حيدر عباس النداوي
بعد أحداث عام 2003 وما رافقها من سقوط نظام صدام وانتهاء حقبة حكم البعث العفلقي تشكلت الدولة العراقية الجديدة على انقاض خرائب الدولة المتهرئة التي خلفها نظام المقبور دون ان تترك تلك النهايات والبدايات الجديدة معالم لدولة حقيقية في الداخل كما انها لم تمنح العالم الخارجي فرصة واقعية لمعرفة ما جرى وما يجري في العراق على مدار عقود من السنين بسبب حالة التعتيم والعزلة التي فرضها صدام على الشعب العراقي والعزلة الدولية التي فرضت على نظام صدام.
وامام هذا الواقع المشوش كان على من يتصدى لتحمل المسؤولية في العراق توزيع الادوار بصورة صحيحة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب فكان ان كلف شيخ بهي الطلعة بمهام وواجبات ليس لها تماس بحياة المواطن الا انها في جوهرها واهميتها لا تقل عمن يمارس تلك المهمات اذا لم تكن اعظم من كل الخدمات والاحتياجات اليومية من اهمها ترؤسه لجنة كتابة الدستور العراقي الدائم ثم ترؤسه للجنة العلاقات الخارجية النيابية .
واختيار الشيخ همام حمودي لان يكون في هذه المفاصل المهمة والحيوية والحاسمة التي يترتب عليها اثار مستقبلية طويلة المدى لم يكن وليد مصادفة او لحظة قرار عابر بل لان الشيخ افنى سنوات من شبابه في صفوف المعارضة متنقلا بين سوح الجهاد والميادين الدبلوماسية والقصور والبلاطات الملكية حاملا بين جوانحه القضية العراقية خير تمثيل ممثلا لقائد الثورة الاسلامية في العراق انذاك شهيد المحراب اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم بعدما وجد في الشيخ ما يمكن ان يمثل الرؤية والمنهج في توضيح معالم الثورة واهميتها ودورها ومشروعيتها للراي العام العالمي المعبأ في ذلك الوقت باموال وافكار ورجال المجرم صدام.
ان ما قام به الشيخ حمودي في مهامه الدستورية والنيابية مثل دور المشرع والداعية في نفس الوقت ونجح نجاحا كبيرا في تنفيذ مهامه ففي الاولى نجح في كتابة دستور دائم حصل على موافقة اغلبية ابناء الشعب العراقي في تصويت حر ونزيه وفي الثانية أخذت رئاسة لجنة العلاقات الخارجية طوال السنوات الماضية كل وقته فكان سفيرا دائم الترحال بين دول العالم يشرح لهم حقيقة التجربة العراقية الفتية وتنوعها العرقي والطائفي وما تحتاجه من دعم واسناد وما تتعرض له من مؤامرات ودسائس من قبل الجماعات الارهابية المدعومة من دول عالمية واقليمية ومجاورة ساعيا بكل ما اوتي من قوة تفكيك طلاسم التداخل بين الشد الطائفي وبناء التجربة الديمقراطية القائمة على حكم الاغلبية الذي يرفضه الطرف الاخر.
ان نجاح الشيخ في ملف العلاقات الخارجية سيحتاج منه الى وقت استثنائي لشرح ما تحقق في هذه اللجنة لجمهوره الكبير العاتب عليه عتب محب كون الشيخ قضى معظم وقته خارج العراق فكان هذا الترحال سبب ابتعاده وعدم تواصله المستمر مع جمهوره الا ان حصول لجنة العلاقات الخارجية برئاسة الشيخ همام حمودي على المرتبة الاولى من بين اللجان العاملة في البرلمان سيجعل مهمته يسيرة ويجعل محبيه ومريديه اكثر التصاقا وقربا منه كون هذا الجمهور يعشق النجاح ويكافئ المتميزين.
https://telegram.me/buratha