محمد حسن الساعدي
يتوهم من ويقول ان الارهاب تراجع في العراق ، ويبدو انه مشتبه كثيراً في قوله ان الارهاب انتهى او ضعف في العراق ، فما هي الا خلايا نائمه منذ احداث 2005 ، وتنتظر اللحظي المناسبة لانقضاض والسيطرة على الارض ، وفعلا تم ذلك من حلال الأحداث الأخيره خلال الشهر العشر الأخيره ، وما سبقها من احداث ساحات الاعتصام في الانبار ، ولعلنا نطح التساؤل ، ما هو السر في انتشار الارهاب في العراق خلال هذه الفترة ؟
بالتأكيد الأحداث في سوريا ،كانت احد الأسباب التي اثرت كثيراً على الوضع الأمني عموما ، كما ان الارهاب في سوريا وبعد سيطرته على الكثير من المدن والقرى في تلك الفترة أخذ يعمل على توسيع عملياته بصوره افقيه ، ليعلن عن تأسيس "الدوله الاسلامية في العراق والشام " ولعلنا اذا قرأنا هذا الواقع بسوره واعيه نجد ان هذا الامر صعب ولا يمكن تحقيقه ،ما لم تملك هذه الجماعات التكفيريه والإرهابية مقومات هذه الدوله المفترضة ، لهذا نجد لن القوى الظلامية بدأت تتحرك بصوره سريعة نحو الاراضي العراقيه ، وأخذت تتمركز في صحراء الانبار ، لتبني لها مواقع ومعسكرات كبيره ، ومجهزة تجهيزا عسكريا متكاملاً ، للتجهيز للحرب والزحف نحو العاصمة بغداد .
كذلك علينا ان لا ننسى الدعم والداخلي والخارجي لهذه القوى الإرهابية ، وتوفر الغطاء السياسي لها جعل الامر يزداد تعقيدا ،، فبعض البرلمانيين يملكون إرادتين ، ويوجهون خارجيا ،ليصبح رجل الدوله في النهار، وفي الليل يعود ليكون رجل الارهاب وداعمه ،وهذا بحد ذاته شكل عجزا واضحاً في ملاحقه القوى الإرهابية ، ناهيك عن المعلومات الاستخبارية التي يتم تزويد الأخير بها من مواقع أمنيه مهمه ، ومؤسسات حيويه ، والفساد التصاعدي الذي ضرب مؤسسات الدوله فجعلها مشلولة تدار من قبل هؤلاء ، مما كسبها هي الاخر العجز في الدعم ومسانده القانون في ملاحقه الارهاب ، ومنها المؤسسة القانونية التي هي الأخرى التي كانت وما زالت أسيره الإرادات السياسيه توجه وفق هذه الإرادات .
الارهاب بدا يتحرك بصوره افقيه سريعة جداً، فمن الأنبار والفلوجه التي مازالت الى اليوم أسيره بيد الارهاب "الداعشي " ،ليسير بصوره تصاعديه ،يعيد الانتشار من جديد ، ويوقظ خلاياه النائمة في محافظات مهمه " ديالى ، بابل ، صلاح الدين ، وسامراء" لتبدأ معركه مسك الارض ، فكانت مدينه " سليمان بك" واقع حي على مدى قدره الارهاب على التحرك وقتما شاء وأينما شاء ، وقدرته على مسك الارض ،، كما ان هذا التحرك للإرهاب يعكس مدى ضعف القوى الامنيه على مواجهه الارهاب ، وعجزه تماماً عن الوقوف بوجه ، والقضاء عليه ، وهذا بحد ذاته انتكاسه كبيره لهيبه الدوله العراقيه ، وهيبه المؤسسة العسكرية ، التي يصرف عليها 25 من الموازنة السنوية .
كما ان تحرك الارهاب نحو مدن شمال ديالى "بهرز وغيرها من المدن " خفف كثيراً من الضغط على الارهاب في الانبار ، وهذا ما يسعون اليه بالضبط ، فتح جبهات جديده ، وتخفيف الظغط عليهم في الانبا. ، وهذا الشيء ربما يعكس ضعفاً في وتراجع في قدره القوى الإرهابية عن الاستمرار في مواجهه قواتنا الامنيه ، لهذا سعوا الى فتح جبهه جديده في شمال ديالى ، وشمال الحله ، لتشتيت رؤيه القوى الامنيه ، وسياستها وخططها الامنيه بهذا الاتجاه .
زمام المبادرة اليوم بيد الارهابيين وليست بيد القوات الامنية، وما حصل من خروقات هو اخفاق كامل في الملف الامني، ولعدة مرات يتم التأكيد على ضروره تغيير الخطط الامنيه وليست تغيير القادة الميدانيين، وإيجاد الحلول الناجع هل للتردي الامني الحاصل آليوم .
المطلوب هو اجراء تغيير في هيكلية خلية الازمة المعنية برسم الاستراتيجية الامنية، لان العراق لا ينقصه قوات امنية من ناحية العدد والعدة والتجهيزات بل تنقصه استراتيجية تواكب الواقع الحالي،فلو تم نشر مئات الجنود في الشوارع ونفذوا العمليات الامنية فلن توقف التفجيرات وقتل الأبرياء .
لقدانفقت الحكومه العراقيه عشرات المليارات من الدولارات وهي تحاول تطوير قوة أمنية مقتدرة يمكنها تحقيق وإدامة الاستقرار. لكن بعد عشر سنوات من الاجتياح الأميركي، يتفق جميع العراقيين إنهم حصلوا على قوة أمنية ليس فقط غير قادرة على تحقيق الأمن وإنما أيضا ميالة للفساد والابتزاز وانتشار الفساد بين مؤسساتها ،
فالتردي الحاصل في الوضع الأمني في البلاد مؤخرا إلى سببه الصراع السياسي على السلطة .
اليوم هناك واجب كبير ومهم يقع على عاتق الحكومه العراقيه ، أن تعمل بشكل جدي وأن تتحمل المسؤولية الوطنية الكاملة في حماية أرواح العراقيين في ظل التدخلات الخارجية، كما ان على جميع السياسيين توحيد الجهود لمواجهة الإرهاب الذي يواجه العراقيون يومياً، فالذين يضربون الاستقرار في العراق من خلال المتفجرات والعبوات الناسفة والمفخخات وعمليات الإغتيال
https://telegram.me/buratha