينا اليوم، فمواطنينا اليوم يعانوا من ظلم وحيف كبير.
ترى ما الذي تحقق على مدى ثمان سنوات من مطالب المواطنين، أمان؟، استقرار اقتصادي؟، تطور في أي مجال حياتي؟ حفاظ على اللحمة الوطنية؟ أن عكسنا كل ما تقدم، نكون قد وصفنا وأقعنا، وتسلط رجال اعمال، جشعين متناحرين متسلطين برداء قادة سياسيين.
أصابنا القلق والخوف على مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة من بعدنا، فيجب علينا ألا ننسى، ان من يتحكم بمصيرنا اليوم، نحن، نحن من أتى بهم ونحن من سيغيرهم فلسنا بحاجة للقلق بعد اليوم بل للفعل.
فصوتك من يزيل هذا القلق ومسبباته.
أحمد شرار / كاتب وأعلامي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك