علي محسن الجواري إعلامي وناشط مدني
لم تكن القراءة الأولية لنتائج الانتخابات بعيدة عن التوقع، فالجنوب والفرات الأوسط وأجزاء كبيرة من العاصمة بغداد، تصدرت فيها القوائم الرئيسية الثلاث القانون، الأحرار والمواطن، إلا أن الخارطة تغيرت قليلاً، فما عاد الفائز بالأغلبية على حاله، ولا صاحب المقاعد المعدودة على حاله، أما مناطق الوسط والشمال فأمرها يكاد يكون محسوماً، مع وجود الاستثناءات هنا أو هناك، وإقليم كردستان شان لوحده.
وطعم الانتخابات هذه المرة، فيه شيء من بارود الحرب، ورائحة الدماء، ومحرومون ينتظرون، ووعود موزعة تداعب أحلام البسطاء، تارة على شكل سند قطعة ارض، وأخرى على شكل سقف بيت في ناطحة سحاب، ولا أخالها إلا سراب، على أمل بزيادة مالية أو مكرمة هنا أو هناك.
وما هي إلا أيام وتعلن المفوضية الأرقام النهائية، فهل استعد الفائزون للجولة الثانية؟ وما هو مصير التحالف الوطني بكتله المتعددة، وكم ستستغرق الحكومة الجديدة من الوقت لتشكيلها؟ وهل تصريحات الكتل الكبيرة حول الولاية الثالثة نهائية أم أن هناك اربيل ثانية؟
كل هذه التساؤلات وغيرها تدور في ذهن المواطن والسياسي على حد سواء، المواطن الذي رفع شعار التغيير، ولم يعمل به، فعادت الأمور كما كانت وبتغيير طفيف، إلا أن اغلب الاحتمالات وحسب معطيات الساحة، تصب على شخصية من التحالف الوطني، وقد لا يكون المالكي بالضرورة، ورغم كل المحاولات التي بذلت، لتغيير نمطية واتجاهات الخارطة السياسية في البلد، إلا إنها عادت أثنية قومية، كتل شيعية وأخرى سنية وأخرى كردية، ولا أخال المناصب الرئاسية الثلاث ستكون إلا حسب التقسيم السابق، وحكومة ستزداد فيها وزارات الدولة لإرضاء جميع الأطراف .
والحقيقة التي تقال والآمال التي يصبوا إليها المواطن، هو قيام حكومة قوية، يعمل فيها بروح الفريق الواحد المتجانس، يكون فيها الوزير وفريق عمله خادماً حقيقياً للشعب وللمصلحة العامة، وليس لكتلته أو حزبه، متداركين أخطاء الحكومة الحالية، التي شتت البلاد والعباد، وإنهاء حالة التخبط بين الحكومة رئيساً ووزراء، والابتعاد عن الانسحابات وعرقلة الأعمال، وهذا لا يكون إلا بشراكة حقيقية، شكلاً ومضموناً، شراكة الأطراف القوية، التي لا تختلف إلا لمصلحة الشعب، بعيدا عن الحسابات الثانوية لعدد المقاعد في البرلمان، وحصص المتنازعين والمتوافقين.
أتمنى كمواطن عراقي، أن تشكل الحكومة بأقل وقت ممكن، وان تترك الاتفاقيات الجانبية ويحتكم إلى الدستور، وان يصار إلى تشكيل برلمان قوي متفق على خير الشعب والوطن، والى تشكيل المحكمة الدستورية، أتمنى أن انعم وأبناء وطني بالسلام والطمأنينة، وان تغادرنا كوابيس ترك الوطن للسياسيين، والهجرة بعيدا عنه..سلامي
https://telegram.me/buratha