مديحة الربيعي
الدكتاتورية وأحلام التمسك بالكرسي, وأمراض السلطة, نهايتها معروفة , وألامثلة على ذلك أكثر من أن تورد, فكم من طاغية, سعى للسيطرة وألاستعباد, وانتهى به المطاف, أما على المشنقة, أو لاجيء في دولة , يبحث عن مأوى بعد أن كان يظن أنه ملك الدنيا بما فيها.
بعد أن تقدم الشعوب التضحيات, ويصنع ألاحرار الثورات, يصبح الحكم حكراً على الطغاة, معادلة مغلوطة تبحث عن من يعيد تقويمها, وخير مثال عليها التجربة السياسية في العراق, فبعد حكم دكتاتوري, وبعد قوافل من الشهداء, ورغم تضحيات الشعب العراقي, ألا أن الواقع لا يبدوا أفضل من سابقه قبل عام 2003, أن لم يكن أسوأ من ذي قبل.
رغم أن التجربة في العراق, لا زالت فتية, فهي لم تتعدى العشر سنوات, ألا أنها أفرزت نماذج تمكن الشعب العراقي من أن يكون صورة واضحة عنها, بين طامح وطامع, بين مفسد, وسارق, بين متسلط وخاضع, بين أحمق وساذج, والقلة القليلة التي تسعى للإصلاح وسط هذه الفوضى, تجابه و تحارب, بأعتبار أنها تغرد خارج سرب المفسدين.
بعد أن أدرك الناس تجربة السنوات الماضية, فأنهم باتوا تواقين للخلاص من الوضع الراهن والسعي للتغيير, والبحث عن البدائل التي يمكن أن تقود البلاد والعباد نحو بر ألامان, فل يعقل أن يسكن أبناء الرافدين في العشوائيات, وبيوت الصفيح, رغم أنهم يعيشون على أرض السواد؟ وهل يعقل أن تستجدي ألارامل , بحثاً عن لقمة العيش, بدلاً من أن تؤمن لها الدولة العيش الكريم؟ وهل يعقل أن يتعلم أطفال العراق في مدارس من طين ونحن في العام 2014؟ وأسئلة كثيرة تبحث عن أجابات كلها تدور حول محور واحد, لماذا يعيش أبناء العراق في هذا الوضع المزري بعد كل ما قدموا من تضحيات؟
تلك المعاناة أفرزت نخباً شابة تسعى لتأسيس تجربة ديمقراطية حديثة, بعيدة عن الفساد وأستغلال الفقراء, والقضاء على الطبقية, توفير العيش الكريم لأبناء العراق جميعاً دون أستثناء, وبمجرد أن شعر المتشبثين بالسلطة, بتعطش الناس للتغيير ومقدار ما تحظى به تلك التيارات من تأييد شعب واسع, باتوا يشعرون بالخطر, فالفأس توشك أن تحطم رأس الصنم, لا سيما أن تلك التيارات تمثل صوت الوحدة, والخيمة التي تسعى لأن تجمع كل أبناء العراق, وتوحد الجهود, لبناء دولة يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات.
كل من يسعى لخدمة شعبه, وتحقيق العدالة, وأنصاف الفقراء, والقضاء على الفساد وكل وجوه ألاستغلال, سيمثل خطراً على صناع الدكتاتورية,لأنه سيسدل الستار على الظلم, وينهي أحلام الطامعين بأستعباد الشعوب, وأستغلال البسطاء,قد حان الوقت لتتحطم رؤوس ألاصنام على أعتاب التغيير.
https://telegram.me/buratha