جنون هتلر وغضبه دمر الشعب الألماني، وأتى لهم بمحتل غاصب مستبد، أخذ يملي عليهم سياساته لكن كان لتكاتف الشعب الألماني صوت أذعن له المحتل.
(لقد خسرنا الحرب ولكننا لم نخسر كرامتنا), هذه المقولة أصبحت من أشهر ما ردد الشعب الألماني, بعد خسارته للحرب العالمية الثانية ( 1945 ) , ووراء تلك المقولة قصة ذات مغزى, بدأت حين قامت جيوش الخلفاء بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا, وبعد احتلال ألمانيا بتوزيع الطعام على الناجين, من ما بقي من كبار السن والأطفال, وكان التوزيع يتم عن طريق طوابير طويلة جدا, وبسبب الجوع قام احد الالمان الجائعين, بتجاوز ذلك الطابور فصاحت عليه أحدى العجائز, بتلك المقولة التي أصبحت ,شعارا لشعب أستطاع ان يعتمد على نفسه وينهض من جديد, ليقود العالم الصناعي بفترة لم تتجاوز التسع سنوات, بعد خراب شامل وكلي لمدن وصناعة واقتصاد المانيا، ولتكاتف الشعب الألماني وتمسكهم بحريتهم, واختيار من يقودهم, كان للأمة الألمانية القول الفصل, في اختيار المستشار الالماني (أديناور -1949إلى عام 1963) الذي أقيل من قبل سلطات الاحتلال, بعد بضعة أشهر من تنصيبه لموقفه الحاد والحازم, لقرارات الاحتلال الجائرة ولترديده ,ل مقولة الشعب الألماني والسيدة العجوز ,رضخت قوى التحالف بجبروتها لتلك الإرادة, فهكذا هي الأمم الحية, تبعث من جديد من تحت الرماد كطائر العنقاء.
وما نحتاجه الان في العراق اليوم هو النهوض من جديد، فها نحن نعاني مثل ما عاناه الشعب الألماني من ويلات الحرب والاحتلال بل أكثر، من مخلفات المحتل، الذي لم تتغير طرائقه بمرور الزمن وتغير جغرافيا المناطق المحتلة.
أكثر من عشرة سنين ونحن نعاني من قبل الإرهاب تارة أو من قبل سوء أدارة حكومتنا تارة أخرى، ولا نجد من يسمع شكوانا أو يصحح أوضاعنا، بسبب الخيارات الخاطئة والتي جاءت من رواسب الاحتلال، وقبلها من الاختلاف في البيت الواحد وفقدان التكاتف المطلوب للتغير.
ها قد وصلنا الى مفترق طرق خطير، هام، حاسم، الا وهي الانتخابات؛ مهمة ملقاة على عاتق الشعب العراقي بأكمله كي ينهض طائر العنقاء العراقي عبر صندوق الانتخابات بخيارنا الحكيم الواعي للأصلح، ولتصحيح مستقبل العراق.
فلسنا أقل شأننا من الامة الألمانية فقد ذكرنا في كتابه الحكيم (كنتم خير أمة .....), ألا نعي هذا؟
https://telegram.me/buratha