فراس الجلالي
تتعالق في أذهاننا ونحن نمني النفس بدولة عراقية عصرية عادلة, أول حكومة إسلامية ظهرت للوجود في عصر الرسول المبعوث رحمة للإنسانية نبينا محمد بن عبد لله صل الله عليه واله..
هي برغم إن وقت ظهورها كان أزمة, من حيث حداثة نشؤها والأخطار المحدقة بها؛ إلا أنها استطاعت بإرادة قوية وتوفيق رباني من إن تلملم عناصر قوتها وتفرض وجودها..
فهل إن الظروف في العراق اليوم ترتقي لمجتمع جاهلية ما قبل الدولة الإسلامية؟ نعم هي كذلك من حيث التصارع والفرقة وغلبة الهوى, ومحدودية الروى, إما إمكانية النهوض فأسهل كوننا نستطيع إن نختار مستقبلنا.
إن ما حدث ويحدث في عراق ما بعد 2003 من تخريب ممنهج لمقدرات الدولة في محاولة لتنفيذ مسلسل بوش في إعادة العراق لما قبل التاريخ نجح في كثير من وجوهه ولكن للأسف بأيدي عراقية, فقد توصل الغربيون المتمرسين بأمور الغزو إلى إن أفضل وسيلة لتخريب بلد خلق فريقين او مجموعة من الفرق محلية, متصارعة دائما مع بعضها في جميع الأمور!
سياسة استعملوها في كل الدول التي احتلوها او التي يريدون احتلالها..
هذه الفرق بتصارعها عماها الباطل وحب السلطة لتكون بعيدة عن الشارع قريبة من ملذاتها... هدفها البقاء بالحكم والتشبث بالسلطة... هي تحاول إن تبعد عنها صفة الدكتاتورية بالترويج لنفسها ومحاولة إظهار إن السبب في إخفاقاتها المتكررة مؤامرات الفرق الأخرى المناوئة لها والرافضة منهجها... فهل يمكن بوجود هؤلاء إن تستقيم الأمور؟ ما داموا في السلطة لا يمكن ذلك.
المطلوب مواجهة العابثين بإرادة التغيير والإصلاح والعراقيين قادرين على إنقاذ أنفسهم, كونهم يريدون الخلاص من مظاهر الدم والفساد.
قد يقع الكثير منا وهو يعزف على وتر الطائفية والعشائرية بالخطاء من باب (الشين إلي تعرفه أحسن من الزين إلي ما تعرفه) او من باب (أفضل السيئين), وفي هذا مصادرة للأمل بالخير, وكان الساحة السياسية خالية من الشخصيات الوطنية!
جميعا نتحمل اليوم ما سيصير إليه مصيرنا, وفرصة الانتخابات القادمة كفيلة بتطوير حالنا وتصحيح مسار عمليتنا السياسية, نحو نظام جديد همه المواطن, يعرف احتياجاتنا ويسعى جاهدا لتنفيذها..
الأمر يتطلب رغبة صادقة في التغيير وانتخاب المصلحين, من أصحاب البرامج الوطنية لنتخلص من كل عوائق التقدم, وننقذ أنفسنا؛ فاليوم نحن على شفا حفرة وأي حفرة .
https://telegram.me/buratha