قريبا سنغادر شكل الحكومة الراهن، الذي وصف بأنه حكم الشراكة الوطنية، حيث الجميع شركاء في نفس الماعون، ولكن ليس ثمة من شيء يمنع أحد الشركاء أن يبصق بالماعون!..
في موضوع حكومة الشراكة الوطنية، أستذكر ما قاله وصف الكاتب المصري عباس محمود العقاد، عن الاشتراكية الماركسية، حينما وصفها «بإنها مائدة الله التي بسطها لعباده على الأرض، ليتدافع إليها الناس فلا يصل إليها أحد».
الشركة الوطنية العراقية، التي من المتوقع أن نودع نموذجها الذي تعاضدت الضرورة الملجئة والنوايا الطيبة على أن تضعنا في سياقه، دون أن نصل الى ما يدفع عن الضرورة الملجئة، أو يحقق النوايا الطيبة، ففشلت من حيث كان المشاركين فيها يعملون على فشلها، ومن لم يعمل على إفشالها، تمنى الفشل!
الصورة التي ذكرها العقاد، نجدها ذاتها، ونجد ذات النسق مع اختلاف صغير هو أن الاشتراكية الماركسية، صاحبة دعوى باطلة من أصلها.. فهل يقوم أو قام مشروع حكومة الشراكة الوطنية في العراق على باطل؟!
أن ألأجابة ليست كذلك، فالنوايا تعدنا بدولة "كريمة تعز بها الإسلام وأهله، ويذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة الى سبيلك والقادة ...ألخ" و لكننا أمسكنا فقط بـ (القادة!) وتهنا عن بقية الدعاء!
الساسة العراقيين يحبون أن يوصفوا بأنهم قادة!..والقيادة حلم يداعب مخيلة كل من لبس بدلة كحلية أو رمادية، وربط رقبته بحبل ملون أسموه رباط كان ابي يسميه باينباغ أو بايمباغ!
في موضوع القيادة، وهو تعبير يشير الى معان عديدة، منها معنى رذيل يرتبط برذيلة الإتجار بالجنس!..
كنت في زيارة لأحد "القادة السياسيين"،الرجل طويل عريض المنكبين، تفوح من مكتبه رائحة عطر الآرامس، الذي أغدق على نفسه منه حد الهبل! خلف مكتبه، وتحديدا على جهة اليمين وضع علمين، علم العراق وعلم حزبه، لا أعرف لم تتخذ الأحزاب أعلاما، ولكنها ربما إمتداد لأعلام العشائر، أو لتلك التي كانت الأحزاب ترفعاها في معركة الخندق، التي أسماها رسولنا الأكرم صلواته تعالى عليه وآله وسلم، معركة الأحزاب!
خلف كرسيه، وضعت صورة له ممسكا بكلتي يديه بالكرسي، تماما كما في صورة أله الكراسي، تلك الصورة التي رفعت من الجدار بعد سقوط أله الكراسي في نيسان 2003..
كلام قبل السلام: ما عدت أجيد الكلام باللسان، فقط أعرف كيف أكتب ما في رأسي، أو أصرخ أويلاخ!..
سلام...
https://telegram.me/buratha