حيدر عباس النداوي
فجأة ومن دون مقدمات استيقظ المالكي من سباته العميق الذي استمر ثمان سنوات كانت شديدة الوطئة على الكثير خاصة السنوات الأربع الأخيرة وهي فترة ولايته الثانية ليجد نفسه في العراق الممزق المتعب وليس في اي دولة أخرى.
استيقظ المالكي في اخر شهر من دورته الانتخابية الثانية ليجد ان كل شيء في العراق يختلف عن موازين الطبيعة وموازين الإنسان الوضعية وعن موازين العيش والحياة في جميع دول العالم دون ان يدرك ان كل ما حل بالعراق في زمنه وليس في زمن اخر... وعدم الإدراك هذا مقصودا ليس الا بدليل ان السيد المالكي عندما انتقد الوضع الصحي والخدمي والأمني والمعاشي لم يشخص الخلل ويضع الحلول لهذا الخلل انما اختزله في نظرية المؤامرة التي تريد النيل منه ومن فرصته في الحصول على الولاية الثالثة.
ليت المالكي لم يكتشف حقيقة دولته التي يطلق عليها دولة القانون وليته لم ينتقدها بمثل هذه الطريقة المجتزئة وليته لم يشخص بعض عيوبها لان حقيقتها عيب متكامل في كل مفصل ومجال وموضع، وما اكتشفه المالكي انما جاء متاخر جدا وقد فات وقت علاجه بعد ان وصل المرض الى كل مفصل وزاوية فبات امر المعالجة مستحيل واصبح لزاما دفن هذه الدولة والبحث عن وليد جديد من شانه ان يعيد الحياة والبهجة الى هذا العملاق الذي تحطم كل شيء فيه.
ان المالكي انما وجه ضربة قاسية الى نفسه واطلق النيار بعيار ثقيل على كل دولته عندما اتهم كل اجهزته بالتقصير والاهمال والخيانة خاصة ما يتعلق بمجال الخدمات والأمن وهذا الاتهام انما يمثل حالة من الارباك وحالة من محاولة الهروب الى الامام والقاء تبعات الفشل على الآخرين وقد نسى المالكي انه اعلن قبل ايام وبلسان فصيح انه المسؤول التنفيذي الاول وانه القائد العام للقوات المسلحة وان كل مفاصل الدولة تحت امرته وقيادته وهذا الاعلان يجعله بوقع المقصر الاول وقبل الجميع.
ان اتهام الاجهزة الامنية بالخيانة والتقصير جريمة كبرى وخيانة لدماء الاف الضباط والجنود الذين سقطوا دفاعا عن العراق والعراقيين ..نعم انا اتفق معك بفساد قادة المؤسسة العسكرية الذين تشرف عليهم مباشرة اما المراتب المساكين الذين يقفون اكثر من عشر ساعات في الواجبات اليومية فهؤلاء فدائيين وضعوا اكفهم على راحة الموت يقودهم تخبط القادة الأمنيين وفشل خطط قادتك المشمولين بالاجتثاث،وقد يبدوا اتهام عمال النظافة بالاهمال والتقصير هم الآخرين امر مضحك مبكي فهؤلاء مساكين يبحثون عن قوت يومهم مثقلين بهموم الفقر والمرض والبؤس لا علاقة لهم بمشاكل الحكومة ومناكفاتها،وما الذي يعمله هؤلاء في دولة لم تتمكن ان تضع خطط حقيقية للاعمار والاسكان ولم تنجح في وضع استراتيجية للاعمار والبناء بعد ان ضاعت مليارات الدولارات في اعمال ترقيعية لم تقدم غير البؤس والخراب.
ان تنصل المالكي عن مسؤولياته وعدم اعترافه بفشله وتحميل الأطراف الاكثر تضحية مسؤولية التقصير تبين حالة التخبط والضياع وعدم الاتزان التي يعانيها وهو يقترب من نهاية دولة حملت عناوين القانون والاصلاح لكنها لم تجلب غير الموت والدمار.
https://telegram.me/buratha