مديحة الربيعي
حين تتجول في شوارع, ترى ملامح البؤس والحرمان, على وجوه الفقراء ممن أجبرتهم الظروف, على طلب العون من المارة في تقاطعات الطرق, وتجد أطفالاً يتجولون بين السيارات, يحملون ماتستطيع أن تحمله, أيديهم الصغيرة من بضاعة متواضعة, لعل نهارهم الطويل ينتهي بما يسد رمق, عوائلهم التي حملوا مسؤولية أعالتها في عمر مبكر.
السمة ألاخرى التي تميز العاصمة, هي سرادق العزاء, التي صارت من البديهيات في حياة العراقيين, فيومياتهم يميزها لونين فقط, ألاحمر وهو لون الدم الذي يصبغ أرصفة شوارع العراق, عموماً والعاصمة على وجه الخصوص, التي لها حصة ألاسد من الموت المجاني, واللون آلاخر هو ألاسود, الذي لم يبقى بيت في العراق ألا وقد أرتدى أهله ثوب الحداد, حزناً على فقدان ألاهل وألاحبة, نستثني من ذلك طبعا سكان المنطقة الخضراء فهم بعيد عن ذلك كله, أذ يعيشون عالم آخر ومستوى معيشي أخر, مختلف تماما عن واقع أبناء العراق.
السمات ألاخرى التي تميز يوميات أبناء الرافدين, مدارس الطين, البطالة, غرق الشوارع عند أول زخة مطر, بيوت الصفيح,معضلة الكهرباء, الفساد ألاداري وفضائح السرقات المتكررة, ألازدحامات في شوارع العراق, مواكب المسئولين, ومغامرات أبنائهم طبعاً, والوزارات التي باتت تدار من قبل عوائل الوزراء وأقاربهم! والطروحات وألاراء والنظريات التي يتحفنا, بها البعض آلاخر من صناع القرار, والصراعات تحت قبة البرلمان.
النتيجة التي نخرج بها من كل ذلك, هي بقايا بلد, وشعب يعيش نصف سكانه تحت خطر الفقر, وأقتصاد منهك, وأمن مفقود, وأزمات سياسية, ودوامة لا تنتهي يعيش فيها المواطن, وريع ثمارها يدخل في خزانة المسؤول, فساسة العراق يعتاشون على أزمات الشعب وهذا هو الواقع للأسف.
عشر سنوات مضت والشعب يتلقى الصفعة أثر الصفعة, والضربة تلو ألاخرى , ولا زال في جعبة الطغاة الكثير, حان الوقت ليرد الشعب لهم الصفعات, ويمحوا كل أثار الظلم والفساد والفقر, وألاهمال, في يوم 30 نيسان, وجهوا صفعاتكم للمفسدين, وأقلعوا جذورهم كما تُقتلع ألاشواك الضارة, كي تعود الحياة إلى شوارع بغداد, ويسود العدل, ويعيش أبناء العراق كما يليق بهم.
https://telegram.me/buratha