عدنان السريح
بعد تسلط البعث على مقدرات العراق وهيمن بشخص القائد الضرورة، الذي كان المسؤول عن دماء الذين سقطوا جراء السياسة العبثية، التي لم تجر على شعبنا إلا الدمار والخراب في كل بيت وشارع وزقاق، فقد خاض القائد الحرب ضد جيرانه؛ إيران والكويت.
كان القائد الأوحد في كل حرب يخوضها، يتحمل الهزيمة العسكرية ويعلن لشعبنا انه قد انتصر، فبعد خروج جيشه من الكويت، متكبدا خسائر فادحة وتنازلات على ورقة بيضاء، عاد إلى الشعب لممارسة هيمنته وتسلطه؛ وصب غضبه على أبناء شعبنا خلال الانتفاضة الشعبانية، قتل من قتل وشرد من شرد وسجن من سجن، في سبيل إن يبقى القائد وأزلامه متسلطين على شعبنا.الذي بقوا بعد سقوط قائدهم الضرورة أيتام دونه، لا مأوى لهم في العراق الجديد الذي نعمنا فيه بالديمقراطية، وأغدقت علينا الديمقراطية ومراحلها، بكتابة لدستور جديد، و إنتخابات ، وتشكيل مؤسسات ودوائر وتشكيل جيش جديد وغيرها .
ظننا أن أيتام صدام قد قبروا مع كبير ذاك الذي علمهم البعث . ووجدناهم من جديد قد عادوا متقمصين ثوب الوطن الجديد، متسربين إلى مفاصل الدولة ومؤسستها وباتوا متنفذين، لماذا عادوا البعثيين من جديد؟
هل تابوا عن ما فعلوا بنا بالأمس؟، أم يملكون من المكر ودهاء؟ أم وجدوا أنفسهم مرغوب فيهم؟، تتعدد الأسباب والنتيجة واحدة لا يختلف عليها اثنان . إن أصحاب التغيير لم يلتفتوا إلى أيتام صدام، في زهو الديمقراطية التي ينعموا بها وسموا السلطة وزخرفها التي يمثلونها، واجتمعوا على خلافات السلطة ومكتسباتها ونزاعاتها التي انشغلوا بها.
كل ذلك الوقت تسلل أيتام القائد الضرورة، إلى كثير من مفاصل الدولة بشكل وبأخر فقد أصبحوا اليوم خطر، يهدد بناء الدولة والحكومة هم اخطر من الإرهاب على الوطن والمواطن.
فهم يعطلون القوانين ويربكون تنفيذها، الانتخابات اضحة على الأبواب. علينا إن نذهب إلى التغيير.ينبغي إن نلبي نداء المرجعية في التغيير، علينا خوضها بقوة هذه الديمقراطية التغيير. التي كنا نحلم بها فلننتخب ونغير ونجعل من الحلم حقيقة لنخرج وننتخب العراق.
الذي أثخنته الألام والإرهاب والحرب، ننتخب من أجل غدٍ جميل، جديد من أجل أبنائنا لا نريد لهم إن يعانوا ما عانينا، طول كل تلك السنين حتى ينعموا بوطن آمن قوي كريم .
https://telegram.me/buratha