المقالات

ثلاثة أكثر فـطـنـة من رئيس الوزراء

3208 22:24:10 2014-03-22

نحن من عشنا أيام الطاغية ولانعلم عنكم شيئا ً فنحن جيل ولد بعد مغادرتكم وعشنا ايام صمت بلا ماضي نجهر به حتى اتيتم لتجدونا ورقة بيضاء لم تسمح لاقلام البعث بالكتابة عليها وعشطى لحبر مذهبنا واذا به الوان متعددة وخطوط متفرقة !! .

بسم الله الرحمن الرحيم

لست من الذين يستلطفون مسألة التسقيط السياسي ولا ممن يعبرون عن ارائهم بالهجوم بكل ما هو لاذع وفي الوقت نفسه لا اعتب على الذين ينتهجون هذا النهج مازال كلماتهم  تحمل صفتي النظافة والصدق والا فالامر يخرج من دائرة التعبير عن الرأي الى التهريج , أن ما يمر به عراقنا يُخرج المخدرة من خدرها ويكسر الصمت بالصراخ ويفتح الطريق امام الحق كيفما كانت صياغته وبعيدا ً عن كل تنميق فشوارعنا صبغت بدماء الشباب فأن اغار غيور بكلماته الحقة لابد ان تُسمع ولا تتهم بالتسقيط .

ربما عنوان المقالة وحده يدفع القارىء الى الجزم بأني مع كفة المجلس الاعلى  ما زالت  اقف ضد رئيس الوزراء واتجرأ بتسمية من هم افطن منه وأكيس  !! وكأننا في سوق كبير ومهرجان للتفرقة , أتعلم يا رئيس الوزراء بانكم سبب في نشر هذه الثقافة باعتباركم قائد لفئة ترسم حدودا ً مع أبناء جلدتها وتضع حواجز معنوية للتعامل مع الغير وتسقط من يعترض طريقهم وتتطاول حتى وان كان المقابل مرجعية !! لهذا المستوى عمل رجالك,  وصمتك تجاه تطاولهم على رجال ليسوا من دائرة تعاملكم معناه الرضا بكل ما يحصل وبهذا لا اجدكم مؤهلين لقيادة بلد للمرة الثالثة كما لم اجدكم في المرتين السابقتين لا لنقص استغفر الله كلنا نواقص وانما لوجود الافضل والاكفأ  ولانكم لم تنتهجوا نهج النبي موسى عليه السلام حينما طلب من الله طلباته الاربعة بعد ان خاطبه الله تعالى " اذهب الى فرعون انه طغى " حينها طلب نبي من  الله ما يلي  " رب اشرح لي صدري * ويسر لي امري * واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي * واجعل لي وزيرا ً من اهلي هارون اخي "

فسعة السعة لم نلمسها الا بسلبية منكم  وهو سكوتكم على من لا يجب السكوت عليهم ومن جهة ثانية ضيق صدركم من جهات عدة في فترة ما قبل الانتخابات فقط وبطريقة تزيد الطين بلة , نبي الله موسى  عليه السلام وهو المعصوم طلب من الله ان يكون له وزير كونه سيواجه مجتمعاً منحط فكريا ً ومشرك وطبقي المظلوم مسحوق وهذا يترك في نفسه اثر سلبي صعب العلاج وهو ما يشبه حالنا  وطبقة اخرى ظالمة ومستعلية وعلاجهم ليس بالمسألة السهلة  وهم يشبهون بعضنا  الاخر , وعي نبي الله لابعاد المسألة جعلته يوسع دائرة التبليغ لتشمل اخاه وان الايات سالفة الذكر تعطي مفهوم  على ضروة العمل الجماعي وعدم التفرد خاصة بالمسائل الصعبة .

اعترف ان نهجكم هذا قد أضعف فينا الامل بغد مشرق وانتقل ببسمتنا الى العبوس فهل عرفت من نحن ؟ نحن من عشنا أيام الطاغية ولانعلم عنكم شيئا ً فنحن جيل ولد بعد مغادرتكم وعشنا ايام صمت بلا ماضي نجهر به   حتى اتيتم لتجدونا ورقة بيضاء لم تسمح لاقلام البعث بالكتابة عليها وعشطى لحبر مذهبنا واذا به الوان متعددة وخطوط متفرقة !! .

وقبل ان اعي هذه المأساة  التقيت بمن حافظوا على بسمتي وفرحتي برحيل الطاغية ولم يفجعوني بحقيقة تفرقكم وانقسامكم بل وعداوتكم لبعض فمن هؤلاء الثلاثة ؟ اليكم يا سيادة رئيس الوزراء اسمائهم  وهم من عنيتهم في صدر المقال :

الاول : أمراة اربعينية التقيتها في دمشق في عام السقوط وعرفتي بالحسينات والعراقيين هناك كنت اتجول معها في مجالس العزاء من الصباح الى المساء في محرم الحرام وتجيب عن اسئلتي التي لم تستغبها بل اشفقت عليها فمن صاحب هذه الصورة ؟ انه السيد  محمد باقر الصدر أو انه السيد  محمد الشيرازي او انه السيد فلان  والشيخ فلان وكأني من المريخ ولست من بلد هؤلاء نجومه !!  وفي كل مرة نقف عند باب الحسينية الحيدرية تأبى الدخول  وتعتذر بمختلف الحجج ومرت الايام وادركت ان الامر ليس صدفة وحينما واجهتها لم تضف شيئا ًَ ورجعت ومر عقد من الزمن لالتقيها ثانية فأخبرتها لماذا ؟ فقالت : لم ارغب بأن اخبرك وافسد عليك فرحتك ثم انه ( خالة هو شيء يفرح حتى اكول , انه من بيننا من ينكر مظلومية الزهراء !! ) .

الثاني :موظف في دائرة تعينت بها بعد السقوط فبعد مرور سنتين من التعيين جاء ليفاتحني بموضوع وهو ان أفعّل نصرتي للمذهب وان ادخل مجال السياسة او المؤسسات الاجتماعية  بخطواتها الاولى عن طريق بوابة المجلس الاعلى وهو من سيقوم بتعريفني فهو من رجالهم لقد رأني اكبر من حجمي غير انني استغليت الفرصة لمعرفة جواب لسؤال يحيرني بعد ان عرفت بالفرقة صار علي ان اعرف من الذي يتسبب به ويشعل جذوتها ؟ اخبرته بان المجلس الاعلى أجده يناسب الرجال فهو قوي عسكري الطابع  بينما حزب الدعوة فيه خطوط اوسع بالنسبة للمراة وانما قلتها لالمس رد الفعل فما كان منه الا ان قال المهم ان تخدمي ابناء المذهب والوطن  وتحت اي راية وشجعني !! وبتشجعيه اشارة لجواب سؤالي وسُقيا لنبتة الايثار   .

الثالث :  موقع براثا  وهو الموقع الوحيد الذي اكتب فيه منذ عام 2006 ومن خلال بوحي بكل ما افكر فيه وجدت الاجابة عن كل مبهم من خلال التواصل والقراءة للغير ففي عام 2006 و2007 لم تكن الصورة مكتملة لي فدافعت عن شخوص عرفت بعدها بانهم لا يستحقون وعجبت من ان براثا لم تعترض خاصة بعد ان بدأت هي بالاشارة الى اخطائهم وكانت تكتم الغيض لحينه فلما نشرت وهي غير مقتنعة أعتقد لانها اعطتني فرصة لاكتشف  بل لتعطيهم فرصة وحينما كشر المقابل انيابه بدأ التراشق الاعلامي المتعب والذي لا يعرف جذور اللعبة حقا ً يصعب عليه التفسير  .

لو ان الحاجة والموظف والموقع   قد صدموني من اول وهلة لكنت كما حال الكثير من الشباب الذين يخلطون الاوراق ولا يميزون بين الغث والسمين واغلقوا الباب امام اي تفسير فالصدمة كبيرة , لقد اعطوني فرصة بصمتهم واختيار الوقت المناسب في اعلامي وحقيقة كانوا اكثر فطنة منك يا رئيس الوزراء فلم يكسروا نفسا ً ومهدوا لها طريقا لتكتشف وكان هدفهم اسمى منكم  واجزم انهم قلبوا صفحة ولولا اصرار دائرتكم على نبش الماضي لم تقلبت المواجع كما يقال , لم تعمل كعملهم  مع شعبك ولم تواجه متبجح من دائرتك وتنهاه  ولم تخمد نارا قديمة بل تركت رجالك يزيدوها بجهلهم وهم لم يزيدوا الفرقة فرقة ولكنهم اثروا على ارواح انتظرت عقودا ً لتعودا .

لا تأمنوا اذا ما اعطاكم المسحوق صوته فلقد اقدم بنو اسرائيل على عبادة العجل بعد ان انقذهم موسى وغرق فرعون ! اتعلم لماذا لان ارواحهم ومعنوياتهم كانت اسيرة الذل وتطلّب الامر من موسى عليه السلام  سنوات من العمل كي يشفي النفوس المسحوقة , الان انت امام شعب مسحوق ومنهك ويشعر بالغثيان من مهاتراتكم السياسية فهلا صمتم فلقد طفح الكيل من التسقيطات انتظروا المسحوق ليختار ولا تأمنوا انتم او غيركم  الا بعد ان تضعوا ايديكم بيد الجميع وتقبلوا يد المرجعية التي عملت ولا زالت تعمل على خدمة الروح المنكسرة ولو كنت تحت جناحها لامتثلنا للشفاء اسرع  لكنكم  اضعتم  10 سنوات دونما عمل على تلك الارواح المسحوقة  وأكتفيتم بدفع المال واعتبرتموه حلا للمشاكل  هذا ان وصل الحق للجميع واستبعد ,ابسط حل كان بايدكم هو الاعلام العراقي الذي كان من الممكن ان يكون مصدر شفاء  لتلك الارواح  العراقي بحاجة لان يتعلم ان يحب بلده ويشعر بثقة نفسه , نحن شعب فقدنا هاتين الصفتين في عهد الطاغية والى الان فلا تأمن المسحوق حتى تداوي روحه  لقد  فشلت  في هذا  وفي حقن الدماء وفي كسب الرجال من خارج دائرتك وفي غيره فكيف تطلبها ثالثا ً كيف ؟

حقيقة اجد نفسي لا تحمل رد فعل تجاه الانتخابات فأن اتممت ثالثا ً كان تمام الخراب وليس بعمدكم بل لعدم دقة تشخيصكم ولتقريب الغير مؤتمن وابعاد المؤتمن  بمنظور الدوائر المغلقة وان تسلمها غيركم فالله المستعان على ما سيلقى فلقد زادت مساحة المسحوقين ومن الله نطلب العون والنصرة .

المهندسة بغداد

 

  

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
لافتى إلا علي لا سيف إلا ذو الفقار
2014-03-25
السلام قبل اكلام : بارك الله بكم , مقالة في غاية الروعة والرحص والمسؤولية والشفقة؟؟؟؟؟؟ولكن ( قد أسمعت لو ناديت حيا لكن لا حياة لمن تنادي) .
علي الغانم
2014-03-23
مقال رائع ككل المقالات السابقة..تشخيص دقيق لمكامن الجروح ومصادر الخطر ووصف جميل باسلوب ادبي ممتع وراق..
محمد التميمي....
2014-03-22
السلام عليكم ... كالعادة مقالة رائعة اخت بغداد .. انا تقريبا ظروفي متشابهة نوعا ما وقد انقذتني وساعدتني وكالة براثا كثيرا لاعرف الحق .. الحمدلله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا ان هدانا الله ....
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك