عبد الكاظم حسن الجابري
اقترب موعد إجراء الانتخابات النيابية العراقية, وصار تلوين الأصابع بالبنفسجي وشيكا, فالثلاثين من نيسان سرعان ما سيحل قريبا, وستكون نهاية نهاره, الساعة السادسة الفيصل النهائي لإعلان انتهاء عملية التصويت من قبل المواطنين, حسب ما أعلنته مفوضية الانتخابات.
هذا الموعد, وهذا التصويت, يجب أن لا يمر مرور الكرام, وان لا يمر عبثا, فالناس تعاني, في بلد أصبح عنوانه العريض الأزمات, فالأمن مستباح, والاقتصاد متدهور, والبطالة لازمت شباب البلد, والأمية والفقر تفشيا في المجتمع, والخطط الحكومية غائبة.
نعم, سيذهب الناخب العراقي, وعليه أن يحسن الاختيار, فلا يمكن أن نقضي على جميع مشاكل البلد إلا بالتصويت لمن هو قادر على تفهم تلك المشاكل, والتفاعل معها بنكران ذات, ودون النظر إلى المصالح الشخصية, يجب أن يكون التصويت مدروساً, فالمسؤولية جسيمة, والناخب سيملك الزمام إلى حين الساعة السادسة, من يوم 30 نيسان, بعدها سيكون الأمر بيد من حازوا على ثقة الناخبين. الكل طالب بالتغيير, مرجعيات دينية, أحزاب وتيارات علمانية وإسلامية, منظمات مجتمع مدني, ومطالب جماهيرية.
سيكون الناخب مسلح بخطوط عامه وعريضة, لضمان تصويته بدقة, وبما يضمن حسن الاختيار, فالمرجعية وضعت العناوين الرئيسة لهذا الاختيار, فمع وقوف المرجعية الدينية على مسافة واحدة من القوائم والمرشحين, إلا إن هذا لا يعني أن المرجعية تساوي بين الصالح والطالح, وبين المصلح والمفسد. وضعت المرجعية شروط وضوابط للاختيار, فألزمت اختيار الشخص المرضي في القائمة المرضية, فلا يكفي أن يكون المرشح حسن السيرة والسلوك, لكنه مرشح ضمن قائمة تلفها الشبهات, ثم إن المرجعية حددت ثلاث مواصفات في المرشح نفسه, فيجب أن يكون حسن السيرة, ونزيه, وكفؤ.
كما وضعت المرجعية أيضا تفاصيل أكثر, فقالت المجرب لا يجرب, وهذه إشارة واضحة عن عدم رضا المرجعية عن التشكيلة الحالية, ثم قالت انتخبوا من يمتاز بالحس الوطني, والقادر على لم جميع الأطراف, وله علاقة طيبة مع الجميع, وعلى الناخب أن يلتزم بهذه الضوابط ليحسن الاختيار.
من الأسلحة التي يمتلكها الناخب أيضا, هي الخبرة التراكمية في الدورتين الانتخابيتين السابقتين, فأغلب الكتل هي نفسها في تلك الدورتين, واعتقد أن ثمان سنوات كانت كافية لمعرفة أداء كل كتلة, وكيف كانت تسير في قيادة دفة البلد, وعلى هذا يُعَوَل على اختيار الكتلة التي كان لها الأثر الأكبر والمساهمة الفاعلة في إقرار القوانين الخادمة للشعب, أو طرح مسودات لتلك المشاريع, يجب معرفة أي كتلة كانت تتناغم مع المواطن, كأساس للبناء من خلال قراءة احتياجاته والعمل على توفيرها.
أيضا سلاح ثالث لدى الناخب, وهو معرفته الشخصية وعن كثب بالمرشحين, فنظامنا الانتخابي هو نظام الدوائر المتعددة, واغلب المرشحين هم أبناء مدننا, واغلبهم معروفون أو يمكن التعرف عليهم بسهولة من خلال سؤال من له معرفة بهم من الثقات, وبالتالي معرفة سلوكياتهم وأخلاقياتهم.
هذه العوامل كلها بيد المواطن الآن, وهو الأقدر على التغيير, وفي حالة عدم استخدام أسلحته هذه, فلا يحق له بعد ذلك أن يتباكى على الوضع في البلد, إن أسفرت الانتخابات عن حكومة غير كفوءة لا سامح الله, انه قادم ويوم الثلاثين سيكون موعدا مع الثورة ضد الأزمات, وتغيير وجه البلد نحو الأحسن, وستكون الساعة السادسة من ذلك اليوم, هي ساعة الصفر نحو الإعمار والبناء وانتصار المواطن, أو نحو الفساد والفشل والديكتاتورية لا سامح الله.
https://telegram.me/buratha