احمد شرار
الديمقراطية من صنع قائد عادل واتباع مخلصون.... هذا ما أؤمن به وما راه (اليوت أس جونسون) في خلاص أهالي قريته الصغيرة من ظلم البيروقراطية الحكومية وقراراتها المجحفة. ومن لا يعرف (اليوت) فهذا المواطن واصحفي الأمريكي، أصبح واحد من أكثر المدافعين عن حقوق المزارعين والفقراء من مواطنيه، واستطاع ان يجبر البرلمان والساسة الأمريكان الى تعديل الكثير من القوانين التي ضمن حقهم.
ولم يولد (اليوت) وفي فمه ملعقة ذهبية، بل ترك (اليوت) قريته متوجها الى مدينة (نيويورك) مع صديقه الصحفي المخلص(جون) وهو في أوائل الاربعينيات بعد ان افلست صحيفة القرية الوحيدة التي كان يعمل بها في خضم الأزمة الاقتصادية الشهيرة في الثلاثينيات، كي يجرب حظه هناك.
كانت تلك الازمة حادة القت بظلالها على الجميع فكان (اليوت) لا يملك مع صديقه سوى ثمن التذكرة التي اوصلته الى المدينة، ولم يملكا المال الكافي للمبيت في أحد الفنادق، بل بقيا جالسين على أحد المساطب في حديقة صغيرة تواجه عددا من مكاتب الصحف، لم يرضى (اليوت) ان ينام على تلك المسطبة عندما اقترح عليه صديقه ان ينام وأجابه: لسنا بمشردين، بل رجلين كريمين يجب ان يحتفظا بكرامتهما في معظم الظروف.
أبتسم له القدر بوظيفة صغيرة في صحيفة مغمورة، على شفير الإفلاس، واستطاع بجهده واخلاصه أن يتقدم بها حثيثا وان يرتقي بمنصبه حتى يترأسها ويصبح رئيس تحرير أكبر الصحف اليومية هناك، وبهمة لا تنقطع أخذ يحث الحكومة على مناقشة اهم القوانين التي تهم المواطن، ومن ضمنها الضمان الاجتماعي والصحي وتقديم القروض لصغار المزارعين ودعم احتياجاتهم.
تحقق ما أراد ل (اليوت) ولسكان قريته ما اردوا من دعم، وازدهرت القرى والمزارع بسبب تشريع القوانين الداعمة لها بسبب تلك الأصوات والمطالبات التي قادها (اليوت)عبر صحيفته اليومية. لم ينس (اليوت) قريته قط وكتب في وصيته ان يدفن فيها كما تبرع بمبلغ كبير لمجلس إدارة القرية، اليوم هناك شاهد كبير على قبره المزين بالأزهار، مكتوب عليه (ليس هناك عمل مستحيل أن أمنت به(. سادتي وكعادتي أرجع للوضع العراقي الحالي، فليس هناك مستحيل أمامنا أن أمنا به، ان أردنا ان يتغير وضعنا الحالي، وان ننتقل به الى ما نحلم به دوما، فالتغير أصبح بيد المواطن اليوم، والمخلصين كثر، ما نحتاجه هوان ندعم قائدنا الحكيم كي يرتقي بنا الى الديمقراطية الحق.
https://telegram.me/buratha