مديحة الربيعي
كان لجحا داراً, قرر أن يبيعها وترك في أحد جدرانها مسماراً, وأشترط من أهل الدار الذين أقدموا على شراء المنزل, أن يبقى المسمار في مكانه, وفي كل يوم كان حجا يطرق الباب ويطلب ان يرى المسمار ويبكي, وأستمر جحا على نفس المنوال, في كل يوم يزور المسمار ويبكي, ألى أن مل صاحب المنزل وقرر أن يطرده.
قانون السلامة الوطنية, الوجه آلاخر لمسمار جحا, أذ يسعى سماسرة السلطة, ألى اتخاذ ذريعة السلامة الوطنية, كسلم للوصول الى مآربهم, بدعوى الحرص أو الحذر وألاحتياطات ألامنية, ألا أن حقيقة ألامر لاتعدوا أكثر من ميول شوفينية, ورغبات تسلطية, ومحاولة إحكام قبضة بعض ألاصنام على البلاد والعباد.
أعتقد الشعب أن يوم 9 نيسان يمثل نهاية الدكتاتورية, وسقوط آخر ألاصنام, الا أن عدوى الصنمية تنتقل بين الساسة, وكل من يجلس على الكرسي, فهاهي أصنام جديدة, بدأت تسعى لأرساء قواعدها, وتحتاج معاول عديدة لتحطيمها, قبل أن يتفاقم ألامر, ويصل بنا الحال الى أن يدخل البلاد في قبضة الدكتاتور, ويرسي قواعد ألاستعباد كما فعل من قبله, وأحتاج ألامر لأجتياح قوات أجنبية الى البلاد, لقطع جذور الدكتاتورية, ألا انها بدأت تنمو من جديد.
فلنعالج ألامر بأنفسنا, قبل أن يستفحل المرض, فأستئصال جزء, خير من أنتشار العدوى, فربما فايروس الدكتاتورية أخطر من فايروس أنفلونزا الطيور؟ فالذرائع عديدة والغاية واحدة, والقوانين والتشريعات تدار وتصاغ وفق ألاهواء, تحت مسميات مختلفة, سلامة وطنية, وفرض القانون, وحرصاً على حياة المواطن, والقائمة تطول, ألا أنها تصب لصالح شخص بعينه, وكتلة بعينها.
اللاسلامة الوطنية, أو بألاحرى وباء الدكتاتورية, يظهر بشكل مختلف هذه المرة, فالقانون ومن يتابع ويطلع على فحواه, يجد انه لا يعدوا أكثر من مجرد, سعي للسيطرة على أركان الدولة, وطريقة للتخلص من الخصوم, وطريقة للتحكم وانتهاك خصوصية البعض ليس من عامة الناس فقط بل حتى من صناع القرار والشركاء في العملية السياسية.
وسائل ضغط مختلفة لإقرار القانون, والذي يمنح البعض صلاحية واسعة, بل يطلق أيديهم تماماً ليصولوا ويجولوا في البلاد كيفما شاءوا, من أصدار قوانين, والحصول على صلاحيات مطلقة, فأذا تم أقرار هذا القانون, أن البلد أصبح تحت تصرف شخص واحد.
الغاية من أبتكار الوسائل والطرق, والقوانين المختلفة, تهدف غالى التحكم بموازين القوى, ومحاولة السيطرة على ألامور, قبل حلول ألانتخابات, لأن من يسعى لإقرار القانون, بات يدرك أن أيامه معدودة, لذا فهو محاولة التفاف ليس أكثر من ذلك, نأمل أن يدرك الناس أن هذه القوانين,لها عدة وجوه, ظاهرها جميل ومضمونها قبيح, فليقرأ الجميع مابين السطور قبل أن تدخل البلاد في نفق مظلم ليس له نهاية.
https://telegram.me/buratha