محمد حسن الساعدي
الشعب العراقي شعب تميز بصفات تفّرد بها عن سائر الشعوب ، كونه شعبا عاش حياة الحرمان والبؤس طيله فتره حياته وبقاءه ، ومع كل حكام الجور الذين تناوبوا على حكمه ، الا انه ظل شعبا واقفاً لم يسقط ، بل نراه عند كل المواقف التي تمر عليه صلبا ويخرج قوياً ، ولكن اصعب ما مر عليه كان ايام ماكنه البعث التي حطمت أركان وجوده ، فلم تبقي لوجوده هدف او لحياته مسمى ، فكان يسعى فقط لقضاء يومه ، وابتعد كثيراً جداً عن وطنه الكبير "العراق " فلا يشعر بالانتماء او الولاء لوطنه ، مما جعله شعباً غير مبالي وغير مكترث بوطنه ووجوده كشعب مثل باقي الشعوب ، ولا اريد الدخول كثيراً في العهد المظلم الذي استمر لأربعين عاما من الظلم والطغيان والتفرد بالسلطة ، متجاوزاً كل الأعراف والقوانين الدولية في تحطيم حقوق الانسان العراقي .
الشعب العراقي بعد سقوط النظام البعثي ،تنفس الصعداء ، وحاول أعاده ترتيب أوراق وجوده ، وأعاده ما تدمر من علاقه مع الوطن ، والذي اثار به هذا الانتماء الصوت الذي جاء من بيوتات النجف القديمة ، وهي تحمل الولاء والحب للوطن وتدعوهم الى ضروره المشاركه في الانتخابات وبناء العراق الجديد ، والمشاركة المكثفة في التصويت على الدستور العراقي الجديد الذي يعد اول دستور عراقي يحقق العيش الكريم لأبناءه ، ويحفظ حقوق الجميع بدون استثناء من مذاهب وقوميات متنوعة ، وشارك الشعب في تقرير مصيره بيده .
اليوم ونحن بعد عشر سنوات من الحكم السلطوي ، والسيطرة على جميع مؤسسات الدوله ووضعها في مجر مكتب رئيس الحكومه العراقيه ، نحتاج من شعبنا وقفه تأمل لمعرفه اين نحن وماذا نريد ؟! والى اين نسير؟
شعبنا اليوم في اختبار صعب امام حرب التغيير التي أطلقتها المرجعيه الدينيه ، وضرورة إيجاد تغير للواقع السياسي المؤلم الذي يمر به العراق اليوم ،لان صوتك هو انسانيتك هو كرامتك هو شرفك هو دينك واياك ان تتهاون به اياك ان تتنازل عنه اياك ان تبيعه لاي سبب من الاسباب فانك في هذه الحالة تتنازل عن كل قيمة انسانية عن انسانيتك وكرامتك ودينك ،ونذهب وندلي باصواتنا حتى لو لم تنتخب او تختار احد فانك في هذه الحالة أدليت بصوتك وطرحت رأيك وحددت موقفك بقناعتك الذاتية بدون خوف من احد او مجاملة لاحد ، فما بالك ان سعيت الى التغيير في الواقع السياسي المزري .
دعونا نجعل من 30 نيسان عرساً عراقياً نفتخر به ونعتز به فاذا الشعوب تفتخر وتعتز فاعتقد في يوم التصويت في يوم الانتخابات لانه يوم الشعب والوطن لان على هذا اليوم يتوقف تقدم وتطور الوطن وسعادة الشعب ورفاهيته كما انه دليل ان الشعب بدأ يعي مصلحته ومصلحة وطنه ويضعنا في أول خطوة في طريق الحضارة والتقدم والعلم والعمل ، لان في هذا اليوم تبدأ الشعوب المتحضرة مرحلة جديدة من التطور والتقدم والتغيير والتجديد لهذا يعتبر يوما خالدا وانعطافة كبيرة في تاريخها ، فكيف بنا ونحن نسعى الى تغيير واقعنا الماساوي ، والتأسيس لدولة المواطن لا دولة المسؤول .
https://telegram.me/buratha