المقالات

الانتخابات العراقية. والعشائرية السياسية

1565 2014-04-15

زيد شحاتة

على مر تاريخ العراق لعبت القبيلة وتفرعاتها دورا مؤثر في المسرح العام والخاص، للمجتمع والأفراد. جزء من هذا الدور كان ايجابيا في مرحلة ما، حيث لم يكن هناك وجود لدولة أو قانون يحمي الفرد، فكانت العشيرة تقوم بهذا الدور لمن ينتمي لها بالنسب، أو بالتحالف العشائري. لكن هذا الدور يصبح سلبيا أحيانا كثيرة، ونتيجة للتخلف الذي كان يسود المجتمع، وبعض الأعراف والتقاليد الظالمة والمتسلطة، لكنها بالمجمل كانت منظومة مصغرة ونموذجا عن المجتمع، بكل سلبياته وإيجابيات.

حاولت الكثير من الحكومات، وخصوصا في التاريخ الحديث للدولة العراقية، أن تستميل العشائر لجانبها للاستفادة من ثقلها، وأثرها الاجتماعي وخصوصا على أفرادها، ورغم أن دور العشائر اخذ في الانحسار والتراجع وخصوصا الايجابي منه، بعد وصول البعثيين إلى الحكم، وإدارتهم للدولة بالحديد والنار، والموقف السلبي لمعظم العشائر العراقية من النظام. رغم أن البعثيين عادوا لاحقا لتملق العشائر، واختلاق عشائرية مصطنعة وممولة منهم، وخصوصا بعد انتفاضة شعبان 1991، لغرض ادعاء محبة الناس لهم، وضرب العشائر وتركيبتها الحقيقية الأصيلة.

بعد سقوط النظام عام 2003، ونتيجة لضعف الحكومة وخصوصا خلال السنوات الأولى، عادت العشيرة لتأخذ دورا في الحياة الاجتماعية العامة، بل واكتسبت قوة جديدة، جراء تقرب معظم الأحزاب السياسية لها، لكسب أصواتها ودعمها وتأييدها خلال الانتخابات التي تجري بشكل دوري، ويصل حد دفع تلك العشائر لترشيح شيوخها أو ابناهم، أو أفراد منها ضمن قوائم تلك الأحزاب. يمكن بكل سهولة ملاحظة حصول تحول في الدور العشائري السياسي خلال الفترة الأخيرة، خصوصا العشائر التي يتولى فرد منها منصبا مهما أو حساسا في الدولة، أو في العمل السياسي، حيث بدأت تدفع بمرشحين من أبنائها وحسب القرابة للمسؤول، وبشكل يتناسب مع خطورة وأهمية منصبه، وعلى مختلف مناطق ومحافظات العراق، وصار المرشح يركز على موضوع عشيرته وإبراز اسمها.

صار من المعتاد أن نلاحظ ترشح أخ المسؤول، أو ابنه، أو زوج ابنته، أو أخو زوجته. ضمن قائمة المسؤول، أو قوائمه الظلية، أو قوائم أخرى حتى، ولكن ما يثير القلق، أنها صبحت ظاهر عامة، وكلما كبر المنصب. زاد الأقارب المرشحون؟!. العشيرة أمر واقع، ولها دور كبير في الحياة الاجتماعية العراقية، ايجابي في جزء كبير منه، والدولة المدنية العصرية الحديثة العادلة، تتعارض مع أي ولاء لغير الوطن، وأي سلطة لغير القانون.
نعم لعشائرية ولائها للوطن. وتحترم القانون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك