مديحة الربيعي
أكثر مايتحدث به المسؤول, في أي مؤتمر صحفي, أو لقاء تلفزيوني هو ملف ألانجاز والمنجزات, والتي نسمع عنها ولا نرى أي منها, فهي موجودة في خيال سيادة المسؤول فقط!
أبرز المنجزات التي تحسب لأصحابها, تضم قائمة طويلة, تروي معاناة هذا الشعب, ومقابل ذلك, تضمن رفاهية الساسة, لا نعرف هل أن الوطن أصبح ملكاً لهم والشعب أصبح بلا وطن؟ ملفات شائكة, تبحث عن حلول, ومنذ عشر سنوات ولحد الآن لا يزال العراق, يرزح تحت طائلة الفقر, وأنعدام الخدمات وكل ما يتغير فقط, ثروة أرباب السلطة التي لا زالت في تطور مستمر!
لكي نفهم أكثر نتساءل, أين تصرف مخصصات الموازنة؟ ولماذا لا يلمس المواطن أي تغيير يذكر؟ وأين هي المشاريع يا دعاة ألانجاز؟
وتتوالى ألاسئلة, هل يحاسب الساسة أنفسهم؟ هل وصلوا لمرحلة أنعدام الخلق؟ بعد أنعدام الضمير؟ كيف يمكن لهم أن يتصدروا الفضائيات, ومعظم أحاديثهم تدور حول ألانجاز؟ رغم أن العراق لحد الآن لا يزال يعاني من معضلة العصر وهي الكهرباء؟
ضمن هذه ألاسئلة: يواجهنا سؤال كبير, كيف يمكن لدولة تمتلك ثروات نفطية ضخمة لم تتمكن ألى الآن من التوصل إلى حلول, بشأن مشكلة الكهرباء؟ وهل أن الموضوع يتعلق بأزمة حقيقية, أم أنها مفتعلة؟ وتستخدمها الحكومة كورقة ضغط على الشعب العراقي, أذ نجد أن التلويح بورقة أنهاء ملف أزمة الكهرباء يتصدر الدعايات ألانتخابية؟
ونستمر بالتساؤل, ماذا عن ملفات المنجزات ألاخرى؟ التي تشمل تعبيد الطرق, والقضاء على أزمة السكن, القضاء على البطالة النهوض بالواقع, ألاقتصادي للبلد هل يملك الساسة الجرأة للإدلاء بدلوهم وتقديم ألاعذار عن أسباب تأخير هذه الملفات؟ ومتى ستنتهي السرقات على جميع ألاصعدة؟ ومتى سيتوقف أرباب السلطة عن أستغفال الشعب؟
بيوت الصفيح, والفقر المتقع الذي يعاني منه معظم أبناء الشعب العراقي, وجيوش العاطلين عن العمل, وأنعدام الخدمات, خير دليل وشاهد على منجزات الساسة, التي سيوثقها التاريخ, لتعكس صورة عن زمن غاب فيه العدل, وأنتشر فيه الفساد في جميع مفاصل الدولة.
هل يمكن أن ينسى الشعب ما عاناه طوال السنوات العشرة الماضية؟ أم أن الوقت قد حان ليقتلع شوكه بيديه, ويقضي على صناع الدكتاتورية الجدد؟
ختام القول, شكراً على منجزاتكم القيمة, يا أصحاب المنجزات! وأفضل ما يمكن مخاطبتكم به, قول سيد ألاحرار الحسين (عليه السلام) حينما خاطب طغاة عصره " أن لم يكن لكم دين, وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم, أن كنتم عُرباً كما تزعمون".
https://telegram.me/buratha