حيدر عباس النداوي
في الحسابات الرقمية والتوافقية التي يمكن ان توصل دولة القانون للوصول الى الولاية الثالثة هو حصوله على دعم طرف ثان من أطراف المعادلة السياسية الشيعية وهما اما المجلس الاعلى او الاحرار مع فرض ضم الأطراف الأخرى الى الجهة التي يكون عمادها الركنين الاساسيين.
وفي حسابات الواقع الحالي فان فرضية التوافق بين طرفين امر واقعي وحقيقي بسبب متطلبات المرحلة المستقبلية لكن هذا التوافق ليس بالضرورة ان يضم دولة القانون وركن اخر من اركان المعادلة الشيعية فربما تغيرت بوصلة التوافقات واتجهت باتجاه التوافق بين المجلس الاعلى والاحرار وهذا التوافق امر وارد جدا وهو اقرب بكثير من احتمالية توافق القانون والاحرار على اعتبار ان المجلس الاعلى وتوافقه مع القانون امر مستحيل في ظل تواجد المالكي او التجديد له وهذا الامر له مصاديق تم التعامل معها في الفترة الحالية التي يتراسها المالكي ورفضها المجلس لقناعته بإشكاليات المرحلة وتراجعها وهو ما حدث بالضبط.
ان سيناريو تحالف المجلس الاعلى والاحرار من اجل تشكيل الكتلة الاكبر بالاتفاق مع الكرد "جناح بارزاني وورثة طالباني اضافة الى النجيفي امر محتمل وطبيعي ومن شانه ان يسحب البساط من المالكي ومن هم معه وبالتالي يتم تشكيل الكتلة الاكبر التي تتشكل بعد اعلان نتائج الانتخابات من اجل تشكيل الحكومة وهذا النص وضعه المالكي عندما اتفق مع المحكمة الاتحادية للحصوله على الولاية الثانية وبالتالي فلن يستطيع رفضه حتى لو جاء بالعدد الاكبر من المقاعد في المرحلة الاولى وله في فوز علاوي عبرة وتذكرة ...هذا الاتفاق غير غائب عن مخيلة الدعاة واتباع المالكي وهذا السيناريو يمثل هاجسا وقلقا ورعبا للمالكي وجماعته لانه واقع وحقيقة وله مصاديق في مرحلة تشكيل الحكومات المحلية وهذا المعنى صرح به المالكي في اكثر من اجتماع مع حلفائه،ولهذا فان مهمة تحالف المالكي العمل باتجاهين الاول اعلامي تسقيطي والثاني سياسي تحريضي من اجل اجهاض مثل هذا التحالف.
ان المالكي يعلم ان ذهابه بمفرده دون وجود ركن ثان من اركان البيت الشيعي لتشكيل حكومة اغلبية امر مستحيل بقرينة فشله بتشكيل الحكومة الحالية لمدة ثمانية اشهر قبل ان يتم انقاذه بتدخل خارجي واجبار التيار الصدري للتحالف معه والقرينة الاخرى التي تؤكد هذا المعنى هو عجز الصدريين من سحب الثقة عن المالكي في اربيل بسبب رفض المجلس الاعلى الذهاب الى اربيل وبالتالي فان ذهاب السيد الحكيم الى جانب الصدر كان سيؤدي بكل تاكيد الى سحب الثقة وباريحية مطلقة..وهذه القرائن يعرفها المالكي ويعمل عليها لهذا فان اي تقارب بين المجلس الاعلى والتيار الصدري يدق ناقوس الخطر في دولة المالكي ويتسبب له بارق مزمن يمنعه من النوم والاستقرار وهذا المرض كشف عنه الدعاة في مقالاتهم التي تتهجم على الحكيم بعد ادعائهم لقاءه الصدر في قم على اثر مشاركة الحكيم في مؤتمر الصحوة الاسلامية.
عبثا يحاول الدعاة واتباع المالكي السعي لايجاد الفرقة بين المجلس الاعلى والاحرار فتجربة السنوات الثمان للاحرار كانت كافية لمعرفة من هو المالكي اما المجلس الاعلى فلم يحتاج الا الى سنتين ليعرف من هو المالكي والاهم في هذه المعرفة ان كليهما قد اقتنع ان زمن المالكي قد انتهى وان ما يعانيه من زهايمر امر له مبرراته.
https://telegram.me/buratha