مديحة الربيعي
السياسية, عالم متغير لا يستقر على حال, فألاحزاب تنتقل, من حالة القوة الى الضعف, ومن حالة البناء والتشكيل, الى حالة ألاكتمال, والحصول على دور, وميدان الساحة السياسية, هو من يحدد من ألاجدر بالبقاء ومن سيأفل نجمه, ويذوي ليفسح المكان لغيره مجبراً لا مخيراً.
أفرزت الفترة ما بعد 2003, أحزاباً تسلمت السلطة, وأدارات دفة الحكم وكان من المفترض أن تقدم للناس, ما وعدت به قبل التربع على عرش السلطة, وهذا هو الشيء الذي يحدد بقاءها أطول فترة ممكنة, ألانجاز الذي يعد مقياساً على مدى نجاح, الدولة ومن يتولى شؤون الحكم في تحقيق مطالب الشعب.
صورة العراق واضحة ٌ لا تحتاج الى تعليق, والواقع يتكلم عن نفسه, أذا ما قيمنا منجزات الحكومة في السنوات العشر, نجدها لا تتعدى 3%, أن لم تكن أقل من ذلك, على أن هذه النسبة ليست في قطاعٍ واحد وأنما في جميع القطاعات, فالخدمات وصلت إلى الحضيض, والدوائر وروتينها المتعارف قد ضاقت به الناس ذرعاً, وحتى مفردات البطاقة التموينية, صارت هماً أخر يؤرق الفقراء, أما الحاضرة الغائبة الكهرباء فتلك معضلة العصر, ووجع العراق, ألامن المفقود, والفساد الذي ينهش جسد البلاد.
كل تلك ألافرازات, جعلت ألاحزاب السلطوية, تعلن أفلاسها مبكراً وأوشكت, على الرحيل, فلم يعد لها مكان, حتى على دكة ألاحتياط, بل أنها خارج اللعبة تماماً, وهذا هو مصير كل من يسعى, ألى التسلط على رقاب الناس, وسرقة البلاد والعباد, فليس له ألا أن يحمل أمتعته, ويترك المجال لمن هو أفضل منه.
من جهة أخرى أحزاب بدأت تتداعى وتتآكل من الداخل, بعد أن أثقلتها الخلافات, وبعد أن أتضح حجم الهوة الحقيقية بين القيادات, وأعضاء تلك ألاحزاب ممن أحتلوا مواقع مهمة في السلطة, فقد جرفتهم عنجهية المواقع السيادية, وأخذتهم بعيداً عن توجهات قياداتهم, وأخلت الكثير منهم في, متاهات السطوة والحظوة, فتكونت أزمات لم يعد من الممكن تجاهلها.
على الجانب آلاخر هناك تيارات, أثبتت جدارتها ,وأخذت تمسك بزمام ألامور, من خلال ثقلها في الشارع العراقي, بتاريخها وأنجازاتها, وصفحتها البيضاء التي لم يلوثها دنس, وتلك التيارات من يمكنها, أن تنهض بواقع البلاد, وهي ألاوفر حظاً, في قابل ألايام, فقوانين اللعبة , تحتم البقاء للأصلح.
https://telegram.me/buratha