سليم الرميثي
من المعروف والبديهي ان البرلمان الذي ينتخبه الشعب يكون ممثل حقيقي لرغبات وتطلعات المواطنين الذين ينتخبون اعضائه بغض النظر عن الطوائف والقوميات والملل هذا عندما تكون نظرة البرلماني نظرة وطنية خالصة ولكننا نرى العكس تماما في بلدنا فان البرلمانيين كل يغني على حزبه وفئته حتى لو ادى ذلك الى الحرب كما هو حاصل في العراق..
فالاخوة الاكراد لايصوتون على اي قرار اذا لم يضمنوا حقوقهم كاملة غير منقوصة كما هو حاصل الان بالنسبة لاقرار الميزانية التي تخص كل الشعب حتى لو ادى ذلك الى تدمير الدولة العراقية والتي هم جزء منها ومن نظامها السياسي ولاحل بالنسبة لهم حتى يرضخ الجميع لمطاليبهم ويتم تنفيذها والاّ سيكون التهديد والوعيد هو البديل كما نسمع هذه الايام عن اخبار لانعلم صحتها بان بعض البرلمانيين الكردستانيين يطالبون بغلق سد دوكان وقطع المياه عن الوسط والجنوب واذا صحت هذه الاخبار فالعراق واحزابه يسجلان سابقة خطيرة و مقبل على كوارث انسانية لم يتعرض لها حتى الهنود الحمر في اميركا ايام الحروب مع البيض المحتلين لاراضيهم ..
اما الكتل الاخرى مثل متحدون فهم حقا متحدون في كل شيء يؤدي الى خراب العراق ودماره بل انهم متحدون في الاهداف حتى مع داعش والقاعدة وهم مجرد معطلين لمصالح الشعب العراقي والعملية السياسية ولايرجى منهم خيرا قط..فهم سلبيين في كل شيء ولانسمع منهم سوى البكاء والعويل على الارهابيين والبعثيين بل هم يتفاخرون بالعمل على اضعاف امكانيات الدولة وتشتيت جهدها في اختلاق الازمات..
وحتى كتلة التحالف الوطني ايضا احدهم يجر بالطول وعشرة يجرون بالعرض ومشكلته الحقيقية هي عدم توافقهم في كل شيء ولايستطيعون اقرار مطالب ناخبيهم رغم انهم يملكون اصوات كافية لذلك و جميعهم يعملون من اجل ارضاء أحزابهم وقادتهم لهذا السبب نرى فشلهم وعدم استطاعتهم اقرار اي قانون داخل البرلمان وهذه الصفة ايضا تنطبق على جميع الكتل الباقية..
فهل من المعقول ان اكثر من ثلاث مائة برلماني مع قادة كتلهم عاجزين عن وجود حل يرضي الجميع لاقرار الموازنة ؟ وخصوصا هذا الاقرار يصب في صالح الشعب العراقي بكل فئاته وطوائفه..فاذا كان كل هؤلاء عاجزين عن ايجاد الحلول لمشاكل الشعب فهذا يعني ان اغلب برلمانيينا اما اغبياء او خونة وعملاء ولايريدون ان يريحوا الشعب من مهازلهم وفسادهم..
نحن لانلوم الكتل التي عُرفت بعدم احترامها واستهتارها حتى لدماء اغلبية الشعب العراقي وعدم اكتراثها بل نلوم البرلمانيين الذين يمثلون الاغلبية في هذا البلد ولماذا هذا العجز والتباطيء في حسم القضايا المصيرية التي تمس اكثرية الشعب العراقي وكانهم يعيشون حالة من الاستجداء للاخرين وينتظرون موافقتهم على اي اقرار ولاي قانون.. فعدم اقرار الموازنة هو دليل عجز البرلمان بجميع اعضائه..
https://telegram.me/buratha