أظهرت السنين السابقة توتر ساستنا, وانفعاليتهم الزائدة التي انعكست سلبا على الواقع العراقي..
فخلال ألثمان سنوات السابقة, لم نشهد مبادرة بنى وأعمار, مبادرة حب وكرامة, بل زادت المشاريع الوهمية, ونهب المال العام, فضاعت ملايين المليارات, وعم الفساد, وتشارك معظم الساسة في بناء الانقسام الفئوي وتمزيق الصف العراقي من طريق الحرب العشواء على المواطنين الآمنين, وحرق الأخضر باليابس, واخذ الناس بجريرة غيرهم من المجرمين.
إننا نعرف في حالات المرض لا يمكن أن يحرق الإنسان كونه مصاب بالأنفلونزا حتى لا نحد من انتشار العدوى, كما يفعل بعضهم بالطيور,وباقي الحيوانات, بل يوفر له بيئة صحية, مكان خاص معقم, ويشمل برعاية خاصة كريمة حتى يشفى..
للأسف أن ما نشاهده مؤلم فالمنطقة التي تحدث فيها خروقات أمنية تعزل ويفرض عليها حصار عديم الجدوى فيتم بذلك تكريس حالة من الإحساس بالظلم, والإهمال المتعمد, ممكن أن تؤدي إلى أن يشارك المسالمون والوطنيون بالخضوع او السكوت عن المفسدين والمخربين والطائفيين تقية او دفعا للضرر.
حالات كثيرة يمكن أن نصفها بالمتأزمة كان من الممكن أن تعالج بتروي وحكمة..
فالقيادة مسؤولية, تتطلب عدل وحالة من نكران الذات والتسامح لأجل الخير لكل الناس ولنا في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ص) أسوة حسنة, أما إذا كانت القيادات متشنجة متعصبة فلا عدل ولا تسامح, لن ينتج عنها إلا أزمات جديدة ..
لا نعرف الم يقروا الكتاب , الم يأتي على مسامعهم مقولة لقمان لابنه وهو يعظه "إذا حكمت بين الناس أن تحكم بالعدل ".مالهم لا يتبعون إلا أهوائهم يحرقون ويسيئون للناس.
ولكن يبقى الإنسان العراقي يكتسب الخبرات, ومن جور السنين تعلمنا أن لا ننتخب إلا الحكيم, الذي جعل من نفسه قبلة للناس, كلمته مسموعة يحظى بالمقبولية من الجميع على حد سواء, فهل يوجد من هذا النوع من الرجال في عراقنا السامق؟
نعم بقليل من العلم والموضوعية ممكن أن نصل إلى هذا الشخص..
أولا لنحاول أن نضع بعض المعايير لشخصيتنا: ينبغي أن يكون ذو حس وطني يعمل للعراق, أن يكون معروف بأصالته وتضحياته في سبيل الوطن والناس, أن لا يرد سائل, وان لا يترفع على طيف من أطياف الوطن لعصبية او قبلية..., أن يكون سمحا, كريما, محبا للعلم ومجالسا للعلماء, أن يعايش الفقراء, ويعالج قضاياهم ولا يمل, لا يستفز ألا بالخير, شهم معدنه, كلمته واحدة, ذو حنكة سياسية, وشعبية إقليمية عالمية, الجميع يحترمه,يسمع منه ولا يجامله, مبادر همام, مبتسم في وقت الشدة لثقته بالله والناس, لا يميل ولا يستمال لباطل... فهل في ساستنا مثل هذا الشخص؟
لقد بحثت وتقصيت, خبرت, بحثت ولحظت, فلم أجد احد جمع كل هذه الصفات إلا سيدا حاز كل هذه الصفات, رجل كان ملجأ في المهمات, يقدم مصالح الوطن على مصالحه, عزيزا للعراق, متدين, متدبر, أراه أملا للعراق, انه بلا مبالغة ولا رياء رجل المواطن( السيد عمار الحكيم), الذي قال حين سكت الجميع:" شعب لا نخدمه لا نستحق أن نمثله".
https://telegram.me/buratha