باقر العراقي
بدأت الحملة الانتخابية، وبدأت تتشكل معها الفكرة الرئيسية لدى المواطن عن كل تكتل مشارك بهذه الانتخابات، وهل أن المشاركين يمتلكون رؤية للأربع سنوات القادمة؟ أم أن الأمور ستسير وفق ظروف الأمس بفشلها وفسادها ؟
هذا ما يتطلع كل عراقي لمعرفته، فالبرامج الانتخابية طرحت على استحياء في أغلبها، مما يدل على عدم وجود رؤية واضحة للغالبية، وأيضا هذا يتناغم مع بعض الناخبين الذين لا يبحثون أصلا عن البرنامج الانتخابي.
لكن من وضع برنامجا انتخابيا مدروسا، ستكون له الحظوظ الأوفر، والسبب لأنه المختلف والمبدع والغير منشغل بالآخرين ومشاكلهم وسلبياتهم بل مهتم بإظهار رؤيته للأعوام القادمة لناخبيه .
أما بعض الآخرين، فمنهم من بدأ حملته بالهجوم على أصحاب الرؤية الواضحة، ومسك الوتر الطائفي، والسب والشتيمة، والتقليل من شأن البرامج الأخرى، حتى وإن كانوا غير مشاركين في الحكومة أو العمل التنفيذي، وليس لديهم الا القليل من النواب.
والمضحك المبكي أن بعض البرامج تعتمد على التوهم في انجازات سابقة، وهذا ما فندته المرجعية، في آخر صلاة جمعة حيث بينت الفشل الحكومي اجتماعيا أمنيا وخدميا وزراعيا وصناعيا، لنعود من جديد ونسأل أين الإنجازات؟ وأين الرؤية المستقبلية؟.
بالتأكيد الكل يريد أن ينتصر، والكل يريد التأثير على الناخب وجر النار الى قرصه، فليس من المعقول أن يحرم من دخول المنافسة من عمل ضد الفساد بحجة حسن السيرة والسلوك، ومن لا يمتلك برنامج انتخابي له الأفضلية برغم فشله السابق.
وبغض النظر عن التشويش الحاصل، فإن المواطن له قدره على معرفة التردد المنسجم مع تطلعاته، والبصمة الخاصة للسنوات المقبلة، وسيعمل على تحصيلها، وعندها فقط سنقول بأن المواطن ينتصر.