هادي ندا المالكي
انتشرت خلال الايام الماضية في بغداد والمحافظات الاخرى لافتات اعلانية صادمة حملت عبارة "المواطن يريد ؟ " مع عبارة استفهامية تركت للمتلقي حق التفكير بما يريد ويرغب في مسار واحد وهو المسار الديمقراطي طالما ان التساؤل ياتي في اطار استكشاف رغبات واحلام المواطنين قبل البدا بالحملة الاعلامية الانتخابية للكتل والمكونات السياسية.
وواضح من اللون ان الكتلة التي اطلقت هذا التساؤل وشاغلت به الراي العام كوخزة تحفيزية هي كتلة المواطن كونها الكتلة النيابية الوحيدة والمتميزة في اختيار اللون الاصفر وفي اختيار الدعاية الانتخابية الموحدة وبالتالي فان اللون الاصفر اصبح عنوانا وهوية وصورة بصرية عند المتلقي لهذه الكتلة التي تنتمي للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي وهذا الاكتشاف ليس صعبا او استثنائيا.
والاستفهام او التساؤل عما يريده المواطن تساؤل ينصب في مجال الانتخابات المزمع اجرائها نهاية الشهر المقبل لان هذا التساؤل يسبق الممارسة الديمقراطية وبالتالي فان الجواب الاكثر واقعية بحسب قناعاتي عما يريده المواطن هو التغيير لان في التغيير كل الاجابات الحقيقية والواقعية للتساؤلات الاستفهامية الاخرى وقد يقول البعض او الكثير ان المواطن يريد الامن والامان بعدما ضاع"اي الامن" في شوارع وازقة بغداد والمحافظات الاخرى وصبغ شوارعها وواجهات ابنيتها بدم الاحبة والاعزة من الابناء والاباء والامهات وخلف الاف الارامل وملايين الايتام وجيوش من المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة وقد يقول اخر ان المواطن يريد القضاء على الفساد والرشوة باعتبارهما راس كل خطيئة ولولاهما لما انتشر الارهاب ولما استبيحت ثروات العراق ولما تراجع مستوى الخدمات ولما انهار الواقع الصحي وربما سيطالب الكثير بالخدمات او الكهرباء او القضاء على البطالة او تحصين القضاء وغيرها من المطالبات المشروعة.
ان كل ما يريده المواطن ولم يحصل عليه خلال السنوات التي اعقبت سقوط نظام صدام حق مشروع كفله الدستور في جميع بنوده وعندما يتم توفير هذه الاحتياجات والتساؤلات فانها ليس منة من احد او مكرمة بل هي حقوق المواطن تسخر لها ثرواته فينتج عن هذا التسخير المنفعي اجابة لكل التساؤلات المنظورة وغير المنظورة المطروحة في واجهة... المواطن يريد..؟مع اهمية الاشارة الى ان من يتصدى للخدمة وتوفير هذه المطالب ليس متفضلا وانما هو مؤتمن ليس الا.
ربما اختزلت كل العناوين في عنوان واحد كاجابة لتساؤل المواطن يريد ..؟ وهو "التغيير" ليس لاني متبحر في احوال الناس ورغباتهم ولا لاني املك مجسات او بينات ونتائج حقيقية لاستطلاعات الراي العام ولكن لان المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف والتي هي بمنزلة الابوة وهي الراعية والحافظة للمشروع قد طالبت بالتغيير مختصرة كل العناوين والتفاصيل الاخرى لان ما تقوله المرجعية الدينية في النجف الاشرف وليست اي مرجعية اخرى هو الاجابة لكل ما يريده وما يتمناه المواطن.
https://telegram.me/buratha